«الجامع بين العلم والعمل النافع».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، ضمن سلسلة التراث الحضاري، كتاب «الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل» تصنيف أبي العز بن إسماعيل الجزري، تحقيق الدكتور أحمد يوسف الحسن، دراسة الدكتور حافظ شمس الدين عبد الوهاب، رسوم الفنان أحمد الجنايني.
ويعتبر كتاب الجزري «الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل»، من أوائل الكتب التي عكف معهد التراث العلمي العربي على تحقيقها، وقد بوشر بهذا العمل في أوائل عام 1976 واستغرق التحقيق أكثر من ثلاث سنوات.
الكتاب واحد من أهم كتب الهندسة الميكانيكية العربية إن لم يكن أهمها على الإطلاق، وهو ينشر الآن ضمن سلسلة تاريخ التكنولوجيا العربية التي يصدرها المعهد، وهذه السلسلة واحدة من عدة سلاسل تشكل بمجملها مجموعة «مصادر ودراسات في تاريخ العلوم العربية الاسلامية» التي تصدر عن المعهد.
وكان الكتاب الأول في هذه السلسلة هو كتاب تقي الدين والهندسة الميكانيكية العربية، الذي اشتمل أيضا على مخطوطة الطرق السنية في الآلات الروحانية، وسوف يتوالى نشر سلسلة المصادر والدراسات في تاريخ التكنولوجيا العربية باللغتين العربية والانجليزية حتى تصبح لدى الباحثين مع الزمن ذخيرة كافية تمكنهم من كتابة تاريخ التكنولوجيا العربية؛ وهو موضوع كان مجهولا لدى مؤرخي الحضارة العربية بشكل عام.
وساهمت أسرة معهد التراث العلمي العربي في إنجاز هذا العمل في نسخ المخطوطات، ومقارنة نصوصها، وفي رسم الرسوم، وتهيئة الفهارس والمعجم، وفي الإشراف على الطباعة وتصحيح الملازم، وإخراج الصور الملونة، ولكن العمل الأساسي كان عملا علمياً هندسياً، وكان لا بد من قراءة النصوص وتحليل الرسوم مرات عديدة من أجل فهم الآلات الدقيقة المعقدة وتحقيق النصوص لكي تستقيم المعاني والشروح، ولم يقل الجهد في التحقيق عما يبذل في تأليف كتاب حديث في الهندسة الميكانيكية، ومن هنا يمكننا القول إن هذا النص العربي المحقق من الناحية الهندسية يقدم للباحثين لأول مرة كتاب الجزري كاملا ويغنيهم عن العودة إلى المخطوطات المختلفة والنية متجهة نحو إصدار كتاب آخر في هذه السلسلة يحلل كتاب الجزري مفصلا، ويناقش الأساليب التكنولوجية العربية ويلقي الضوء على بعض الغموض الذي سببته أحياناً الترجمة عن نسخة أكسفورد.