تقارير دولية: تأثير «سيليكون فالى» يمتد إلى جميع الأسواق العالمية
كشفت تقارير دولية عن تراجع المعنويات اتجاه الأصول ذات المخاطر في جميع الأسواق العالمية على خلفية تأكيد المسؤولين بالبنك المركزي الأمريكي اتجاههم نحو تشديد السياسة النقدية.
وكان إفلاس بنك سيليكون فالي (SVB)، الذي يتخصص في تمويل الشركات الناشئة العاملة بمجال التكنولوجيا، هو الأكبر منذ إفلاس بنك "ليمان براذرز"، وما أعقب ذلك من أزمة مالية عالمية.
وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم بأول، أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يعود إلى وتيرة الزيادات الكبيرة لأسعار الفائدة خلال اجتماع شهر مارس، مع احتمالية الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من المتوقع. كما تبنى أعضاء البنك المركزي الأوروبي نفس النبرة المائلة إلى تشديد السياسة النقدية.
وأشار أحد الأعضاء، إلى أن خيار رفع معدلات الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس لا يزال مطروحًا على الطاولة. وأشارت البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة إلى تباين أداء سوق العمل، إلى جانب ورود بعض البيانات التي تشير بشكل طفيف الى بدء تيسير السياسة النقدية.
بينما أشارت البيانات الاقتصادية في أوروبا إلى تدهور معنويات المخاطرة ومعدلات الاستهلاك. وسجلت سندات الخزانة الأمريكية مكاسب إلى جانب ارتفاع الدولار بشكل طفيف، حيث اتجه المتداولون نحو أصول الملاذ الآمن.
وتراجعت الأسهم في جميع أنحاء العالم وكذلك البترول، حيث سيطرت المخاوف بشأن حدوث ركود اقتصادي، إلى جانب حالة عدم اليقين بشأن النمو الاقتصادي في الصين، على جلسات التداول.
وأنهت عوائد سندات الخزانة الأمريكية تداولات هذا الأسبوع على انخفاض، وذلك على مستوى جميع آجال الاستحقاق، حيث أدى انهيار بنك "سيليكون فالي"– والذي يعد أكبر انهيار لبنك أمريكي منذ الأزمة المالية العالمية في 2007، إلى لجوء المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن.
وارتفعت معظم عوائد سندات الخزانة خلال تداولات الثلاثة أيام الأولى من هذا الأسبوع، حيث تجاوزت عوائد السندات لأجل عامين مستوى الـ5% للمرة الأولى منذ عام 2007 على خلفية تصريحات باول التي ذكر فيها أنه على الرغم من أن الاحتياطي الفيدرالي لم يتخذ أي قرار حول اجتماعه في شهر مارس، إلا أن أعضاء البنك المركزي قد استعدوا للعودة إلى الارتفاعات الكبيرة بأسعار الفائدة، كما استعدوا إلى احتمالية الوصول لسعر فائدة نهائي أعلى مما كان متوقعًا.
وكان تسعير الأسواق لاتجاه الاحتياطي الفيدرالي إلى تشديد السياسة النقدية في يوم الأربعاء هو الأعلى خلال دورة رفع أسعار الفائدة، حيث قام المتداولون بتسعير رفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال اجتماعه في شهر مارس، باحتمالية تبلغ نسبتها 71.2%، إلّا أن معظم هذه التوقعات قد تغيرت في اليوم التالي، حيث سلط انهيار بنك "سيليكون فالي" الضوء على تأثير تشديد السياسة النقدية على البنوك والشركات، كما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الأمان الذي تتيحه سندات الخزانة الأمريكية.
وقيمت الأسواق أيضًا تقرير الوظائف الأمريكية الذي صدر يوم الجمعة، والذي أظهر ارتفاعاً مفاجئا شهدته معدلات الرواتب للوظائف غير الزراعية، كما أشار إلى صعود كل من معدل البطالة ومعدل المشاركة في القوى العاملة بشكلٍ مفاجئ، ما يُسلط الضوء على بدء تراجع بيانات سوق العمل.