جمهور مسرح «المواجهة والتجوال» فى قرى «حياة كريمة»: متعة مشاهدة ورسائل توعوية إيجابية وتعزز الروح الوطنية
تستمر رحلة عروض مسرح «المواجهة والتجوال» التابع للبيت الفنى للمسرح بقطاع الإنتاج الثقافى لوزارة الثقافة، فى الطواف على المراكز والقرى والنجوع من شمال مصر لجنوبها، لتقديم الفن والثقافة لكل المصريين، حيث تلقى عروضه تفاعلًا وحضورًا جماهيريًا كبيرًا، وتلعب دورًا بالغ الأهمية فى تغيير بعض الثقافات الخاطئة المنتشرة بتلك القرى.
ووصلت عروض مسرح «المواجهة والتجوال»، الذى يشرف عليه المخرج محمد الشرقاوى للمرحلة الثالثة، إلى نحو ٣٦ قرية من قرى «حياة كريمة»، وكان من أبرز عروضها أوبريت «الليلة الكبيرة»، من إنتاج فرقة مسرح العرائس. وقدم المسرح «الليلة الكبيرة»، فى قرى محافظتى بنى سويف والمنيا، فضلًا عن مسرحيات «محطة مصر»، إنتاج مسرح العرائس، بالبحيرة والغربية والمنوفية والشرقية، و«حواديت الأراجوز»، إنتاج المسرح القومى للطفل، فى قرى الأقصر وقنا وببنى سويف، وشهدت العروض إقبالًا جماهيريًا حاشدًا، وصل إلى نحو ٢٠٠٠ مشاهد بكل قرية. ويستهدف المشروع خلال مرحلته الثالثة التى انطلقت سبتمبر الماضى، عرض ٧ مسرحيات والوصول إلى ٢٥٠ قرية من قرى «حياة كريمة» بواقع ١٩ محافظة.
فى السطور التالية، يتحدث عدد من جمهور هذه المسرحيات لـ«الدستور»، حول دور تلك العروض فى تنمية الوعى وتثقيف مواطنى القرى، وغيرهما من التفاصيل.
سيد رضا: أثرت بشدة فى وعى الأطفال والشباب
قال سيد رضا، أحد مواطنى قرية الطويرات بمحافظة قنا، إن تجربة العروض المسرحية بقرى «حياة كريمة» مميزة وفريدة، مشيرًا إلى أن الفعاليات التى تم تنظيمها، تعد تجربة جديدة تقدم لأول مرة لأطفال وشباب القرية الذين شاهدوا العروض على الطبيعة، وليس على التليفزيون كما كان يحدث فى الماضى.
وأضاف أن الملاحظ فى تلك العروض أن الأطفال والكبار كانوا هادئين تمامًا خلال العرض، نظرًا للمتعة البصرية التى كانوا يشاهدونها، حيث استطاعت المسرحية أن تنال إعجابهم وتركيزهم طوال مدة العرض، فضلًا عن إدخال الفرحة والسرور عليهم.
وأشار إلى أن «حياة كريمة» أثبتت أنها ليست مبادرة مشروعات فقط، وإنما لها جوانب أخرى تثقيفية ظهرت من خلال العروض والندوات التثقيفية والتوعوية لشباب القرية، مؤكدًا التأثير الهائل الذى استطاعت المبادرة تحقيقه لدى الشباب، لأنهم رأوا على أرض الواقع حجم اهتمام القيادة السياسية بهم وبأهالى القرى بشكل عام.
ولفت إلى أن العروض المسرحية تجوب القرى لأول مرة، فى ظل مبادرة «حياة كريمة»، ومن أهم مميزاتها أنها تعزز الروح الوطنية لدى الشباب وتلفت نظرهم إلى أن الدولة مهتمة بهم، وتصل إليهم، مشيرًا إلى أن العروض أثرت بشدة على وعى الأطفال والشباب، ونجحت فى إيصال مفاهيم مهمة للغاية عن حب الوطن وتعزيز روح الوطنية لديهم.
أحمد بيومى: «101 عزل» لفت نظرنا للدروس المستفادة من «كورونا»
تحدث أحمد بيومى، أحد مواطنى قرية «الطويرات»، عن العرض المسرحى «١٠١ عزل»، الذى وصفه بأنه «ممتع للغاية»، معربًا عن رغبته فى حضور الجميع للعرض، لأنه يناقش جائحة «كورونا» بشكل مختلف، ولفت نظر الحضور إلى الدروس المستفادة منها بشكل واضح. وقال «بيومى» إن هناك جملة تم ذكرها فى العرض وليس من الممكن أن ينساها، وهى أن «كورونا أظهرت أمراضًا كثيرة فى داخلنا»، مضيفًا: «العرض يستحق المشاهدة، وكل أحداثه تناقش الواقع الذى نعيشه فى بداية كورونا، وجعل جميع الحضور يضحكون ويبكون أيضًا، والشخصيات التى شاركت فيه كان أداؤهم مميزًا». وواصل: «العرض كان مبهرًا، ولم يسبق أن شاهد أحد فى القرية عروضًا شبيهة بهذا الجمال والروعة والإتقان، والشخصيات التى تم عرضها أثرت فى جميع الحضور، وتم تقديمها بشكل مبهر ومبدع، جعل جميع الحضور يتفاعلون مع العرض طوال مدة عرضه»، متمنيًا أن تستمر مثل تلك العروض التى تسهم فى توعية المواطنين، وتبث رسائل إيجابية للغاية فى نفوس جميع الحاضرين.
وتابع: «الأطفال والكبار ممن شاهدوا العرض، ظهرت على وجوههم ملامح الفرحة والتأثر، بعد أن شعروا بأنهم قادرون على الاطلاع على نوع مختلف من الفنون، لم يعتادوا على رؤيته، بعد أن وصل إلى قريتهم».
رجب أحمد: تسهم فى تغيير الأفكار المغلوطة
قال رجب أحمد، أحمد مواطنى قرية «الطويرات»، إن التدخلات التى تجريها مبادرة «حياة كريمة» لم تقتصر على المشروعات، بل هناك اهتمام بالجانب الفنى والثقافى والتوعوى والفكرى، من خلال المبادرات المختلفة فى هذا الإطار، مثل المكتبة المتنقلة وعروض مسرح المواجهة والتجوال.
وأضاف أن العرض المسرحى «١٠١ عزل»، الذى يتحدث عن فترة جائحة «كورونا»، والدور العظيم الذى لعبه الأطباء آنذاك، تخللته رسائل مهمة للغاية، ودروس استخلصها العالم من تلك الفترة، وانعكاساتها على كل شخص، سواء فى عاداته أو نظرته للحياة والأمور، وكيف اختلفت خلال ذلك الوقت.
وواصل: «العرض نال إعجابى بشدة، خاصة مع الأداء الاحترافى للممثلين، الذى جعلنى أشعر وكأننى أعيش الأحداث وأنفصل عن العالم تمامًا». وشدد على أن «القرى كانت بحاجة لمثل تلك العروض، لمواجهة بعض الأفكار المغلوطة التى تنتشر هناك، ولفت نظر الأهالى إلى المشكلات الاجتماعية التى يجب التوقف عندها من أجل إعادة النظر فيها، والبدء فى البحث عن حلول لها، إضافة إلى الجانب الترفيهى المختلف الذى يسهم فى التخفيف عن أهالى القرى ضغوطات الحياة، ويبعث الفرحة والأمل فى نفوس الشباب والأطفال».