رمضان اللبنانيين.. معاناة غير مسبوقة وسط أزمات متتالية
تتواصل معاناة اللبنانيين الاقتصادية وسط أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها البلاد، وفراغ رئاسي يعيق أي خطط للخروج من الأزمة، أو استقبال مساعدات من صندوق النقد الدولي، والفساد المستشري في قطاعات مختلفة من الدولة، وذلك رغم عائدات السياحة الكبيرة، والتوصل لاتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بما يسمح للبنان بالاستفادة من ثرواته الطبيعية في المتوسط.
وتعجز الأسر اللبنانية التي كانت موائدها عامرة بأصناف مختلفة من الطعام طوال شهر رمضان المبارك، عن تلبية الاحتياجات اليومية لإطعام أطفالها، وكذلك إقامة موائد العزومات بين الأهل والأصدقاء التي كانت منتشرة في لبنان كغيرها من البلدان الإسلامية، حيث يتواصل انهيار العملة الوطنية أمام الدولار بشكل غير مسبوق.
- اللبنانيون لم يكونوا بهذه الوضعية الصعبة خلال الحرب الأهلية
وقال المحلل السياسي اللبناني عبدالله نعمة، إن الوضع الاقتصادي المتردي يسوء يوما بعد يوم، حتى أن اللبنانيين لم يكونوا بهذه الوضعية الصعبة خلال الحرب الأهلية التي عاشها في سبعينيات القرن الماضي.
وأضاف نعمة لـ"الدستور"، لم أشاهد في حياتي هذا المستوى البائس والمتدهور لقدرة اللبنانيين على تلبية احتياجاتهم المعيشية، فحتى أيام الحرب، كان المواطن يستطيع تدبير نفقات أسرته، ويعيش في مستوى معيشي كريم.
ويشهد لبنان منذ صيف العام 2019 انهيارا اقتصاديا، فقدت خلاله الليرة اللبنانية قيمتها أمام الدولار، حيث تخطى سعر الصرف 150 ألف ليرة لكل دولار واحد.
ورغم انهيار الاقتصاد، وتزايد الأعباء على اللبنانيين، لم تتوصل القوى السياسية المشكلة لمجلس النواب إلى توافق على اسم رئيس الجمهورية الجديد، الذي سيخلف ميشال عون الذي انتهت ولايته آخر أكتوبر الفائت.
- شراء الحاجيات الأساسية للمعيشة أصبح عبئا كبيرا على أرباب الأسر
وأكد نعمة، أن شراء الحاجيات الأساسية للمعيشة أصبح عبئا كبيرا على أرباب الأسر اللبنانية في ظل ارتفاع الأسعار ورفع الدعم الحكومي عن كثير من السلع، وغياب رأس الدولة المنوط به بحث وحل ما يواجه الناس من مشكلات.
وأوضح أن الفجوة باتت كبيرة ومرعبة بين الأغنياء والفقراء في البلد المأزوم سياسيا واقتصاديا، واختفت ما كانت تسمى بـ"الطبقة الوسطى"، والرواتب لا تكفي أياما من الشهر، ومطلوب من الشعب اللبناني أن يتعايش مع هذا الوضع المرشح لمزيد من التدهور.
واختتم حديثه بالقول: اعتزل الناس اللحوم، واختفت تدريجيا، المحلات التي تبيع اللحوم، واتجهت إلى تجارة الخضروات، وحتى هذه الخضروات وصلت أسعارها إلى مستوى أصعب من قدرة اللبنانيين.