«أم يوسف» ترعى أبناءها وأبناء ضرتها وحلمها «توك توك»
"كان نفسي أبقى في بيتي وسط عيالي أطبخ لهم زي أي أم وأقعد قدام التليفزيون"، بتلك الكلمات وصفت “أم يوسف” حلمها بعد أن اضطرتها الظروف للعمل كسائقة توك توك لتوفير حياة كريمة لأطفالها.
التقينا “أم يوسف” في أثناء جولتنا بحي فيصل وأرادت أن تحكي لنا معاناتها مع مهنتها الجديدة.
تقول “أم يوسف” لـ"الدستور" إنها عملت في بيع الفاكهة بعد أن حُكِم على زوجها بالحبس 13 عاماً، وترك لها ولدين من زوجته الثانية، بالإضافة إلى طفليها، وتدربت على قيادة التوك توك في أثناء فترة عملها.
وبعد أن أصبحت مؤهلة، عملت كسائقة توك توك باليومية: “سائقو التوك توك في الموقف كانوا يتعرضون لي واستضعفوني بحكم أني أنثى، لكن المسؤول عن الموقف تدخل ومنعهم من التعرض لي وقال لهم (الست دي تخصني) وهناك شباب يدعمونني ويعطوني أولوية الحصول على راكب”.
"أنا أراها امرأة مكافحة ويجب أن نكرّمها وأن نأخذ بيدها"، هكذا وصفها أحد زبائنها.
واستكملت “أم يوسف” حديثها وقالت إن هناك من لا يعطيها حقها من الزبائن، فمثلاً رحلة ثمنها 10 جنيهات فيعطيها الراكب 5 جنيهات فقط ويقول "مش كفاية إني ركبت معاكي"، لكن أهالي المنطقة يتدخلون لإنصافها دوماً.
وأضافت “أم يوسف” أنها من الصعيد وكان لديها أخ يدعمها لكنه توفي في حادث، أما بقية أهلها فرفضوا مبدأ عملها كسائقة توك توك وعرضوا عليها الطلاق وأن تترك الأطفال لأهل زوجها لكنها رفضت وفضلت أن ترعاهم وأن تنتظر قضاء زوجها عقوبته.
وختمت “أم يوسف” حديثها طالبة من فاعلي الخير مساعدتها في دفع مقدم توك توك لأنها تعمل على توك توك باليومية، وستدفع هي بقية الأقساط.