بعد وفاة طبيبة شابة.. انتشار كورونا ونقص الأطباء البيطريين وراء انتشار الكلاب الضالة
تسببت واقعة وفاة طبيبة شابة مؤخرًا إثر إصابتها بأزمة قلبية عند هروبها من هجوم كلاب ضالة بحدائق الأهرام، في إثارة تعاطف الكثير من المواطنين وحزنهم، وكذلك إثارة مناقشة ملف "الكلاب الضالة في شوارع مصر" خاصة في الوقت الذي أكد فيه الكثيرون انتشار عددها وطفت العديد من الأسئلة بينها أسباب هذا الانتشار وكيفية حل هذه المشكلة المؤرقة.
طبيب بيطري: كورونا وراء تسريح الكلاب الضالة في الشارع
الدكتور محمود عبدالعال، استشاري الطب البيطري، أوضح في حديثه "للدستور" أن هناك عددًا من العوامل التي تسببت في زيادة أعداد الكلاب الضالة في شوارع مصر في الفترة الأخيرة من بينها تسريح عدد من الأسر كلابهم في الفترة الأخيرة، بسبب انتشار فيروس "كورونا" خوفًا من تسبب الكلب بالعدوى.
وأضاف أن تناقص عدد الأطباء البيطرين لإجراء عمليات التعقيم أحد أسباب انتشارها، بالإضافة إلى التكلفة المادية الضخمة لإجراء تعقيم هذه الكلاب، مشيرًا إلى أن هناك إحصائية تقديرية توضح أن عدد الكلاب الضالة في شوارع مصر يصل إلى ٢٠ مليون كلب، مضيفًا أنه حتى في حال تعقيم هذه الأعداد حتى نصل للتوازن الطبيعي وهو ٥ ملايين كلب، نحتاج لفترة زمنية طويلة وأجيال من تلك الكلاب، في ظل توافر غذاء هذه الكلاب من القمامة والغذاء العضوى المنتشر وبوفرة.
بينما كشف عبدالعال، أن واحدًا من أسباب زيادة هجوم الكلاب على المواطنين وليس مجرد الانتشار هو سوء معاملتهم من قبل المواطنين خاصة الأطفال منهم.
إعداد أماكن مبيت
ونصح محمود، جمعيات حقوق الحيوان بضرورة اصطياد هذه الكلاب وتجهيز لها أماكن مبيت وكذا طعام ومستلزمات العمليات، وذلك باعتبارها جمعيات مجتمع مدني في الأصل، مشيرًا إلى أن هذا الحل سيستغرق وقتًا طويلًا ولكن هذا لأن هذا أمر ضروري وذلك لأنه عندما تتعارض حياة الإنسان مع الكلب تكون حياة الإنسان أولا.
جديرًا بالإشارة إلى أنه يقصد بعملية التعقيم للكلاب بأنها عملية جراحية للكلاب لمنعها من التزاوج والتكاثر إذ يتم فيها ذلك عن طريق إزالة الجهاز التناسلي الموجود لدى الكلبة الأنثى أو إزالة الخصيتين لدى الكلب الذكر من أجل منعهم من التزاوج والتكاثر حتى يتم منع انتشارهم نهائيًا وفي أسرع وقت، وفي هذا السياق ترصد أبرز 3 أسباب لانتشار الكلاب في شوارع مصر.
وكان قد تبين بالفحص وسماع رواية شهود عيان من المارة أنه في أثناء عودة الطبيبة "نورا" إلى منزلها، تعرضت لهجوم من كلاب ضالة بشارع 18، فحاولت الهرب حتى سقطت مغشيًا عليها وفارقت الحياة متأثرة بإصابتها بأزمة قلبية نتيجة الهلع الذي تسببت فيه مطاردة الكلاب لها.
وسادت حالة من القلق بين سكان المنطقة، التي شهدت الواقعة، إذ طالب الأهالي بـ«سرعة التخلص من (الكلاب الضالة) قبل سقوط ضحايا جديدة، وأكدوا عبر صفحاتهم على مواقع التواصل أنهم "لا يمانعون من استخدام وسائل قاسية في سبيل ذلك، مثل السم أو طلقات الخرطوش للتخلص منها".
من جهتها، حذرت دار الإفتاء المصرية من قتل الكلاب بتلك الطريقة، وطالبت في فتوى لها الشهر الحالي على صفحة الدار بموقع «فيسبوك»، المتضررين من «كلاب الشوارع» بـ«اللجوء إلى أقرب وحدة صحية بيطرية، والإبلاغ عن الحيوانات المؤذية».