الناقد المغربي فؤاد زويريق: مسلسل "'تحت الوصاية'" أمتعنا بفلسفة صُوّره الملتقطة
أشاد الناقد الفني المغربي فؤاد زويريق، بمسلسل “تحت الوصاية”، تحديدا للصورة والكادرات داخل مشاهد المسلسل.
وقال “زويريق” في منشور له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: مسلسل ''تحت الوصاية'' أمتعنا بفلسفة صُوّره الملتقطة، حيث تفنن في التعبيرات البصرية المرافقة للأحداث والمواقف المحيطة بالقصة، فبشكل مواز للقصة أبدعت الكاميرا في إظهار انفعالات شخصيات العمل وحالتهم النفسية بلقطات وزوايا مأخوذة بشكل فني يكشف الرؤية الفنية الاحترافية لمدير التصوير والمخرج.
وأوضح “زويريق”: مثلا أعجبتني هذه اللقطة وهي لقطة مأخوذة من زاوية علوية تسمى غالبا high angle shot، استخدام مثل هذه النوعية من الزوايا لا يتم اعتباطا فلكل زاوية معنى وهدف، وهذه اللقطة تختزل المشهد أو الحدث الذي تعيشه الشخصيات، الكاميرا في مستوى علوي تلتقط المجال أو الفضاء الواسع المحيط بالشخصية وتفاصيلها، إضاءة خافتة، الابن مستلق بصمت ينظر الى الأعلى بحزن وتيه، أخته بدورها تائهة في الغرفة بكاؤها في الخلفية منسجم مع الموسيقى التصويرية، بطل الابن الخارق ''آيرون مان'' مرمي فوق الأرض بجانبه بإهمال، عروسة أخته أيضا، بطله الواقعي الذي يحبه ومتعلق به محمد صلاح مستلق فوق جسمه بشكل معبر جدا عن الحالة.
وشدد “زويريق” على: كل هذه العناصر والشخصيات تظهر في اللقطة وكأنها مهملة ومستسلمة ومنهارة ومفككة، اللقطة العلوية تعزل الشخصيات داخل حالاتهم النفسية الضيقة وتسرد معاناتهم بالصورة فقط، باختصار الزواية المأخوذة بها هذه اللقطة تعبر عن التوتر والفوضى التي تعم المكان وروح الاحباط الذي استولى على كل الشخوص بما فيهم لعب الابن، وهي لا تعني الابن في حد ذاته رغم وجوده في الإطار/الكادر بقدرما تعني أمه التي تعيش حالة انهزام رهيبة جسديا ونفسيا ومهنيا، حالة انهزام أتت بعد انتصار مؤقت... هذا ما يسمى الإبداع بالكاميرا وإشراك المتلقي من خلال الصورة فقط بما تشعر به الشخصيات.