رئيس هيئة الكتاب: تقابلنا مهام ثقيلة.. والآونة الأخيرة تشهد تحولات كبيرة
بدأت فعاليات مؤتمر أدباء مصر في دورته الـ35، منذ قليل، والذي تستضيفه محافظة الوادي الجديد، تحت عنوان "الفعل الثقافي ومشكلة المعنى".
ويأتي المؤتمر بحضور محافظ الوادي الجديد محمد الزملوط، الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب نائبا عن وزيرة الثقافة، والكاتب محمد سلماوي، رئيس المؤتمر، والدكتور حمدي سليمان، أمين عام المؤتمر والفنان هشام عطوة.
وفي كلمته التي ألقاها أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وبعد أن وجه الشكر للجميع، قال: "شرفتني معالي الأستاذةِ الدكتورةُ نيفينْ الكيلاني، وزيرُ الثقافةِ بإلقاءِ كلمتها والتواجدِ بينكمْ، فقدْ كانتْ حريصةً كلَ الحرصِ على التواجدِ معكمْ واللقاءِ بكمِ لولا وعكةٌ صحيةٌ حالتْ دونَ تواجدها معكمْ. وتبلغكمْ تقديرها لدوركمْ الرائدَ في استمراريةِ ريادةِ الإبداعِ المصريِ وتعزيزِ مكانةِ الثقافةِ المصريةِ .
وأضاف: أدباء مصرَ ومفكروها، يحتمَ علينا العالمُ الجديدُ بكلِ أدواتهِ الافتراضيةِ والواقعيةِ أنْ نلوذَ بالثقافةِ والهويةِ، ونعيدُ قراءةَ مفرداتها ونضربُ بقدمِ راسخةٍ في هذا الأمرِ، إذْ لمْ يعدْ ترفا أنْ تكونَ الثقافةُ وما تنتجهُ منْ فكرٍ وإبداعٍ ورأى في مواجهةِ الراهنِ العالميِ بكلِ تشابكاتهِ . ذلكَ العالمِ الذي أصبحتْ الثقافةُ بمفهومها الشاملِ والمتسعِ ركيزةً أساسيةً في بنائهِ ومحتواهُ. وباتَ منْ الصعوبةِ بمكانِ متابعةِ ما ينتجهُ العالمُ منْ إبداعٍ أوْ ثقافةٍ جديدةٍ تتشكلُ في ثوانٍ معدوداتٍ ما يصعبُ متابعتها متابعةً راصدةً وفاحصةً وآنيةً، بلْ تجاوزُ الأمرِ صعوبةَ قياسِ ما تتركهُ منْ أثرٍ بالغٍ في تشكيلِ وجدانِ متلقيها.
وتابع: "إنني أدركَ معكمْ جميعا أنَ علينا أنْ نقومَ مهمةٌ ثقيلةٌ وضروريةٌ وهيَ الإسهامُ في إنتاجِ مناهجَ ومفاهيمَ وتصوراتٍ تكون لبنةٌ في البناءِ الثقافيِ للإنسانيةِ، إنهُ واجبنا تجاهَ حضارتنا وثقافتنا وهويتنا . ولعلَ ما رأيتهُ منْ موضوعاتِ ورؤى جادةٍ سيناقشها مؤتمرنا ويضعها على طاولةِ الحوارِ سيمكننا جميعا منْ الخروجِ بنتائجَ مهمةٍ وفاعلةٍ قادرةٍ على المضيِ قدما في مواكبةِ الحوارِ الثقافيِ والأكاديميِ والإبداعيِ تأكيدا على دورِ مصرَ الثقافيِ والإبداعيِ الرائدِ ماضيا وحاضرا".
ونوه بهي الدين إلى أن الآونة الأخيرةَ تشهد تحولاتٍ ثقافيةً متسارعةً ربما لمْ نشهدها منذُ عهودٍ مضتْ، كانتْ جراءِ أحداثٍ جسامٍ مرَ بها العالمُ ولعلَ أهمها وأبرزها جائحةً كوفيدْ 19 التي غيرتْ مفهومَ الاجتماعِ الإنسانيِ، ووضعتْ الثقافةُ الإنسانيةُ في مواجهةٍ مباشرةٍ تحاولُ تجاوزَ آثارها، وإعادةُ النظرِ مليا في العلومِ الإنسانيةِ والتطبيقيةِ أملاً في أنْ يستعيدَ الاجتماعُ الإنسانيُ توازنهُ مرةً أخرى.
