الثلاثى العربى وحل أزمة الاقتتال فى السودان.. رؤية تحليلية
السودان بلد الجوار الجنوبي، والعزيز على قلب كل المصريين، كنا بلدًا واحدًا أيام الحكم الملكي لمصر والسودان، حتى أتت ثورة 1952 وأعطت السودان استقلاله، إلا أن الأمور في قلوب المصريين كما هى، شعب واحد بمصير واحد يربطنا النيل شريان الحياة.
مصر والسودان دولتان تكملان كل منهما الأخرى، دخول كل دولة لا تحتاج من موطنيها أكثر من بطاقته الشخصية، والآن يعيش بيننا أكثر من 5 ملايين سوداني بهويتهم السودانية فقط، الأمن القومي المصري والسوداني واحد، أي مشكلة في البلد الجنوبي تؤثر علينا والحال نفسه بالنسبة لهم.
العلاقات المصرية السودانية خلال حكم البشير
وخلال الأعوام الماضية وتحديدًا بعد استيلاء البشير على سدة الحكم فى السودان، أصبحت العلاقات بين القاهرة والخرطوم ليست على مايرام، فالبشير كان ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وأخذ قرارات لا تصب في المصلحة العربية بداية من تأييده غزو الكويت، واحتضن بن لادن، وكان سببًا في تصنيف السودان واحد من الدول الداعمة للإرهاب عالميًا.
«البشير» منح تركيا ترخيص جزيرة سواكن في البحر الأحمر، بزعم الحقوق التاريخية للعثمانيين أثناء احتلال اليمن، وبعد اندلاع الثورة الشعبية في السودان، والإطاحة بحكم البشير عادت العلاقات بين القاهرة والخرطوم لطبيعتها.
الدعم المصري للسودان
مصر ساعدت السودان في رفع اسمها من قوائم الإرهاب العالمية، وكذلك دعمتها في مسيرتها الإصلاحية، لكن الأمور اشتعلت في السودان خلال السنوات القليلة الماضية، وطالب السودانيون بحكومة مدنية، في هذا التوقيت وقفت مصر على الحياد تمامًا احترامًا للبلد الشقيق وشعبه.
عسكريًا، حاولت مصر استعادة التواصل مع القوات المسلحة، وأرسلت العديد من القوات للتدريب المشترك، وبالفعل تم تنفيذ تدريبات مشتركة منها نسور النيل، وحارس الجنوب بالتعاون مع القوات البرية.
واقرأ:
ماذا حدث في السودان.. الملخص الكامل لأسباب اندلاع الاشتباكات
الأمور في البلد الشقيق تطورت، والتحول إلى الحكومة المدنية أصبح موجودًا على رقعة اللعب، فكان لزامًا على السودان دمج العناصر العسكرية برئاسة الفريق البرهان، وقوة التدخل السريع بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، وظهر خلاف بين الأحزاب المدنية التي كانت مصرة على أن تكون عملية تسليم السلطة والدمج خلال سنتين، أما دقلو فأصر على أن تكون خلال 10 سنوات، ومن هنا تأججت الأزمة.
بداية الأزمة واشتعال الصراع
الأزمة السودانية التي اشتعلت 15 أبريل الجاري، لا أحد يعرف من بدأ فيها بإشعال فتيل القتال، أهو الجيش السوداني بقيادة الفريق البرهان، أم «حميدتي» بقوته التي كانت تقاتل في البداية باسم الحكومة أيام «دارفور».
بداية قوات الدعم السريع كانت في 2013، وكانت في البداية تحت سيطرة المخابرات السودانية، وفي 2019 أصبحت ضمن القوات السودانية بأوامر مباشرة من «البشير»، وحصل «حميدتي» وقتها على رتبة فريق وهى أعلى رتبة في الجيش السوداني، وحين قيام الثورة السودانية على البشير تخلى «حميدتي» عنه وأصبح نائبًا لرئيس مجلس السيادة السوداني.
هنا باتت الأزمة أكثر تفاقمًا، من سيصبح القائد العام للقوات المسلحة السودانية؟، وفي هذا السؤال إجابة عن ماذا حدث لنشوب القتال؟.
طرق حل الأزمة
الأطراف العربية الأهم بالنسبة للسودان والتي من شأنها حل الأزمة، مصر، السعودية، والإمارات، والجامعة العربية، فمصر من الدول الأكثر اهتمامًا بالسودان.
السودان امتداد طبيعي للأمن القومي المصري، والقاهرة والخرطوم تؤمنان الممر الرئيسي للتجارة العالمية في البحر الأحمر، أيضًا هما مشتركتان في قضية مياه النيل، ووجود العديد من المواطنين المصريين والسودانيين في كلا البلدين.
السعودية هى الأخرى تشترك مع السودان في تأمين البحر الأحمر، كما أن الخرطوم دعمت الرياض في حرب اليمن، والرياض قدمت دعمًا ماليًا كبيرًا للخرطوم خلال السنوات الماضية، أما الإمارات فلها دور ريادي في المنطقة في الوقت الحالي، بالإضافة لدعمها للسودان ماليًا.
اقرأ أيضًا:
الرئيس السيسى ومحمد بن زايد يتبادلان التهنئة بالعيد ويناقشان الوضع فى السودان
جامعة الدول العربية في الأيام الماضية، عقدت اجتماعًا على مستوى المندوبين الدائمين، وطالبت بوقف إطلاق النار.
الاتحاد الإفريقي كذلك ومنظمة الإيجاد الإفريقية، يمكن أن يكون لها دور في الوساطة لوقف إطلاق النار، والتوصل لحل يرضي كافة الأطراف في السودان.
الولايات المتحدة الأمريكية، والأمم المتحدة، وأوروبا، نادت بوقف إطلاق النار، وعليها وضع المزيد من الضغوط على كل الأطراف لوقف إطلاق النار والوصول لحل سلمي يضمن حماية الشعب السوداني.
الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أعلن عن استعداد مصر للعب دور الوساطة، للحفاظ على السودان، وحقن دماء شعبه، كما أن مصر لا تتدخل في شئون الدول الأخرى، كما أكد أمل مصر في موافقة الأطراف المتنازعة في السودان على وقف إطلاق النار.