الاستعمار الرياضى (4).. نجوم إفريقيا فرسان الرهان فى دوريات أوروبا
تسبب التدفق المستمر للاعبين الأفارقة على أوروبا في السنوات الماضية، في وجود المزيد من المواهب واللاعبين المميزين في المنتخبات الأفريقية، حيث يتم استقطاب العناصر الأبرز لتجنيسهم ومنحهم فرصة اللعب باسم هذه الدول مقابل الرعاية، حتى باتت كل منتخبات أوروبا تعتمد بشكل أساسى على تجنيس اللاعبين الأفارقة وعلى رأسهم منتخب فرنسا الذى يضم عدد كبير من الأفارقة الذىن كانوا سببًا رئيسيًا فى حصول المنتخب الفرنسى على بطولتى كأس عالم فى اخر 20 عام ومرتين وصيف ، إضافة إلى بطولة أوروبا.
200 نجم إفريقى فى أندية أوروبية
على مدار آخر 15 نسخة من بطولة أمم افريقيا، حدث تزايد مستمر لعدد اللاعبين القادمين من أندية أوروبية لتمثيل المنتخبات الأفريقية،حتى أصبحت بطولات أمم افريقيا صداع فى رأس بعض الدوريات الاوروبية وعلى رأسها الدورى الإنجليزى، بسبب إقامة البطولة فى الشتاء أثناء مباريات الدوريات الأوروبية.
في كأس الأمم 1992 في السنغال، كان هناك 3 لاعبين فقط ولدوا في أوروبا من بين 12 منتخبا، حيث ولد اثنان في فرنسا ولعبا مع الجزائر، إلى جانب النيجيري الدولي روبن أجبولا المولود في لندن لأب نيجيري وأم إنجليزية.
وفي نسخة 2021 التي استضافتها الكاميرون، بمشاركة 24 منتخبا، وُلد أكثر من 30% من اللاعبين الذين شاركوا فى البطولة، في أوروبا، حيث بلغ العدد 199 لاعبا، إلى جانب لاعب ولد في كندا.
وولد هذا العدد من اللاعبين في دول مختلفة منها الدانمارك والسويد ورومانيا، لكن النصيب الأكبر كان لفرنسا بواقع 122 لاعبا، إضافة إلى 21 لاعبا في إسبانيا، و16 لاعبا في إنجلترا، و12 لاعبا في هولندا.
وحظيت الجزائر بطل نسخة 2019 التى استضافتها مصر، بوجود 11 لاعب من المنتخب الوطني الذى شارك فى آخر نسخة من امم افريقيا، ولدوا في فرنسا.
وهناك 16 لاعبا في غينيا الاستوائية ولدوا في إسبانيا، مما ساعد هذا المنتخب على أن يظهر بشكل أعلى من التوقعات، وينجح في التأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا.
وولد كل لاعبي جزر القمر باستثناء لاعب واحد في فرنسا، ولم يكن هذا المنتخب سيملك أي فرصة في التأهل إلى كأس الأمم دون الاعتماد على أبناء المهاجرين إلى مرسيليا وباقي المدن الفرنسية.
وهناك عدد من هؤلاء اللاعبين سبق لهم تمثيل منتخبات أوروبية على مستوى الناشئين والشباب، لكنهم لم يجدوا فرصة مع المنتخب الأول، ليعودوا من أجل تمثيل أوطانهم الأساسية بعد أن خفف الاتحاد الدولي (فيفا) قيود تغيير الجنسية .
ولعب ستيفن كوكر، وويلفريد زاها وديا مع إنجلترا، قبل اختيار اللعب مع سيراليون وساحل العاج على الترتيب، وظهر منير الحدادي مع إسبانيا لكنه اختار لاحقا تمثيل المغرب، بينما اختار ميكائيل ديرستام تمثيل غينيا رغم خوض مباراتين مع السويد في 2012.
صلاح ودروجبا أبطال إنجلترا
لاشك ان حصول لاعب إفريقي على جائزة سنوية فى أوروبا، تعد من الأمور الصعبة خاصة فى الدورى الإنجليزى الأقوى على مستوى العالم، حيث توج العديد من اللاعبين الافارقة بألقاب فردية فى البريمرليج رغم كثرة النجوم المتواجدة من مختلف بلدان العالم وهو ما يعكس قوة اللاعبين الافارقة وقدرتهم على إثبات الذات فى جميع المحافل.