وواصل: ”بعدُ أنْ نشأتْ قنواتِ اتصالٍ فاقتْ تصوراتنا وأخيلتنا. وأخذتْ الجائحةُ في الوقتِ نفسهِ كثيرا منْ مفكرينَ ومبدعينَ رحلوا عنْ عالمنا بينَ عشيةٍ وضحاها. إنَ اختياركمْ لرمزٍ ثقافيٍ وفكريٍ مصريٍ وهوَ الدكتورُ شاكرْ عبدُ الحميدْ رحمهُ اللهُ شخصيةَ المؤتمرِ، الذي غادرنا كطيفِ خيالٍ، وتركَ أثرا علميا وإنسانيا راسخا. فقدْ كانَ رحمهُ اللهُ مثالاً للجديةِ والصارمةِ العلميةِ، والدأبُ في تلقي المعرفةِ وترجمتها. زاملتهُ في أكاديميةِ الفنونِ فكانَ عنوانا للأستاذِ الأكاديميِ المكينِ علما ، الرحبَ في النقاشِ والحوارِ. أملهُ دوما أنْ يجعلَ طلابهُ على عتباتِ المنهجيةِ العلميةِ في الفكرِ والإنتاجِ.
واستطرد: "أما على المستوى الإنسانيِ فلعلكمْ جميعا لمستمْ تواضعا منهُ عنْ قوةٍ، وبشاشةٌ لمْ تغادرهُ . رحمهُ اللهُ قدرَ عطائهِ العلميِ وسماحتهِ الإنسانيةِ. لقدْ فقدنا رموزا وقاماتٍ رحلتْ عنْ عالمنا خلال العامينِ الماضيينِ، تضعنا أما تحديَ مواصلةِ الفكرِ والإبداعِ والإنتاجِ الثقافيِ إيمانا بأنَ مصرَ قادرةٌ دائما وأبدا على العطاءِ والإبداعِ، ودعمَ أجيالٌ قادرةٌ على مواصلةِ مسيرةِ أسلافهمْ. سيادةُ المحافظِ السيداتِ والسادةَ، إنَ انعقادَ المؤتمرِ في محافظةِ جنوبَ الوادي يأتي ترسيخا لأصالةِ الثقافةِ المصريةِ وتنوعها الثريِ، فلمَ اختيارُ المحافظةِ لتنعقدَ فيها الدورةُ الخامسةُ والثلاثينَ خبط عشواءَ، إنما إيمانٌ بأنْ نتواجدَ في كلِ بقعةٍ منْ بقاعِ وطننا مصرَ. وأنَ الأمرَ لا يقفُ عنْ العدالةِ الثقافيةِ وحدها بلْ يتخطى ذلكَ إلى أنْ تكونَ حواضرنا وقرانا وبوادينا وسواحلنا حاضرةٌ في وجداننا ، يضمنا جميعا رباطَ منْ العملِ المشتركِ الذي يرسخُ قوةَ مصرَ الثقافيةِ.
واختتم: "إنني أتوجهُ بالشكرِ والتقديرِ إلى سيادةِ اللواءِ محمدْ الزملوطْ محافظِ جنوبَ الوادي على دعمهِ الكريمِ للمؤتمرِ، للكاتبِ الكبيرِ الأستاذِ محمدْ سلماويْ، وأقولُ لهُ شرفتْ برئاستكمْ هذهِ الدورةِ منْ المؤتمرِ، وأحيي هيئةَ قصورِ الثقافةِ برئاسةِ الفنانِ هشامْ عطوة على الجهودِ التي بذلتْ منْ أجلِ أنْ يخرجَ هذا المؤتمرِ بما يليقُ بمصر وبكمْ. مرةٌ أخرى تحياتي وتقديري لكمْ جميعا أدباء ومفكرينَ. وأتطلعُ معكمْ إلى مزيدٍ منْ الإنجازِ والإبداعِ".