بطريرك الروم الأرثوذكس: الرئيس السيسى يبذل قصارى جهده لتوفير فرص عمل للشباب وصناعة مستقبل أفضل لشعبه
قال البابا ثيودروس الثانى، بطريرك كنيسة الروم الأرثوذكس بمصر وسائر إقليم إفريقيا، إن مصر هى بوابة إفريقيا، ولديها حضور عالمى قوى، مضيفًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يحاول كل يوم أن يسعد الشعب المصرى، ويبذل قصارى جهده من أجل مستقبل أفضل للمصريين. وكشف البابا ثيودروس الثانى خلال حواره مع «الدستور»، عن أن لديه لقاءً مرتقبًا مع الدكتور مجدى يعقوب، لبحث كيفية التعاون فى دعم مرضى القلب بدول إفريقيا، مضيفًا أنه تم التوصل لآلية تعاون تبدأ بإطلاق مراكز لزراعة القلب فى ٧ دول إفريقية، تكون أولها فى مصر، بالتعاون مع جراح القلب العظيم.
■ بداية.. ما رسالتك للمسيحيين بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد؟
- عيد الميلاد يجعلنا جميعًا نشعر بالسعادة، رسالة الميلاد لهذا العام عبارة عن أمنيات بأن يكون السلام شعارًا للأيام المقبلة، نتمنى حياة أفضل للعالم جميعًا، وأن يحيا الإنسان حياة السلام فى كل أوقاته، بعد الكثير من الحروب والنزاعات التى انتشرت فى الفترة الماضية.
■ لماذا لا يشعر البعض بالسلام النفسى؟
- البشر لديهم الكثير من المشكلات فى كل دول العالم، خاصة مع الأزمة الاقتصادية العالمية، وهو ما يؤثر سلبًا على ظروف المعيشة لدى الناس، ويجعلهم يشعرون بالقلق تجاه المستقبل، وهذه أزمة عالمية وليست أزمة دولة واحدة فقط، هناك مشكلات تعانى منها الشعوب تتمثل فى أزمات الغذاء والطاقة والوقود، وهذه الأزمات بالطبع ستؤثر على سلام البشر وإحساسهم به.
والحرب الروسية الأوكرانية أثرت على غالبية دول العالم بشكل سلبى، ولهذا نطلب من الله أن ينهى هذه الأزمة ويحل السلام بالعالم، وهناك بعض الدول العربية التى تأثرت سلبًا من هذه الحرب.
■ تُجرى الكثير من الزيارات الرعوية كل عام.. ما أصداء ونتائج تلك الجولات؟
- أجريت زيارات لكثير من دول إفريقيا وأوروبا، لتفقد الرعايا المسيحيين التابعين للكنيسة، وأيضًا زرت مسقط رأسى جزيرة كريت باليونان، وعلى الرغم من أنها بلد نشأتى، أعتبر نفسى مصريًا منذ خدمتى فى كنيسة الروم الأرثوذكس بمصر.
■ التقيت الرئيس الأمريكى بايدن منذ فترة.. ما تفاصيل ذلك الاجتماع؟
- التقيت الرئيس الأمريكى بايدن فى واشنطن، خلال زيارتى للولايات المتحدة الأمريكية العام الحالى، وكان لى حديث معه حول مصر، والتى وصفتها له خلال اللقاء بـ«الدولة القوية»، وهذا أقل وصف تستحقه مصر عالميًا.
■ كيف تنظر إلى زيارة بايدن الأخيرة لمصر؟
- سعدت بزيارة «بايدن» إلى مصر على هامش مؤتمر وقمة المناخ التى عقدت فعالياتها مؤخرًا، وهى أكدت ريادة مصر عالميًا فى مجال الحفاظ على البيئة، وأفتخر بكل جهودها، حيث أعتبر نفسى كما قلت مصريًا.
■ ما تقييمك لدور مصر الريادى فى هذه القمة؟
- الله خلق لنا كوكبًا رائعًا نعيش به، ولكن الإنسان أسهم فى تدميره بأفعال غير محسوبة، وهذه خطوة جيدة من مصر بأن تستضيف قمة المناخ للعام الحالى، لتسهم فى توعية العالم بأهمية الحفاظ على كوكبنا والبيئة التى نحيا بها، ودائمًا أكون حريصًا على المشاركة فى مؤتمرات وفعاليات توعى بالتغيرات المناخية والحفاظ على البيئة.
■ كيف تُقيِّم المسار الذى تتخذه مصر حاليًا؟
- مصر هى بوابة إفريقيا، ولها دور رائد بحكم مواقفها، ولها حضور لدى غالبية دول العالم، وأنا أصلى إلى الله أن يمنحها مستقبلًا مشرقًا.
