في ذكرى وفاتها.. فاتن حمامة سيدة الشاشة التي أبدعت في كافة الأدوار
كانت المرأة الحلم لكل رجل مصري، ومصدر إلهام لكل امرأة مصرية، كانت الجميلة الناعمة والحنونة التي تنضح باللطف والوداعة وروح الدعابة، ولكنها أظهرت أيضًا نزاهة وقوة الشخصية التي يمكن أن تمر عبر الأوقات الصعبة، كانت فاتن حمامة التي أطلق عليها اسم "سيدة الشاشة العربية" ، سيدة بالمعنى الكامل للكلمة.
اليوم ذكرى وفاة فاتن حمامة التي توفيت عن عمر 83 عامًا وكان ظهورها على الشاشة متقطعًا وبعيدًا جدًا خلال سنواتها الأخيرة، ومع ذلك فقد حزن المصريون في مجملهم على خسارتها.
فاتن حمامة ولدت عام 1931 لعائلة كانت تعيش في مدينة المنصورة بالدلتا، عمل والدها في وزارة التربية والتعليم المصرية وكانت والدتها ربة منزل، هي الثانية من بين 6 أشقاء بدأ اهتمامها بالتمثيل في سن مبكرة في السادسة من عمرها عندما اصطحبها والدها لأول مرة في حياتها إلى السينما لمشاهدة فيلم.
عندما كانت في الثامنة من عمرها فازت بملكة جمال الأطفال في القاهرة، وبعد أن رأى والدها شغفها بالتمثيل أرسل صورتها إلى المخرج السينمائي محمد كريم الذي كان يبحث بالمصادفة عن فتاة صغيرة لتلعب دورًا في فيلم كان يخرجه حينها.
مع مرور الأيام أثنى يوسف وهبي النجم الرائد في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي وأحد أبرز الممثلين المسرحيين والسينمائيين العرب بموهبة الممثلة الشابة وعرض عليها دور ابنته في فيلم ملاك الرحمة، قامت بدور البطولة في ثلاثة أفلام أخرى مع وهبي، وكلها حققت نجاحات كبيرة.
شهدت الخمسينيات من القرن الماضي ازدهار حمامة، لقد تجاوزت أدوار الفتاة اللطيفة، ودخلت في أدوار المرأة الجوهرية في إنتاج عام 1952 قامت بدور محامية شابة تقع في حب المحامي الذي ينافسها وتتزوجه، يصور الفيلم الصراع الاجتماعي المحتدم آنذاك حول ما إذا كان ينبغي للمرأة أن تتمتع بمهن ناجحة أو تتمسك بدورها الأبدي كربة منزل.
حمامة وصلت إلى مرحلة النضج الفني الكامل مع دورها الملحمي في إنتاج عام 1959 دعاء الكروان تطرق الفيلم إلى القضية الشائكة لجرائم الشرف، لعبت حمامة دور فتاة القرية آمنة من صعيد مصر، وسعيها للانتقام لأختها الوحيدة التي فقدت حياتها في جريمة شرف.