جريدة الدستور رهينة زوار الفجر

بقلم عصام نبوى

في الوقت الذي لم تجف فيه دماء المصابين من معتصمي قصر الإتحادية الذي رأوا أسود ليله في حياتهم علي أيدي ميلشيات الاخوان الأسبوع الماضي .. وفي الوقت الذي مازال الأعلام يشعر فيه برعشة الهلع والخوف والفزع بعد حصار فرضه بعض الأخوانيين علي مدينة الأنتاج الأعلامي وإصابة الصحفي خالد صلاح وتحطيم سيارته .

تحرك زوار الفجر ممن كانوا أعداءا بقوة القوانين المفصله وبسياسات النظام البائد لكل الجماعات والحركات والتنظيمات المعارضة إلي مهمات جديده تختلف عن مهماتهم السابقه وبدلا من تحركهم لزيارة شقق الأرهابيين الذين يخططون ليل نهار لإسالة الدماء البرئية علي أرض مصر .. وبدلا من إقتحام أوكار المجرمين والهاربين والبلطجية وتجار المخدرات كان تحركهم إلي مطابع جريدة الجمهورية لمهاجمة كلمات الحريه والديموقراطيه التي تنقل للمواطن نبض الشارع وتربت علي كتفه وتحذره من الوصوليين والإنتهازيين والطامعين ممن يريدون السيطرة علي حقوقه مقدراته.

زوار الفجر دخلوا مطابع جريدة الجمهورية ودون حياء طلبوا زنكات جريدة الدستور الصادرة بتاريخ أمس السبت 11\8\2012 ولكن شجاعة وأمانة العاملين بالمؤسسة ووعي ونضوج قياداتها وقفت لهم بالمرصاد..

عاد زوار الفجر من حيث أتوا وتركوا علامات الإستفهام حول حقيقة مايحدث وما سيحدث في مصر.

عاد زوار الفجر من حيث أتوا وتركوا رعبا من مستقبل مجهول وأيام ربما تكون سوداء علي كل من حلم بثورة نقيه طاهره تعلي من شأن المصريين وتعطي للشعب حقه الكامل في إبداء رأيه مهما كان وأينما كان.

عاد زوار الفجر من حيث أتوا وتركوا مئات الأقلام تشجب وتستنكر ماحدث وتحذر مما سيحدث.

عاد زوار الفجر من حيث أتوا وتركوا خلفهم رسالة خطيرة مفادها إننا في زمن من لا يرحم .. في زمن الذين أستأمنهم الناس علي حياتهم وأرواحهم وكتبوا لهم عقدا أستطاعوا به أن يحكموا مصر العظيمة دون أن يعلموا أن من أختاروهم لتحمل هذه الأمانة العظيمة التي ينأي عن حملها الجبال هم الأخوان .

فكان زوار الفجر في عهد النظام البائد هم بالضبط زوار الفجر في عهدنا الحاضر .. فهم من خطفوا المعارضين والناشطين وأخفوهم حتي هذه اللحظات عن ذويهم واهليهم .. وهم من تركوا البطجية والمجرمين يعبثون بمقدرات الوطن وهرولوا خلف الصحف والقنوات التي تزعج الحاكم.

ياسادة زوار الفجر لا يتغيرون من زمان لزمان فهم يعملون مع الجميع تحركهم الأشارات والقرارات فلا فرق لديهم من نظام بائد مضي ونظام حاضر أتي .

اللهم أرحمنا من زوار الفجر .. اللهم أكتب لنا صباحا طاهرا نقيا شفافا .. آمنين فيه علي أنفسنا وأهلينا وحقوقنا وآمالنا وأحلامنا .. اللهم آمين .

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.