أولياء أمور أطفال حضانة الإسكندرية يروون لـ«الدستور» تفاصيل مرعبة
تفاصيل مرعبة، من تعذيب وتعنيف، وعقاب شديد دون رحمة اتبعته مديرة حضانة الإسكندرية مع أطفال بريئة في عمر الزهور، مما أثار غضبا عارما اهتز له الشارع السكندري.
أحداث لا يستوعبها العقل البشري، وحفلات تعذيب لأطفال صغار رواها أولياء أمور أطفال «حضانة الإسكندرية» لـ«الدستور»، مؤكدين أنهم مستمرون في الإجراءات القانونية ضد من قامت بهذه الأفعال.
قال مصطفى هشام، ولي أمر الطفل سيف، إنه أول من قام بالإبلاغ عما يحدث بالحضانة، بعد أن تواصلت مدرسة بالحضانة معه تكشف له ما يتم من ضرب وتعذيب للأطفال، مشيرًا إلى أن الصدفة هي من جمعت هذه المدرسة بأحد أفراد عائلته وقررت فضح ما يتم بالحضانة.
حرمان الطفل من الطعام
وأضاف لـ«الدستور» أنه ألحق ابنه بالحضانة شهر أكتوبر من العام الماضي، وكان عمره حوالي 8 أشهر، مشيرًا إلى أنه من أول تعامل معنا كان أسلوبها عنيف وأن هناك قواعد ونظاما متبعا يجب أن نتبعها من الالتزام الشديد بالزي المدرسي والمواعيد رغم الظروف القهرية التي يمكن أن تحدث في أي أسرة، بالإضافة إلى حرمان الطفل من وجبة الإفطار إذا تأخر حضوره عن الساعة 10 صباحا.
وسرد والد سيف موقفا تعرض له نجله في أبريل الماضي، عندما تواصلت معه إدارة الحضانة تبلغه أن نجله تعرض لكدمات برأسه ووجهه نتيجة لـ«خبطة» في الحائط أثناء اللعب مع طفلة بالحضانة، مشيرًا إلى أنه فسر ذلك بأنه لهو أطفال، ولكن بسبب قوة الكدمة طالبت رؤية الكاميرا وكان الرد أن هذا المكان لا يوجد به كاميرا، وتم اكتشاف أنها هي من قامت بذلك بشهادة المعلمين بعد افتضاح الأمر.
وتابع أن ابنه كان يظهر عليه علامات تغيير في السلوك، العصبية والغضب وضرب نفسه على وجهه، أو يعاقب نفسه بالوقوف أمام الحائط ورفع يديه ولم أعلم تفسير هذه الأفعال، وعند سؤال الحضانة كان الرد مرحلة عادية للأطفال، لافتًا إلى أنه حاليا يتعرض للفزع أثناء النوم.
وأوضح أنه لم يكن مسموح لنا بالتعامل مع معلمي الحضانة، أو يكون بيننا أي تواصل، ولا مسموح لنا بدخول الحضانة إلا في مواعيد محددة، بجانب أن هذه المديرة استطاعت خداعنا جميعًا بأن كل شيء يسير بالتزام وقواعد داخل الحضانة لصالح أبنائنا.
آثار كدمات وضرب
وأشار إلى أنه الأربعاء الماضي عاد ابنه من الحضانة وعلى وجهه آثار كدمة أخرى، وعندما أرسلت للحضانة أنه يريد تفسيرا عن ذلك، أرسلت المدرسة التي قررت كشف ما يتم رد بأن مديرة المدرسة هي من تعدت بالضرب على ابني، وأن الواقعة السابقة كانت أيضًا من مديرة الحضانة.
وتابع أنه قرر اتخاذ الإجراء على الفور حيث قام بإعادة نجله من الحضانة وتوجه لقسم الشرطة لتحرير محضر على الفور، مشيرًا إلى أنه تواصل مع المدرسة للتعرف على تفاصيل وهنا أرسلت التسجيل الصوتي للطفلة كاميليا، وطلبت الحضور للشهادة في التحقيقات وسردت العديد من المواقف التي كانت تحدث بالحضانة.
وقال إنه بعد التواصل مع أولياء الأمور، تم تفسير ما كان يحدث مع أبنائهم، من بين ذلك واقعة لطفل تم منعه من الأكل لمدة شهر، ويجلس في غرفة الطعام مع الأطفال دون أن يتناول طعامه، بالإضافة إلى أنه إذا طفل تقيأ الطعام، يأكل ما تقيؤه مرة أخرى عقابًا له.
شهادة الجيران والمدرسين
وأكد أن أكثر من 10 من أولياء أمور تحركوا بشكل رسمي، بالإضافة لتواجد عدد كبير من الشهود من مدرسات وأولياء أمور سابقين، وجيران قرروا الشهادة بما كان يحدث من المديرة تجاه الأطفال داخل الحضانة.
