عالمة مصريات: الفراعنة كانوا مهووسين بالحياة الأبدية وليس الموت كما اعتقد العلماء
كشفت عالمة المصريات جوليا تروش في محاضرة لها، عن أن موتى مصر القديمة لم يكونوا أمواتًا حقًا، على الأقل وفقًا لثقافتهم، حيث اعتقد المصريون القدماء أن الموت هو مجرد بداية للحياة الأبدية الجديدة، وهي نظرية تداولها العلماء على مدى قرون طويلة، ولكن طقوس الدفن والموت المعقدة التي اتبعها المصريون في عصرهم كشفت عن مدى تقديسهم وهوسهم بالحياة الأبدية وليس الموت، حسبما نشر موقع "ذا أليستيل" الأمريكي.
وقالت تروش، الأستاذ في جامعة ولاية ميسوري، إن المصريين القدماء كانوا ينظرون إلى الموت بشكل مختلف تمامًا عما ينظر إليه مجتمعنا الأمريكي الحديث.
معتقدات غامضة للمصريين عن الموت والحياة
وبحسب تروش، فإن المصريين اعتقدوا أن الموت مجرد خطوة واحدة، لم تكن النهاية، حيث كانت لحظة انتقال، وفقًا لما أشار إليه كتاب الموتى واصفًا الحياة والموت بأنه الليل الذي يخرج إلى الحياة.
وأفادت تروش بأن "الشخص الحي" في المجتمع المصري القديم يتكون من مكونات متعددة عملت معًا لتكوين صورة للإنسان.
وقالت تروش: "كان لديهم هويتهم أو اسمهم، لديهم الجسد، الشيء الذي يمشي ويسمح لهم بالحركة، كما أن هناك الظل، الذي لم يتم فهمه جيدًا، إنها واحدة من تلك القطع الأكثر غموضًا".
وأشارت عالمة المصريات في جامعة ولاية ميسوري الأمريكية، إلى أنه بالإضافة إلى الاسم والظل، كان هناك أيضًا البا والكا، وهما جزءان أساسيان من شخصية الشخص، مضيفة: "البا هو الطائر برأس بشري والذي يرمز إلى الانطباع الذي تتركه في العالم، أما الكا فهو شيء يتم تقديمه لك ومشاركته من خلال العائلة، إنه أيضًا شيء يمكنك الحصول عليه بناءً على مكانتك في المجتمع، لذلك يتلقى الملك جزءًا من كا من الآلهة، ويعطيها لابنه".
وقالت تروش إن "المقايضة لخصت العلاقة بين الأحياء والأموات في مصر القديمة، ومع ذلك، لم يكن الموتى مجموعة متجانسة".
واستطردت تروش قائلة: "كثيرًا ما نقرأ أن المصريين كانوا مهووسين بالموت والطقوس المعقدة التي صاحبت عملية الدفن والموت، لكنهم كانوا في الواقع مهووسين بالحياة الأبدية".