والرئيس السيسى يحاول كل يوم أن يسعد الشعب المصرى، ويبذل قصارى جهده من أجل مستقبل أفضل للمصريين، وتوفير فرص عمل للشباب المصريين، وهناك شباب كثيرون فى اليونان يهاجرون من أجل فرص عمل، الشباب يعانون من أزمات عامة، وهذا فى دول كثيرة، ومصر أفضل من دول إفريقية كثيرة تعانى من الهجرة غير الشرعية، والتى تغرق الكثيرين من شبابها فى البحار، وهم يلجأون لذلك بحثًا عن مستقبل لهم خارج بلادهم.
■ من خلال خدمتك فى البلاد.. ما انطباعك عن الشعب المصرى؟
- أود التأكيد على محبتى للشعب المصرى الذى يعد من أجمل شعوب العالم، فهو شعب يتسم بالعطاء، المصريون دائمًا يبادرون بالعطاء لأجل الفقراء، عليهم أن يستمروا فى العطاء والمحبة للآخرين، وأن يحلموا بواقع أفضل لبلدهم، ربما بعض الأحلام يستغرق تحقيقها وقتًا طويلًا، ولكنها يومًا ما ستتحقق.
■ لديك زيارة رعوية إلى دولة كينيا قريبًا.. حدثنا عن تفاصيلها؟
- أحرص دائمًا على زيارة الدول الإفريقية بحكم خدمتى لكنيسة الروم الأرثوذكس، وأرى أنه من دورنا خدمة الإنسان فى أى مكان بعيدًا عن دينه أو جنسيته أو لونه، وهناك الكثير من الفقراء والأيتام فى كينيا من المسيحيين والمسلمين، نحرص على خدمتهم، ودعمهم فى شتى المجالات، فهناك نحو ٢٠٠ مدرسة، نحاول أن ندعم الأطفال فى التعليم هناك، وأن نكون بجانبهم، وهناك الكثير من الأطفال الذين يعانون من إعاقات وفقدان أطراف بسبب الأمراض والأوبئة المنتشرة فى بعض دول إفريقيا، مع انتشار مرض الإيبولا القاتل الذى يؤثر على صحة الأطفال فى القارة، ولهذا يجب أن يكون لنا دور إنسانى لدعمهم صحيًا وتعليميًا لمواجهة هذه الظروف.
■ من وجهة نظرك.. ما أكبر مشكلة تعانى منها دول إفريقيا؟
- للأسف هناك كيانات تربح من تجارتها فى الأسلحة، فتسهم فى تأجيج الحروب والنزاعات، وأزمة بعض الدول الإفريقية أنها تعانى من حروب أهلية تزرع الحقد فى نفوس البشر هناك، لمصلحة هؤلاء الذين ينتفعون ويربحون من الحروب والنزاعات ببيع الأسلحة.
والعالم أصبح يعانى من الحروب والعنف بشدة، ونطلب من الله أن يحل سلامه على جميع أنحاء العالم، وأن تنتهى الحروب الأهلية فى القارة.
■ ما رسالتك لكل من يريد التطوع لخدمة دول إفريقيا؟
- نحن نسعى لدعم الإنسانية فى جميع دول إفريقيا من خلال خدمة الإنسان هناك، دون تمييز لدينه أو جنسيته، لذلك نوجه دعوة لدعم هذه الدول الإفريقية التى تعانى من أزمات اقتصادية وصحية كثيرة، وندعو المتطوعين لأن يسهموا فى الأعمال الإنسانية فى كل لحظة، لخدمة الناس، لأن إحساسنا بالآخرين دليل على إنسانيتنا، لهذا علينا أن ندعم هذه الأعمال فى كل مكان يعانى، ونقدم المحبة والعطاء للفقراء والأيتام فى أى مكان، وكل وقت، ونكون يدًا واحدة فى خدمة البشرية.
هناك لقاء سيجمعك بالدكتور مجدى يعقوب قريبًا لإطلاق تعاون مشترك مع كنيسة الروم الأرثوذكس.. أطلِعنا على تفاصيل هذا التعاون؟
- بالفعل لدىّ لقاء مرتقب مع الدكتور مجدى يعقوب، لبحث كيفية التعاون معنا ككنيسة، وسبل دعم مرضى القلب بدول إفريقيا، وبالفعل توصلنا لآلية تعاون أتمنى أن تخدم الإنسانية بالدول الإفريقية، وقد بدأنا التعاون بإطلاق مراكز لزراعة القلب بـ٧ دول إفريقية، تكون أولاها فى مصر، بالتعاون مع جراح القلب العظيم، الذى يمثل المعنى الحقيقى للإنسانية.