بدأت جائزة الحذاء الذهبى التى تمنح لهداف الدورى الانجليزى فى موسم 92 -93 وتوج بها للمرة الأولى تيتدى شيرنجهام مهاجم فريق توتنهام هوتسبير ومع ذلك فاز بها العديد من النجوم الافارقة على مدار السنين من بينهم ديدية دروجبا نجم منتخب كوت ديفوار ونادى تشيلسى عام 2006 ، فى مفاجأة للجميع ثم عاد وكرر الإنجاز مرة أخرى فى عام 2009.
ولم يكن الفيل الإيفوارى هو اللاعب الإفريقى الوحيد الذى توج بجائزة الحذاء الذهبى فى انجلترا، بل سار النجم المصرى محمد صلاح مهاجم فريق ليفربول على نهج الفيل الإيفوارى وحصل على لقب الحذاء الذهبى فى عام 2017 -2018 ثم كرر الأمر فى 2019-2020 بالمشاركة مع زميله بالفريق السنغالى ساديو مانى، واخيرا حصد الفرعون المصرى نفس الجائزة للمرة الثالثة فى 2021 -2022 مشاركة مع الكورى الجنوبى هيونج مين سون.
الكرة الذهبية تزور إفريقيا
تعرف جائزة الكرة الذهبية بـجائزة لاعب العام في أوروبا، وهي جائزة سنوية مقدمة من طرف مجلة فرانس فوتبول تمنح لأفضل لاعب كرة قدم سنويًا، منحت الجائزة أول مرة سنة 1956، وكانت الجائزة من نصيب اللاعب الإنجليزي ستانلي ماثيوس.
كانت الجائزة تمنح في البداية اللاعبين الأوروبيين فقط، وفي سنة 1995 تم تعديل القانون وأصبحت تمنح للاعبيين الذين يلعبون في أندية أوروبية، وأصبح الليبيرى جورج ويا أول لاعب غير أوروبي يحصل على الجائزة وذلك سنة 1995.
بداية من عام 95 التى توج بها جورد وايا ، ثم ماتيوس زامر مدفع بروسيا دورتموند ومنتخب المانيا فى 96 وزين الدين زيدان فى يوفنتوس عام 98 وهو من أصل جزائرى ومن قبله رونالدو فى انتر ميلان فى 97، ثم ريفالدو فى برشلونة، وأخيرا كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد وهو أيضا من أصول عربية.
ذوى اللون الأسمر يتصدرون المشهد فى الدورى الإنجليزى
يعتبر النجم المصرى محمد صلاح مهاجم فريق ليفربول أبرز نجوم مسابقة الدورى الإنجليزى خلال السنوات الخمس الماضية ، ومن بين أبرز النجوم زميله السابق في نفس الفريق ساديو ماني قبل انتقاله إلى بايرن ميونيخ الألمانى، بالاضافة إلى سيدو كيتا نجم المنتخب الغينى.
كذلك مانشستر سيتي حامل لقب البريميرليج يضم لاعبين أفارقة من أهم نجومه، هو الجزائري رياض محرز، بينما يوجد مانشستر يونايتد بثنائي هما حنبعل المجبري من تونس وإريك بايلي من كوت ديفوار.
ولدى تشيلسي حارس السنغال إدوارد ميندي أحد أهم حراس المرمى في العالم في الفترة الأخيرة، ويعتبر فريق أرسنال الإنجليزي هو أبرز الفرق التي تضم نجوم أفارقة بوجود 5 لاعبين من القارة السمراء في فريق شمال لندن، ويوجد من أرسنال الإيفواري نيكولاس بيبي والمصري محمد النني والغاني توماس بارتي والنجم الجابوني بيير أوباميانج والتونسي عمر رقيق.
ويضم كل من واتفورد وليستر سيتي 4 لاعبين لكل فريق، واتفورد لديه السنغالي إسماعيلا سار والمغربي أدم ماسينا ومواطنه عمران لوزا والنيجيري ويليام إيكونج، بينما ليستر من جانبه يوجد بنجومه ويلفريد نيدندي وكيليشي إيهانتشاو من نيجيريا والسنغالي نامباليز ميندي والغاني دانيل أمارتي.
بعد ذلك يوجد ليفربول وكريستال بالاس بثلاثة لاعبين ثم برايتون ومانشستر يونايتد وأستون فيلا وولفرهامبتون بلاعبين اثنين، ثم لاعب لكل من تشيلسي ومانشستر سيتي وساوثهامبتون وبيرنلي وبرينتفورد وإيفرتون.