بسبب الحدود والإرهاب.. علاقات أفغانستان وباكستان تصعيد مستمر أم تهدئة هشة؟
وسط توتر مستمر على الحدود بين باكستان وأفغانستان، ومقتل العشرات الجنود باكستانيين مؤخرًا في إطلاق نار من قبل حركة طالبان التي تتولى إدارة البلاد الآن.
ولتخفيف هذا التوتر، وصلت وزيرة الدولة الباكستانية للشؤون الخارجية هينا رباني خار إلى أفغانستان والتقت بقادة طالبان، حيث زار وفد باكستاني رفيع المستوى أفغانستان امس الثلاثاء للتباحث مع حركة طالبان الأفغانية الحاكمة في مجالات التجارة والتعليم والاستثمار والترابط الإقليمي والأمن.
وبحسب تقرير لشبكة “فويس اوف امريكا” الأمريكية، الأربعاء، قال مسؤولون في إسلام أباد إن هينا رباني خار ، وزيرة الدولة الباكستانية للشؤون الخارجية، ستقود الاجتماعات التي تستغرق يومًا كاملاً اليوم مع قادة حكومة طالبان المقتصرة على الرجال في كابول.
وذكر بيان وزارة الخارجية أن كهر ستجدد أيضا "التزام باكستان المستمر ودعمها" لتعزيز السلام والازدهار الأفغاني.
العلاقات الباكستانية الأفغانية
وأفادت الشبكة الأمريكية أن" باكستان كصديق وجار لأفغانستان، ستعيد تأكيد تضامنها الراسخ مع شعب أفغانستان، ولا سيما من خلال جهودها لتخفيف الأزمة الإنسانية في أفغانستان وإيجاد فرص حقيقية لتحقيق الازدهار الاقتصادي للرجال والنساء والأطفال الأفغان".
كما التقت كهر بوزير خارجية طالبان أمير خان متقي ورئيس الوزراء الملا حسن أخوند.
وأكد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد على تويتر أن "الوفد الباكستاني رفيع المستوى ناقش العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين".
انتقادات لإدارة طالبان
وأشار التقرير الأمريكي الى أن الزيارة جاءت وسط انتقادات دولية مكثفة ودعوات لإدارة طالبان للتراجع عن القيود التي تفرضها على الحقوق الأساسية للنساء والفتيات في الحياة العامة والتعليم.
وفي الأسبوع الماضي، شجبت لجنة من الخبراء المستقلين في الأمم المتحدة القيود ووصفتها بأنها "الأشد خطورة وغير المقبولة" في العالم، محذرة طالبان من أن معاملتهم للنساء والفتيات يمكن أن ترقى إلى "جريمة ضد الإنسانية".
ورفض الحكام الافغانيون انتقادات حكمهم ، قائلين إنها متوافقة مع الثقافة الأفغانية والشريعة الإسلامية.
كما استعادت طالبان السلطة في أغسطس 2021 من الولايات المتحدة آنذاك، ودعمت الحكومة الأفغانية بينما سحبت الولايات المتحدة، إلى جانب حلفاء الناتو وقواتهم من البلاد بعد قتال الجماعة المتمردة لما يقرب من عقدين.
مستقبل المحادثات الباكستانية والأفغانية
وتأتي الجولة الأخيرة من المحادثات الباكستانية مع طالبان بعد أيام فقط من اشتباكات دامية بين قوات أمن الحدود في البلدين، وقتل اربعة اشخاص واصابة آخرون.
ودفعت التوترات إسلام أباد إلى إغلاق اثنين من عدة معابر حدودية مع أفغانستان مؤقتًا في وقت سابق من هذا الشهر.
وبحسب التقرير فقد تعتمد الدولة غير الساحلية في الغالب على الطرق البرية والموانئ الباكستانية للتجارة الثنائية والدولية.
كما أن التوترات الحدودية بين الدولتين في جنوب آسيا ليست نادرة على طول حدودها التي يبلغ طولها 2600 كيلومتر، وتتعارض أفغانستان مع أكثر من قرن من الحدود التي رسمها الحكام الاستعماريون البريطانيون.
وترفض باكستان الاعتراضات الأفغانية وتصف ترسيم الحدود بأنه حدود دولية وكذلك يفعل باقي العالم.
بينما أبقت العديد من الدول، بما في ذلك باكستان وروسيا والصين وتركيا وقطر وإيران، سفاراتها مفتوحة في كابول منذ عودة حكم طالبان، لم يعترف العالم بأسره بعد بالحكومة الجديدة بشأن حقوق الإنسان والإرهاب.
لكن المسؤولين في إسلام أباد يقللون من شأن التوترات المتبادلة الناجمة عن المخاوف الحدودية والأمنية، كما أكدوا أن القضيتين تم طرحهما في المباحثات لكن التركيز في اجتماعات كهر في كابول سيكون على تبادل وجهات النظر حول المشاريع التي يمكن أن تساعد في تعزيز الترابط الاقتصادي الثنائي.
على الرغم من الشكوك السائدة، تقول باكستان إنها مصممة على تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني مع طالبان للمساعدة في الحفاظ على السلام والاستقرار الهشين بعد أربعة عقود من الأعمال العدائية المميتة في أفغانستان.