صدمة والدة الطفلة كاميليا
وقالت سارة مصطفى، والدة الطفلة كاميليا، إن الواقعة كانت صدمة بالنسبة لها، عندما سمعت صوت بكاء وصراخ ابنتها وهي تتعرض للضرب والتعذيب على يد مديرة الحضانة، الأمر الذي كان صعبا للغاية عليها، وعلى أولياء الأمور الذين اكتشفوا تعنيف وتعذيب أطفالهم.
وأضافت لـ«الدستور» أننا لم نكن نتوقع أن هذا يحدث لأطفالنا، وكانت تبرير تصرفات المديرة الصارمة أن الحضانة لديها قواعد متمسكة بها لتربية الأطفال وتأهيلهم للمدارس، مؤكدة أن تلك القواعد في الدروس والمواعيد والنظام، وليس في التعنيف والتعذيب بهذا الشكل غير المتوقع أن يحدث لأطفالهم.
وأوضحت أنها فوجئت بصوت ابنتها في التسجيل الصوتي، ولكن ابنتها صغيرة لم تستطع تفسير هذه الواقعة، مشيرة إلى أن أولياء الأمور، بدأوا يتذكروا ما كان يحدث لأبنائهم وهو ما حدث معها من قبل وتم تفسيره من الحضانة بأن ابنها: «وقعت أو اتخبطت وهى بتلعب»، مؤكدة أن الاتجاه إلى القانون هو الخطوة الصحيحة التي كان يجب أن تتخذها وبالفعل حررت المحضر هي والعديد من أولياء الأمور، قائلة: «مكنش ينفع نسكت ونطلع ولادنا من الحضانة وخلاص، كانت هتأذي أطفال تانية، وأنا مرضاش على أطفال غيري يحصلهم كده».
ولى أمر: تعذيب لأطفالنا وذكاء فى الشر
وقال محمد تاج الدين أحد أولياء الأمور، إنه بعد اكتشاف ما يحدث لأطفالنا داخل الحضانة من المدرسين وأيضًا رواية كل ولي أمر بما رآه على ابنه، أصابتنا الصدمة بما كانت تفعله هذه السيدة من تعذيب لأطفالنا وذكاء في الشر مارسته على أطفال صغار.
وأضاف لـ«الدستور» أنها كان لديها العديد من الحيل لكي لا يتعرف أولياء الأمور على بعضهم، أو نتعرف على المدرسات، وتم اكتشاف ما كان يحدث من تفاصيل عقاب الأطفال منها: أن يأكل الطفل «ترجيع» طعامه، أو أن يستمر في الجري حتى يقطع النفس، بجانب الضرب ولف يدي الأطفال للخلف والضرب على الرأس.
وتابع أنه عندما جلسنا مع بعضنا أولياء أمور ومدرسين، كان من بين الوقائع أن بعض الأطفال كانوا يخرجون من الحضانة جعانين جدًا، وتم تفسير ذلك من المدرسين وهو حرمان الأطفال من جلوسهم على مائدة الطعام وينظر للطعام ويمنع أن يأكل كنوع من العقاب.
وأوضح أنه ألحق ابنه للحضانة لكي يتعلم بطريقة صحيحة، ولكنه كان يرى تغييرا كبيرا على ابنه، وأنه في إحدى المرات توجه لتعنيف المديرة والحضانة لما يراه على نجله، ولكنها استطاعت أن تقنعه بأن هذا أمر طبيعي من تغيير سلوك الأطفال.
وأضاف أن المدرسات كشفن ما كانت تقوم به من ضرب الأطفال في المكان الذي لا يوجد به كاميرات، ومنع التواصل مع أولياء الأمور، بالإضافة إلى شهادة الجيران بأنهم كانوا يسمعون ما يتم في الحضانة حاولوا سابقا التواصل مع أولياء أمور آخرين، وتعرضوا لتهديدات من مالكة الحضانة.
وأكد أنه تم أمس إغلاق الحضانة، وتم القبض على مديرة الحضانة، والتحقيق معها حيث تم حبسها 4 أيام على ذمة التحقيق.
وكانت قد أكدت مديرة مديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية، أن هذه الحضانة لا تتبع الوزارة ، وغير مدرجة بسجلاتها، وتبين أنها حاصلة على رخصة من الغرفة التجارية، كمركز تنمية مهارات أطفال، مشيرة إلى أنه تم إبلاغ النيابة العامة بباب شرق الجزئية بهذا المضمون لاتخاذ اللازم حيال الواقعة المذكورة.
وأمرت النيابة العامة اليوم بحبس مديرة حضانة خاصة بالإسكندرية 4 أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات؛ لاتهامها بالاعتداء على أطفال بها ضربًا، وتعريض حياتهم للخطر، وإدارتها الحضانة قبل الحصول على ترخيص بذلك.