المطران ميكاس يترأس القداس الإلهي في كنيسة قلب يسوع ومزار سيّدة لورد في ناعور
ترأس أسقف أبرشيّة تارب ولورد الفرنسيّة المطران جان مارك ميكاس، القداس الإلهي في كنيسة قلب يسوع الأقدس ومزار سيّدة لورد في ناعور، جنوب عمّان، وذلك ضمن زيارته الحاليّة إلى المملكة بدعوة من هيئة تنشيط السياحة والمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام.
ويقوم مطران لورد، حيث يقع واحد من أهمّ المزارات الكاثوليكيّة في العالم، بزيارة إلى المملكة لمدّة ستة أيام، بمشاركة الوفد المرافق، بزيارة موقع معموديّة السيّد المسيح (المغطس)، ومزار النبي موسى على جبل نيبو، كنيسة ومزار قطع رأس يوحنا المعمدان في مادبا، رافقه مدير المركز الكاثوليكي الأب د. رفعت بدر، ومسؤول الحج الديني في هيئة تنشيط السياحة السيد عامر الطوال.
في بداية القداس، ألقى كاهن الرعيّة الأب بشير بدر كلمة ترحيبية بالمطران الزائر.
وقال: "بكثيرٍ من الفرح نستقبلكم، ونفرح بكم ومعكم في هذا اليوم الفصحيّ المبارك. يجمعنا المسيح القائم، وذلك أنّ الأم البتول، السيدة العذراء مريم هي التي تجمعنا حولها. فها نحن نستظلّ في حمى مغارتها في هذه الرعيّة، وهي تجمع أبنائها من كلّ الجهات في هذا الوطن الغالي، بالحب والإيمان والوحدة والصلاة والتوبة والرجاء".
أضاف الأب بشير بدر: "لقد سعدت رعيّة قلب يسوع الأقدس الصغيرة في ناعور، وعلى مدار العقد الماضي، في استقبال الألوف من الأبناء والبنات المحبين للأمّ البتول، وكان ذلك بفضل محبّة وتعب وغيّرة الأب رفعت بدر الذي بنى للأم البتول سيّدة لورد مزارًا لها في ناعور، وكان ذلك علامة حيّة لحبه للسيّدة العذراء، لكنه كان أيضًا تجسيدًا لمحبة شعبنا وإكرامه وفخره للسيّدة العذراء، والتي يفخر بأنّ يناديها في أحد الترانيم المريميّة: يا بنت أرضنا، يا فخر شعبنا".
تابع: "لقد تشرّفت هذه الرعيّة باستقبال سلفكم المطران نيكولا بروفيه، ولقد سعدتُ بالمشاركة معه ومع الرعيّة في الاحتفالات التي جرت في عام 2018. وها نحن نسعد ونتبارك من جديد بزيارتكم اليوم. إنّنا نرى في هذه الزيارة علامة رضى من الأم البتول، وعلامة محبّة من قبلكم للكنيسة في الأردن"، راجيًا الأب بدر أن تتكلّل هذه الزيارات في زيادة التبادل والمعرفة والمحبّة والصلاة بين الإخوة والأخوات في الإيمان، في فرنسا والأردن، تحت حماية الأم البتول.
وبعد إعلان الإنجيل المقدّس، ألقى المطران ميكاس عظة تحت عنوان: أيتها المرأة لماذا تبكين، وعن ماذا تبحثين؟"، قال فيها: إنّ دموع مرأة المجدليّة كانت نتيجة القبر الفارغ، وأنّ محبة هذه المرأة أمام القبر الفارغ قد قلبت حياتها. في الحقيقة، يورد الإنجيل أنّ النساء كنّ أولى التلميذات الشاهدات على قيامة الرّب، ولقد أرسلهن المسيح القائم إلى التلاميذ ليعلموهم بالخبر السار.
تابع المطران ميكاس: في لورد اختارت السيّدة العذراء برناديت وأرسلتها لتعلن آخرين ببشارة. في النساء طبع يحبّه الله، وهذا يظهر إما في الدموع أو في الاندفاع. الرّب يحب شجاعة النساء. لقد اختار مريم المجدليّة لكي تنقل للرسل والرجال خبرًا غير معقول. وهذا يتطلّب سجاعة استثنائيّة. وفي لورد، اختارت العذراء الطفلة برناديت لتذهب إلى كاهن الرعيّة وتنقل له خبرًا غير متوقّع: ابنِ كنيسة وتعالوا في مسيرات ودورات!.
وقال: إنّ هذا السؤال وجهه الرّب إلى كل واحد وواحدة منا. إنّ الدموع التي سكبتها المجدليّة هي دموع بشريّة كثيرة تتألم اليوم وتبكي بسبب الوحشة وآلام وأمراض هذا العالم. إنّ دموع المجدليّة تجسيّد دموع البشريّة المتألمة بسبب المآسي والحروب. إنّنا على مثال المجدليّة والصبيّة برناديت، يُرسلنا الرّب تلاميذ مبشّرين لكي نشهد بالإيمان والرجاء لحضور الرب الحيّ والمُحيي في هذا الفصح السعيد. وهذا يتطلّب منا شجاعة لكي نقول له من دون إدّعاء، وبروح الخدمة، وبشهادةٍ متواضعة لكنها شُجاعة ومُلتزمة ومُتطلبّة".
وخلص مطران أبرشيّة لورد في عظته إلى القول: إلى مزار لورد يأتي الملايين سنويًا لكي يجدوا عند مريم كلّ هذه الأمور، رافعًا الصلاة إلى من الأم البتول؛ سيّدة لورد في فرنسا وسيّدة لورد في ناعور، أنّ تجمعنا وتوّحدنا، وأن تزيد الأخوّة والمحبة بين الجميع، ولكي نكون شهودًا شجعان للرّب القائم، المُرسلين إلى العالم لكي يقولوا: المسيح قام.. حقًا قام. وقال سيادته: ليبارك الرب رعيّة ناعور، ويبارك كل المُحبّين للأم البتول، ولتساعدنا كي نشهد على قيامة ابنها الحبيب كلّ أيام حياتنا ولأبعد مكان ممكن أن نتصوره.
وقبل نهاية القداس الإلهي توجّه المطران الزائر والكهنة والمؤمنون بدورة احتفاليّة إلى مزار سيّدة لورد المجاور، رفعوا خلالها الشموع على شاكلة التي ترفع يوميًّا في ساحات لورد الفرنسيّة، على وقع الترنيمة المريميّة: "سلام، سلام، لكِ يا مريم". وبعد صلاة بيت من المسبحة الورديّة، ورفع طلبة العذراء ونشيد "افرحي يا ملكة السماء"، ومنح سيادته البركة الختاميّة للمسيحيين.