شعراء عن سعد عبدالرحمن: مات المثقف الجميل
كان موت سعد عبدالرحمن مفاجئًا وزلزل الوسط الثقافي المصري، وعبدالرحمن كان له العديد من الحكايات من المثقفين؛ لأنه تولى رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة.
الشاعر عزت الطيرى
يقول عزت الطيري: "مات سعد عبدالرحمن، ماتت الحياة الحلوة والربيع الجميل وأخي الذى لم تلده أمي وعم أبنائي الخمسة، وصديقي منذ عام ٧٤، والشهم الأصيل الكريم النبيل والإنسانية والرحمة التي تمشى على قدمين، آخر لقاء بيننا كان من عشرة أيام أنا وأبنائي في منزله العامر في هضبة الهرم، يومها كان ملتصقًا بي وكأنه يعرف أنه اللقاء الأخير، وأننا لن نلتقيا بعد ذلك إلا فىي الآخرة، قالت لي ابنتي أول مرة أعرف صديفًا يحبك كل هذا الحب.. مصيبتى كبيرة فوق تصور البشر وحزنى عليك سيطول حتى ألقاك.. يومها ستطل عليّ من فردوسك الأعلى مع الملائكة والصديقيبن والأبرار، فقد مت غريبًا وشهيدًا بعيدًا عن أهلك ووطنك بعيدًا عن أسيوط التى رعتنا معًا.
الشاعر أحمد الجعفري
بدوره، قال الشاعر الدكتور أحمد الجعفري: "صاحب عُمري الشاعر والمفكر والإنسان الكبير سعد عبد الرحمن في ذمة الله".
وتابع: "اليومين دول اللي يشوف أي مثقف وإنسان محترم يعَزيه ويواسيه لأنه أكيد حزين وقلبه موجوع لرحيل سعد عبد الرحمن".
الشاعر سعد القليعى
فيما قال سعد القليعي: "منذ ما يزيد عن ثلاثين عامًا، كنتُ صغيرًا بالقدر الذي لا يشجع مديرية الثقافة بقنا وجماعة الأدباء فيها أن ترشحني لمهرجان أو مؤتمر أدبي خارج المحافظة لتمثيلها حين يرسل منظموه طالبين ترشيح أسماء لدعوتها، وكان وقتها مسئولًا كبيرًا بإقليم وسط الصعيد، وقد سبق له أن سمع شعري بقنا، فأرسل خطابًا بهذه الصيغة (غير التقليدية إلى حد الغرابة) بعد الديباجة.. نرجو ترشيح الشاعر سعد القليعي وآخر لحضور المؤتمر".
وأضاف: "في ختام الأمسيات كان يقدم تعليقات نقدية مرشدة على نصوص الشعراء الشباب، فاتخذ من القصيدة التي قلتها نموذجًا.. هكذا بدأت محبتي له، في أول دعوة دعاني فيها لحضور مؤتمر، أسررت لصديقي الشاعر الراحل محمود الأزهري (كان وقتها طالبًا بأسيوط) أن المكافأة ستخرج بعد أيام وأنا في حاجة لها.. أخبرني محمود أن الحل بسيط، يكفي أن تقول لي ذلك بصوت يسمعه الأستاذ سعد حين يكون حاضرًا، وقد فعلتُ فما كان من الأستاذ سعد إلا أن أخرج مبلغ المكافاة من جيبه، وأخبرني أنه يفعل ذلك مع كل الأصدقاء (عرفت فيما بعد أنه كان يعطينا المبلغ بلا خصومات ويحصّله بعد الخصومات).. من تلك المواقف نمت بذرة المحبة والاحترام والصداقة".
سعد عبد الرحمن
أما عن سعد عبدالرحمن فهو شاعر وكاتب عضو اتحاد كتاب مصر، وشغل منصب رئيس الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة وأمين عام مؤتمر أدباء مصر، وأحد شعراء معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين.
وحصل على الكثير من الجوائز في مسابقات الثقافة الجماهيرية بمصر، كان أولها جائزة القصة القصيرة 1974، كما شارك في أغلب المسابقات الشعرية، التي كان ينظمها قصر ثقافة أسيوط وحصل على عدة جوائز.
تدرج في المناصب الإدارية حتى وصل إلى رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، ومشرفًا على الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، حتى تولى رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة، وحصل على العديد من الجوائز، وله العديد من المؤلفات منها «حدائق الجمر»، «النفخ في الرماد»، «المجد للشهداء»، «كتاب التعليم المصري في نصف قرن»، كما قدم للعديد من الأعمال الأدبية وخاصة في مجال الشعر.
صدر للراحل سعد عبدالرحمن عن المجلس الأعلى للثقافة، كتاب بعنوان: الموسيقى والغناء فى حياة العقاد والذى قدمه؛ قائلًا: نجد أن المفكر العلامة عباس محمود العقاد قد دلف من بوابة الأدب إلى كثير من مجالات المعرفة والثقافة، فلم يقتصر اهتمامه على الأدب واللغة والفلسفة والتاريخ وعلم النفس وعلم الاجتماع والتصوف وتراجم العباقرة والنابغين فقط، بل تجاوزها إلى المشاركة فى الحياة السياسية وتحرير الصحف.