في حوار مع ناتالي بورتمان.. الروائية أولجا توكارتشوك تتحدث عن أعمالها
تعد ناتالي بورتمان من أبرز نجوم هوليود وأكثرهم شهرة لا سيما بعد أدوارها البارزة في السنوات الأخيرة، ولكن ثمة جانبًا آخر يتعلق بتفوقها الأكاديمي إذ تخرجت في جامعة هارفارد عام 2003، ومنذ ما يقرب من عام، أسست ناديًا للكتاب على قناتها بموقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام".
يصل المتابعون لنادي كتاب بورتمان على منصة التواصل الاجتماعي إلى ما يقرب من 90 ألف مشترك، أحدث النادي ضجة كبيرة منذ إطلاقه لأول مرة إذ تحدثت فيه نجمة هوليوود إلى عدد من المؤلفين المشهورين.
نجمة هوليود وروائية نوبل
في سبتمبر الماضي، أعلنت بورتمان لأول مرة عن كتابها المحدد للمناقشة؛ رواية "قُد محراثك فوق عظام الموتى" للروائية البولندية أولجا توكارتشوك، وكتبت: "أحب الطريقة التي تمزج بها هذه الرواية البولندية الشبيهة بالأساطير بين الغموض والكوميديا السوداء والسياسة والفلسفة".
وتعتبر أولجا توكارتشوك أشهر مؤلفة على قيد الحياة في بولندا، إذ تُرجمت أعمالها إلى أربعين لغة، وحصلت على جائزة نوبل في الأدب في العام 2018، فضلًا عن جوائز أخرى مثل جائزة مان بوكر الدولية، وجائزة نايكي الأدبية الأكثر شهرة في بولندا.
بعد أسابيع من اختيار رواية "قد محراثك فوق عظام الموتى" لأولجا توكارتشوك، الأكثر مبيعًا لهذا الشهر، أجرت الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار ناتالي بورتمان مقابلة مع الكاتبة عبر قناتها على إنستجرام.
كتبت بورتمان: "بينما تنطلق جانينا، عالمة الفلك التي تُفضِّل رفقة الحيوانات، للتحقيق في الجثث التي تظهر حولها، هناك احتكاك بين جانينا والصيادين. آمل أن تنضم إلي في قراءة هذا الشهر".
في الأسابيع التي سبقت المقابلة، نشرت بورتمان عدة مقتطفات من الرواية أبرزتها بالقلم، وكتبت: "أحب مناقشة الطرق التي يرتبط بها البشر بالأشجار والأنهار والحيوانات، وما زلت مندهشة من أن أولجا قد كتبت رواية "قد محراثك فوق عظام الموتى" بينما كانت تكتب في نفس الوقت رواية "كتب يعقوب".
عادات عمل غريبة
كشفت توكارتشوك، في حوارها مع بورتمان عن عادات عملها غير العادية، ووصفت عملية كتابتها بأنها فصامية قائلة: "في غرفتي الصغيرة مكتبان؛ على أحدهما، كمية هائلة من الكتب والتدوينات عن القرن التاسع عشر والأرستقراطية البولندية واليهود، وعلى المكتب الأصغر الآخر اللابتوب الصغير الخاص بي، في أثناء الكتابة كنت أقفز من مكتب إلى آخر".
وفي حديثها عن بطلة روايتها المختارة، جانينا دوسجيكو، قالت توكارتشوك إن قلة تقديم وسائل الإعلام البولندية والغربية للنساء فوق الستين من العمر ألهمتها لإبداع هذه الشخصية.
وأضافت: كتبت هذه الرواية بينما كنت قد تجاوزت الأربعين، ولاحظت أنني أصبحت غير مرئية بصورة ما، ومن ثم حاولت أن أجعل الشخصية واقعية ومستقلة عن كل التوقعات التي يوجهها المجتمع نحو النساء في مثل هذا العمر، سعيت لابتكار لغتها الخاصة للتأكيد على أنها مميزة؛ نحن جميعًا مميزون ولكننا أحيانًا ننسى ذلك ونحاكي ما لا يشبهنا.
توكارتشوك وويليام بليك
ناقشت توكارتشوك أيضًا توظيفها لأعمال ويليام بليك (عبر الشخصية الروائية التي تترجم أعماله في الرواية) وأوضحت أن شغفها بالشاعر والرسام الإنجليزي ولد منذ عدة عقود.
قالت: المكان الذي أعيش فيه على أطراف الحدود الجنوبية لبولندا؛ كان في الثمانينيات المكان الذي اعتاد الهيبيز القدوم إليه، أيضًا، لا أعرف كيف حدث ذلك، لكن ثلاثة من بين المترجمين الأربعة لوليام بليك في بولندا كانوا يعيشون في بلدتي.
وأضافت: شعرت بأن بليك يشبهني وأنا أشبهه، لدي الكثير من القواسم المشتركة معه، فقد كان مناهضًا للأعراف السائدة ويبحث دائمًا عن طريقة جديدة في التفكير، كما كان نباتيًا، وهو ما كان يعد جنونًا في ذلك الوقت.. لدي شعور بأنه شخص قريب جدًا من قلبي".
عالم واحد
تطرقت المقابلة أيضًا إلى أحد العناصر الأساسية في كتابات توكارتشوك، إذ أشارت إلى أنها منذ عملها الثالث تحاول أن تقول الشيء نفسه؛ أن هناك عالمًا واحدا نعيش فيه وأننا جميعًا مرتبطون ببعضنا البعض لدرجة لا نستطيع حتى استيعابها.
وأضافت: أنا أؤمن حقًا بالعلوم، وربما سيحاول العلماء في العقد القادم حل كل تلك الأسرار المتعلقة بكيفية ارتباطنا ببعضنا البعض، وحتى بالأشجار والمناظر الطبيعية والأنهار