حصاد 2022| 7 رموز فكرية وأدبية غيبها الموت عن المشهد الثقافي العربي
ودّع العالم العربي خلال العام 2022، الذي يطوي صفحاته الأخيرة، عددًا من أبرز الكُتاب والمفكرين من مختلف أنحاء العالم العربي، والذين أسهموا عبر كتاباتهم وإبداعاتهم في إثراء الحياة الثقافية العربية، وبفقدانهم تخسر الثقافة أركانًا جديدة من أركانها الأساسية في مختلف مجالات الإبداع والفكر.
الناقد المصري صلاح فضل
لا يعد صلاح فضل، الذي رحل في الشهر الجاري، فقط أحد أعمدة النقد الأدبي في مصر والعالم العربي، بل إنه واحد من الرموز الفكريّة التي اشتبكت مع مختلف المتغيرات الثقافية نقدًا وتفكيكًا.
وأسهم صلاح فضل عبر نشاطه الثقافي الواسع وتأسيسه للجمعية المصرية للنقد الأدبي وكذلك رئاسة اللجنة العلمية لموسوعة أعلام أدباء العرب والمسلمين بالألسكو (بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) في إثراء الحياة الثقافية العربية بوجه عام.
في مجال النقد الأدبي، كان لفضل عدد من الإصدارات البارزة التي تنوّعت ما بين النظرية والتطبيق ومنها: "محمود درويش.. حالة شعرية"، و"عوالم نجيب محفوظ"، و"أساليب السرد في الرواية العربية"، و"مناهج النقد المعاصر"، وقد توُجت جهوده البارزة بأكثر من جائزة على مدار حياته مثل جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2000، وجائزة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية عام 1996، وجائزة النيل في الآداب عام 2018.
الروائي والقاص بهاء طاهر
كان الأديب بهاء طاهر أحد أبرز الأسماء الأدبية في مصر التي تنتمي إلى جيل الستينيات، بما أحدثه هذا الجيل من تطور نوعي في الكتابة الأدبية. وكان رحيله، في أكتوبر الماضي، صدمة كبرى في الأوساط الثقافية العربية ككل.
تنوّعت إنتاجات طاهر ما بين القصة والرواية وكذلك الترجمة، ونال عددًا من الجوائز مثل جائزة الدولة التقديرية عام 1998، وجائزة مبارك (النيل حاليًا) عام 2009، وجائزة جوزيبى أكيربى الإيطالية عن روايته "خالتى صفية والدير"، والجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عن روايته "واحة الغروب".
رائد الأدب الشعبي أحمد مرسي
في يوليو الماضي، رحل رائد الدراسات الشعبية الأكاديمي أحمد مرسي، الذي أثرى المكتبة العربية بكثير من المؤلفات مثل "المأثورات الشعبية الأدبية: دراسة ميدانية فى منطقة الفيوم"، و"الأغنية الشعبية: دراسة ميدانية "، و"مقدمة فى الفولكلور"، وتوج بعدد من الجوائز منها "جائزة الدولة التشجيعية" عام 1985، و"جائزة الدولة للتفوق في الآداب" عام 1999، و"جائزة الدولة التقديرية فى الأدب" عام 2006.
أسهم أحمد مرسي في تعزيز الاهتمام بالأدب الشعبي عبر دوره في تأسيس المعهد العالي للفنون الشعبية، وإشرافه على "مجلة الفنون الشعبية"، فضلًا عن إدماج فن الأراجوز في التراث الإنساني بمنظمة اليونيسكو.
الروائي مجيد طوبيا
في إبريل، كان الروائي البارز مجيد طوبيا قد غادر عالمنا بعد رحلة أدبيّة ثريّة ترك خلالها عشرات الكتابات ما بين الرواية والقصة والدراسات، وقد نالت بعض من أعماله ما تستحق من اهتمام، إذ اختيرت روايته "تغريبة بني حتحوت" ضمن أفضل مائة رواية عربية وفقًا لقائمة اتحاد الكتاب العرب، كما أنه كتب قصصًا لثلاثة أفلام روائية هي "أبناء الصمت" و"حكاية من بلدنا" و"قفص الحريم".
وحصل طوبيا على عدد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1979، وجائزة الدولة التقديرية للآداب لعام 2014.
الكاتب اليمني عبد العزيز المقالح
رحل الكاتب اليمني البارز عبد العزيز المقالح عن عالمنا الشهر الماضي، بعد رحلة إبداعية ثرية بين الشعر والنقد امتدت لما يربو عن خمسين عامًا تاركًا عشرات الأعمال الشعرية والمؤلفات النقدية التي تُرجم الكثير منها إلى لغات عالمية، ومن كتاباته في الشعر والنقد: "يوتوبيا، وقصائد للشمس والقمر"، و"أبجدية الروح"، و"بالقرب من حدائق طاغور"، و"شعر العامية في اليمن"، و"عبد الناصر واليمن"، وأزمة القصيدة الجديدة".
وكان للكاتب الراحل دور تجديدي بارز في القصيدة اليمنية، وتوجت جهوده الأدبية والنقدية بعدد من الجوائز منها جائزة الشارقة للثقافة العربية، وجائزة الشعر من مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في الإمارات، وجائزة أحمد شوقي للإبداع الشعري من اتحاد كُتاب مصر.
الشاعر العراقي مظفر النواب
في شهر مايو، غيب الموت الشاعر العراقي المتمرد مظفر النواب، بعد سنوات من تكرار شائعات وفاته، غير أن أعماله الشعرية ستظل باقية بعد أن حفرت مكانها في وجدان الشعوب العربية.
ومن أكثر قصائد النواب شهرة: "القدس عروس عروبتكم"، و"وتريات ليلية"، و"الرحلات القصية"، و"قراءة في دفتر المطر"، و"رسالة حربية عاشقة"، و"اللون الرمادي"، و"جسر المباهج القديمة"،و "زرازير البراري"، وغيرهم الكثير.
الكاتب الفلسطيني فيصل حوراني
عن عمر ناهز 83 عامًا، رحل الكاتب والمفكر الفلسطيني فيصل حوراني تاركًا إرثًا مميزًا من الكتب في مجالات الفكر والرواية، ففي الرواية، صدر له أعمال بارزة منها "بير الشوم"، و"المحاصرون"، و"الصخرة وما تبقى"، كما أصدر عددًا من الدراسات النقدية والفكرية منها "العمل العربي المشترك وإسرائيل"، و"معالجة الحزب الشيوعي السوري لمسائل فلسطينية"، وأيضًا "دروب المنفى" الذي يعد في أجزائه الخمسة سيرة ذاتية.