وزير التجارة: مصر حريصة على تحقيق التكامل الاقتصادى الإقليمى بين دول الكوميسا
أكد المهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، حرص مصر على تحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي بين دول تجمع السوق المشتركة للشرق والجنوب الإفريقي "الكوميسا" وتبني قضايا التجمع والتعاون مع الدول الأعضاء الشقيقة والأمانة العامة للكوميسا لخدمة أهداف التكامل الاقتصادي وتذليل أي عقبات تواجهها، مشيرًا إلى أن مصر تؤمن بأهمية التكامل الاقتصادي الإقليمي والقاري باعتباره السبيل الأمثل لتحقيق النمو والازدهار لبلاد وشعوب دول التجمع.
وقال الوزير إن الدولة المصرية تحرص دائمًا على المشاركة بفاعلية في البرامج الإقليمية للكوميسا في مختلف المجالات، كما تعمل الحكومة المصرية بالتنسيق مع حكومات الدول الشقيقة من خلال الاجتماعات الفنية واجتماعات أجهزة صنع السياسات على تذليل كل العقبات التي تقف أمام التكامل الاقتصادي الإقليمي، كما تشارك خبراتها مع الدول الأعضاء وتتقدم بمبادرات لتنمية التعاون الاقتصادي بين دول الإقليم.
جاء ذلك في سياق كلمة الوزير التي ألقاها خلال ترؤسه أعمال اجتماع المجلس الوزاري الثالث والأربعين للسوق المشتركة للشرق والجنوب الإفريقي "الكوميسا" الذي عُقد اليوم بالعاصمة الزامبية لوساكا بمشاركة موتالي نالومانجو، نائب رئيس جمهورية زامبيا، وتشيلشيا كابوابوي، أمين عام تجمع الكوميسا، إلى جانب وزراء دول وحكومات السوق المشتركة للشرق والجنوب الإفريقي، ورؤساء وممثلو المنظمات الدولية والإقليمية، وقد ضم الوفد المصري المشارك بالاجتماع الوزير مفوض تجارى يحيى الواثق بالله رئيس جهاز التمثيل التجارى ورئيس اجتماعات كبار المسئولين لدول التجمع، والسفير معتز أنور، سفير مصر في زامبيا ومحمد عبد الله، رئيس المكتب التجاري المصري بزامبيا.
وأوضح سمير أنه في ضوء ما يواجهه الاقتصاد العالمي من تحديات، فإن مصر تعمل خلال رئاستها الحالية للتجمع على تشجيع مجتمع الأعمال المصري على زيادة تعاونه مع مجتمع الأعمال في دول الكوميسا بما يساهم في تنمية التجارة البينية الإقليمية، مشيرًا إلى أن إجمالي التبادل التجاري بين مصر ودول الكوميسا بلغ 4,2 مليار دولار خلال العام الماضي، منها 2,8 مليار دولار صادرات مصرية، في حين بلغت الواردات المصرية من الكوميسا 1,4 مليار دولار، وقد شكلت تجارة مصر مع دول الكوميسا 22.5% من إجمالي حجم التجارة البينية في التجمع.
ولفت الوزير إلى أن التبادل التجاري بين دول التجمع والذي بلغت قيمته 13 مليار دولار خلال العام الماضي لا يتناسب مع القدرات الهائلة لدول التجمع ومواردها وقدراتها الإنتاجية، إلا أنه تأثر بفعل التحديات التي فرضتها الجائحة خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى ضرورة استمرار العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات وتشجيع التجارة البينية بما ينعكس بالإيجاب على الاقتصاديات الوطنية للدول الأعضاء.
ودعا سمير جميع الدول الأعضاء لتضافر جهودها لتعزيز حركة التجارة البينية واستمرار العمل مع مصر خلال رئاستها لتطبيق رؤيتها لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول التجمع وتعميق الأعمال بمفهومها الشامل، ومشاركة مصر في تطبيق مبادراتها المقدمة لدول التجمع وتحقيق خطوات جادة وملموسة لتطبيق تلك المبادرات على أرض الواقع وعلى رأسها مبادرة التكامل الصناعي الإقليمي، لافتاً إلى أن المفاوضات الاقتصادية على المستوى العالمي والإقليمي شهدت العديد من التطورات خلال السنوات الأخيرة، حيث شهدت القارة الإفريقية تقدمًا ملحوظًا في مفاوضات منطقة التجارة الحرة القارية، وصاحب ذلك وضع المزيد من المسئوليات على عاتق الدول الأعضاء لمواكبة حركة المفاوضات التجارية الاقليمية والدولية ليصبح للكوميسا دوراً أساسياً في صياغة تلك المفاوضات بما يسهم في تحقيق مصالحها ومصالح شعوبها، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال تضافر القوى التفاوضية في المحافل الإقليمية والدولية.
