في ذكرى رحيله.. أبرز المعلومات عن البابا كيرلس الرابع «أبو الإصلاح»
تحتفل الكنيسة القبطية الآرثوذكسية، اليوم، بذكري رحيل البابا كيرلس الرابع والملقب في كتب التاريخ القبطي بلقب "أبو الإصلاح " وهو البطريرك رقم 110 من سلسلة بطاركة الكنيسة القبطية.
وقال ماجد كامل عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، والباحث في التراث الكنسي، إن تاريخ يوم مولده غير معلوم على وجه الدقة، غير أنه من الثابت تاريخيا أنه ولد عام 1816 بقرية نجع أبو زقالي بالصوامعة شرق أخميم محافظة سوهاج، وسمي باسم داود أما أسم والده فهو توماس بن بشوت وهو الرجل الذي اهتم بالرغم من فقره بتعليم ابنه حسب ظروف عصره.
وتابع عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، والباحث في التراث الكنسي، فالتحق بكتاب القرية الملحق بالكنيسة حيث تعلم الحساب والكتابة باللغتين العربية والقبطية وعندما كبر قليلا عمل في الفلاحة لمساعدة والده، وهناك احتك بالعربان المجاورين لقريته حيث تعلم منهم الفروسية وركوب الخيل، وفي عام 1838 اشتاقت نفسه إلى حياة الرهبنة وكان عمره لا يزيد عن 22 عاما، فتوجه إلي دير القديس العظيم الانبا أنطونيوس أبو جميع الرهبان بالبحر الأحمر .
وأضاف "كامل"، وعندما اختبره رئيس الدير في ذلك الوقت توسم فيه حياة النعمة فأوكل إليه الكثير من أعمال الخدمة بالدير حيث أثبت كفاءة فيها جميعا، وعندما توفي رئيس الدير أجمع الرهبان على تعيين القس داود رئيسا للدير ولم يمض على رهبنته أكثر من سنتين أي أن عمره كان 24 عاما ،فأبطل الكثير من العادات السيئة التي كانت سائدة في الدير في ذلك الوقت منها خروج الرهبان للتجول في البلاد بدون معرفة و إذن رئيس الدير، كما حرص على رفع المستوى العلمي والثقافي لرهبان الدير فأنشأ مكتبة وقاعة للإطلاع بعزبة الدير ببوش .
واستطرد خلال هذه الفترة نشأ خلاف بين الرهبان الأحباش وأسقفهم، فكلف البابا بطرس السابع البطريرك الـ 109 والمعروف في التاريخ ببطرس الجاولي، الراهب داود بالتوجه إلى هناك للعمل على حل الخلاف وخلال وجوده بالحبشة توفي البابا بطرس فاتجهت الأنظار لرسامة الراهب داود بطريركا فجمعت له التزكيات والتوقيعات من كل مكان فرسم مطرانا عاما في يوم 17 أبريل 1853م على أساس أنه إذا أثبت كفاءة تتم ترقيته إلي منصب الأب البطريرك وذلك بسبب صغر سنه وتخوف الشعب والأكليروس "رجال الدين " من عدم نضجه بالقدر الكافي ،ولكنه عندما أثبت كفاءة متناهية في منصبه تمت سيامته بطريركا باسم "كيرلس الرابع " وكان ذلك يوم الأحد 4 يونيو 1854 لتبدأ الكنيسة القبطية عصر جديدا من النهضة والإصلاح .
- إنشاء مدرسة باكورة قراراته
وتابع عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، كان من باكورة قراراته الإصلاحية ضرورة إنشاء مدرسة لتعليم الأولاد فأشتري عدة منازل قديمة وهدمها ثم أقام مكانها مدرسة شهيرة ذاع صيتها في جميع أنحاء البلاد وفتحها للطلبة أجمعين مسلمين وأقباطًا، وكانت هذه المدرسة تعلم اللغات العربية والقبطية والتركية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية بالإضافة إلى علوم الحساب والجغرافيا كما طالب بتوزيع الكتب والأدوات المدرسية مجانا، وتروي عنه كتب التاريخ أنه كان وهو الأب البطريرك يحرص على حضور الحصص المدرسية ويجلس في الفصل مثله مثل أي تلميذ حتى إذا ما شاهد التلاميذ الأب البطريرك جالسا بينهم يتشجعون في طلب العلم أكثر وأكثر.
وأوضح أنه سبق البابا كيرلس الرابع قاسم أمين والمعروف في التاريخ بلقب محرر المرأة في الدعوة إلي ضرورة تعليم البنات حيث أنشأ مدرسة في حي الأزبكية لتعليم البنات فكانت بذلك أول مدرسة أنشئت لتعليم البنات في مصر ثم أنشأ مدرستين في حارة السقايين واحدة للبنين وأخرى للبنات، كما ألحق بهما كنيسة علي أسم الملاك غبريال في حارة السقايين، وكان يحرص على زيارة المدرستين بنفسه مرة كل أسبوعين علي الأقل، كما أنشأ أيضا مدرسة في المنصورة.
- إيفاد الأقباط لبعثة في أوروبا
كما سعي إلي الحكومة المصرية لإيفاد أحد الأقباط في بعثة دراسية إلي أوربا فأوفدت الحكومة شخص يدعى "لبير واصف عزمي" إلي فرنسا لدراسة الحقوق والإدارة ؛وكان ذلك عام 1855، وعاد البير من البعثة عام 1860 وترقى في المناصب الحكومية حتى وصل إلي منصب رئيس الحكومة المختلطة عام 1883، وأستمر في هذا المنصب حتى توفي عام 1898 .