بعد إهداء ذخيرة من الصليب للملك تشارلز.. تفاصيل رحلته عبر الأجيال
أكد الناطق الإعلامي باسم الفاتيكان، ماتيو بروني، أمس، بأنّ الكرسي الرسولي قدّم من خلال السفارة البابويّة، أوائل الشهر الحالي، أجزاءً من ذخائر الصليب الحقيقي إلى الملك تشارلز الثالث، الحاكم الأعلى لكنيسة إنجلترا، كعلامة مسكونيّة بمناسبة الذكرى المئوية للكنيسة الأنجليكانية في ويلز.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإنّ هبة ذخيرة الصليب المقدّس قد تكونت من قطعتين صغيرتين بحجم 1 سم، و5مم، تم وضعهما في صليب فضي أكبر خلف حجر كريم من الكريستال الوردي بحيث يمكن رؤيتهما عن قرب فقط، وتمّ تسليمها إلى كنيسة القديس يعقوب الملكيّة في لندن.
تتبع الصليب المقدس عبر الأجيال
وقال القديس كيرلس الأورشليمي عن رحلة الصليب المقدس في سنة 351م أن أجزاء الصليب المقدس قد توزعت في مناطق كثيرة من العالم.
وأوضح أن جزء من هذا الصليب المقدس أرسل إلى القسطنطينية بواسطة الملكة هيلانة، ولكن الجزء الرئيسي بقى في أورشليم إلى أن تم أخذه بواسطة Chosroes.
وتابع: وقد وصف الصليب الذي في أورشليم بواسطة بعض الحجاج للمدينة المقدسة بأنه كان موضوع في صندوق من الفضة وقد تم إرجاعه من الفرس هو والرمح (الذي طعن به السيد المسيح) والأسفنجة بواسطة هرقل سنة 628م، ووضع مرة ثانية في كنيسة أجيا صوفيا بالقسطنطينية لفترة قصيرة، ثم رجع إلى أورشليم سنة 636 م.
ولقد تم الاستيلاء على الصليب المقدس من كنيسة القبر المقدس بأورشليم وتم تدمير الكنيسة بواسطة خوسروس الثاني الملك الفارسي (588-628 م) ويقول يعقوب الدومنيكانى والذي توفى سنة 1298 م، حيث قام بوصف ما فعله خوسروس ملك الفرس بالصليب المقدس بعدما أخذه من أورشليم، قائلا بعدما رجع خوسروس الملك إلى أرضه بنى له برج من الذهب والفضة ورصعه بالمجوهرات ووضع فيه صور للشمس والقمر والنجوم، وجعل ماء ينساب على هذا البرج من خلال أنابيب، حتى يأخذها خوسروس ويرشها بدوره على الأرض، كما يمطر الله مطرًا على الناس. وتحت البرج توجد ساقية تدور بواسطة أحصنة، وينتج عنها صوت مثل الرعد. وجعل عرشه في هذا البرج ووضع الصليب المقدس عن يمينه، ليكون بمثابة الابن له، ووضع حنفية عن يساره وكأنها هي الروح القدس، وفي الوسط جلس هو على أنه الله الآب.
ولكن بعد الحرب التي دخلها معه هرقل، قتل هرقل خوسروس بقطع رأسه، ولكنه استبقى على ابنه لأنه تعمد وقدم التكريم للصليب المقدس، وتحول الفرس إلى المسيحية. وقام هرقل بتدمير البرج الذي بناه خوسروس، وقدم أموالًا كثيرة لإعادة بناء الكنائس التي خربها خوسروس.
وأعاد هرقل الصليب إلى أورشليم، ولكن عند محاولته للدخول إلى المدينة المقدسة، إلا أنه بمعجزة سد باب المدينة بالطوب من أمام هرقل، وظهر صليب من نور وسمع رسالة من الله تأمره بالدخول إلى أورشليم بطريقة متواضعة، وووقتها خلع هرقل حذاؤه وكل مظاهر ملكه، وأمسك بالصليب وقرع على الباب، وفي الحال انفتح الباب وكل المؤمنين الموجودين في الطريق من بلاد الفرس إلى أورشليم كانوا يشمون رائحة جميلة من الصليب المقدس.
وقدم هرقل التكريم اللائق للصليب المقدس. وبدأ الصليب من جديد في عمل المعجزات الكثيرة إذ شفى أربعة عرج، وعشرة مجذومين، وخمسة عشر أعمى وكثيرين من أصحاب الأمراض المختلفة، ومن بهم أرواح نجسة وعمل هرقل على ترميم كنائس أورشليم، ثم عاد إلى وطنه.
وقد كان رجوع الصليب المقدس مرة أخرى إلى أورشليم بواسطة هرقل حوالي سنة 628 م، وقد أقيم عيد تذكاري لإعادة ظهور الصليب في فلسطين يوم 14 سبتمبر، وأصبح هذا العيد شعبيًا وعام في كل أوروبا.
وقد كان هرقل قد استعاد من الفرس بلاد أرمينيا وسوريا وفلسطين ومصر وجزء من العراق
وقد وصف "Arculf- 680 م" شكل الصليب الموجود في كنيسة آجيا صوفيا بالقسطنطينية، أنه مكون من ثلاثة أضلاع وليس اثنين، أي بهذا الشكل، وهذا غير مستبعد إذا اعتبرنا أن العارضة العليا للصليب تمثل العنوان الذي كتبه بيلاطس “هذا هو ملك اليهود”.