وأشار سمير إلى أن هذا التكامل الاقليمي والقاري يواجه العديد من التحديات العالمية والتي يأتي على رأسها استمرار التأثيرات السلبية لجائحة كورونا، والأزمة الروسية الأوكرانية، وهو ما انعكس مباشرة على العلاقات الاقتصادية الإقليمية والدولية للدول الأعضاء مع شركائهم الدوليين، وكذا على أداء الأسواق وشكل ضغوط تضخمية أثرت بالسلب على أسعار السلع والخدمات في عدد من الدول الأعضاء بالكوميسا، لافتًا إلى أهمية الاستفادة من التكامل الإقليمي لدول الكوميسا كنافذة لمواجهة توابع تلك الأزمات من خلال الالتزام بتحقيق أهداف التكامل وإزالة العديد من القيود الجمركية وغير الجمركية التي تعوق حركة التجارة البينية بين أعضاء التجمع.
ونوه الوزير إلى أنه على الرغم من هذه التحديات، إلا أن هناك فرصا متميزة لدول الكوميسا لتسريع وتيرة التعافي من التحديات، لا سيما وأن تحديات أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية ستؤدي لإعادة تشكيل سلاسل القيمة العالمية والإقليمية، وهو الأمر الذي يمكن لدول الكوميسا استغلاله لتعزيز سلاسل القيمة الإقليمية على المدى المتوسط والطويل، ويمكن استغلال مبادرة التكامل الصناعي التي طرحتها مصر خلال رئاستها للكوميسا في تحقيق ذلك، مشيرًا إلى أن هذه التحديات تشكل دافعاً لدول الكوميسا لاستمرار العمل على تعميق التكامل الاقتصادي وتهيئة المناخ لبيئة الأعمال وللقطاع الخاص لتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي من خلال تكثيف الجهود المبذولة لتنمية الاستثمارات المشتركة في قطاعات البنية التحتية المختلفة وفي مقدمتها الاتصالات والنقل والمواصلات والطاقة.
وأشار سمير إلى أهمية خروج اجتماع المجلس الوزاري بتوصيات عملية بناءة لخدمة أهداف التكامل الاقتصادي الإقليمي وتعميق على مستوى دول التجمع وكذلك على مستوى دول القارة الإفريقية بأكملها، وهو ما سينعكس بالإيجاب على معدلات الأداء الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الرفاهية لشعوب الدول الأعضاء.
وقال الوزير إن مصر تتشرف برئاسة هذا الاجتماع حضوريًا بعد ما يقرب من ثلاثة أعوام من عقد اجتماعات الكوميسا افتراضيًا، وذلك في ظل التداعيات السلبية التي فرضتها جائحة كورونا خلال الأعوام الماضية، موجهًا الشكر لدولة زامبيا. لاستضافتها فعاليات اجتماعات أجهزة صنع السياسات بالكوميسا، وكذا لممثلي الدول الأعضاء الذين شاركوا في فعاليات الاجتماعات الفنية والوزارية القطاعية التي سبقت هذا الاجتماع على الجهود التفاوضية الكبيرة التي بُذلت خلال الأشهر السابقة لتحقيق إنجازات ملموسة تنعكس بالإيجاب على تحقيق أجندة التكامل الاقتصادي الإقليمي.
هذا وقد تناول اجتماع المجلس الوزاري الثالث والأربعين للسوق المشتركة للشرق والجنوب الإفريقي "الكوميسا" مناقشة واعتماد عدد من التقارير الهامة، والتي كان من أهمها تقرير الاجتماع الأول للجنة وزراء الصحة بالكوميسا، وتقرير الاجتماع الثامن لوزراء الزراعة والبيئة بالكوميسا، وتقرير الاجتماع الخامس والعشرين لوزراء العدل ونواب العموم بإقليم الكوميسا، بالإضافة إلى تقرير اللجنة الحكومية الثالث والأربعين، وقد ترأس الوفد المصري خلال الاجتماع الوزير مفوض تجارى يحيى الواثق بالله رئيس جهاز التمثيل التجارى.
جدير بالذكر أنه تم على مدار اليومين الماضيين عقد الاجتماع الثالث والأربعين للجنة الحكومية لكبار المسئولين للدول الـ21 برئاسة الوزير مفوض تجارى يحيى الواثق بالله رئيس جهاز التمثيل التجارى، وترأس خلاله الوفد المصري السفير معتز أنور، سفير مصر في زامبيا.