رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المكتبات المتنقلة».. «حياة كريمة» تنقل الثقافة إلى القرى «دليفرى»

جريدة الدستور

لم تتوقف جهود مبادرة «حياة كريمة» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى على تطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات ومساعدة محدودى الدخل، بل شملت أيضًا التوعية الثقافية، عبر تنفيذ مشروع المكتبات المتنقلة، التى انتشرت بكثافة فى قرى المبادرة الرئاسية خلال الفترة الماضية.

وأتاحت المكتبات المتنقلة للأهالى فى القرى الفقيرة، الكثير من الكتب والمجلات والأفلام التعليمية، ونفذت أنشطة متعددة هناك، مثل جلسات الحكى، وورش الأشغال الفنية واليدوية، والسينما الصغيرة ومسرح العرائس، والمسابقات الثقافية، والألعاب الجماعية التفاعلية، وغيرها من الأنشطة.

«الدستور» تستعرض فى السطور التالية أبرز نجاحات مشروع المكتبات المتنقلة، الذى يؤكد سعى الدولة الجاد للانتقال إلى الجمهورية الجديدة.

جلسات حكى وورش أشغال فنية ويدوية.. وسينما صغيرة ومسرح للعرائس

بالتعاون مع صندوق مكتبات مصر العامة، جرى تنفيذ مشروع المكتبات المتنقلة فى قرى «حياة كريمة» بمحافظة المنيا، بهدف نشر الوعى الثقافى والمعرفى، ونشر ثقافة القراءة بين مختلف شرائح المجتمع.

واستهدف المشروع كل الفئات العمرية لإثراء الحركة الثقافية، من خلال التجول فى عدد من الأماكن العامة والقرى والنجوع التى تفتقد وجود المكتبات، لتشجع النشء على القراءة والاطلاع، إلى جانب تقديم أنشطة متنوعة.

جاء ذلك بالتعاون مع مكتبة مصر العامة فرع المنيا، وإدارات الأمومة والطفولة فى مجالس المدن، والأزهر الشريف ودور العبادة، ومراكز الشباب فى القرى المستهدفة، وعدد من الجهات الشريكة.

وشملت الفعاليات تنظيم عدة لقاءات توعوية وأنشطة، منها لقاء تعريفى عن الخدمات التى تقدم لحماية الطفل، ولقاء عن المجلس القومى للمرأة والخدمات التى يقدمها، خاصة فيما يتعلق بمواجهة ختان الإناث، ولقاء عن كيفية الدفاع عن النفس ومعرفة نقاط القوة والضعف فى جسم الإنسان.

وتضمنت الفعاليات كذلك إرشادات وتوعية نفسية وصحية، وطرح أسئلة ثقافية، وتنظيم نشاط حول كيفية إعادة تدوير الخامات، وورشة عمل لاكتشاف مواهب، وعرض فيلم كارتون عن القناعة، للأطفال دون سن المدرسة وفى المرحلة الابتدائية.

وقبل ذلك، استضافت محافظة البحيرة بالتعاون مع صندوق مكتبات مصر العامة، مشروع المكتبة المتنقلة، لتجوب المناطق الريفية النائية فى قرى «حياة كريمة».

وتجولت المكتبة بأنشطتها التفاعلية والفنية والإبداعية وغيرها من الأنشطة، بالتعاون مع فرع ثقافة البحيرة، خلال الفترة من ٤ حتى ١٢ سبتمبر الماضى.

وتوجهت المكتبة إلى عدة أماكن، شملت مركز شباب غرب النوبارية، ومركز شباب النجيلى فى أبوالمطامير، وأقامت بهما مجموعة من الأنشطة التثقيفية والفنية، بالتعاون مع فرع ثقافة البحيرة، والوحدة المحلية لمركز ومدينة أبوالمطامير، استفاد منها عدد كبير من الأطفال.

وتضمنت الأنشطة محاضرة تعريفية بمبادرة «حياة كريمة» وأهدافها، وورش حكى «لا للتلوث»، ومسابقات «فكر واكسب» وتوزيع جوائز، إضافة إلى عرض نادى سينما أفلام تعليمية للأطفال، وورش رسم وتلوين، وورش صلصال وأورجامى «تشكيل الورق».

وسبق أن انطلق مشروع أتوبيس المكتبة المتنقلة منذ شهرين فى أسيوط، كأول مكتبة متنقلة فى المحافظة، فى إطار خطة المحافظة لنشر الوعى الثقافى والمعرفى، وإيصال الخدمة المكتبية والتثقيفية إلى التجمعات السكانية فى أماكن تواجدهم وبقرى «حياة كريمة»، ونشر ثقافة القراءة بين مختلف شرائح المجتمع، من خلال إيصال الكتاب للقارئ وتغطية عدد أكبر من المناطق والأحياء التى لا تتوافر بها مكتبات عامة.

يأتى ذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى ببناء الإنسان، وخلق جيل واعٍ ومثقف قادر على مواجهة التحديات وتحقيق أهداف المحور الثقافى باستراتيجية «مصر ٢٠٣٠»، التى نصت على تقليص الفجوة بين عدد المكتبات العامة وعدد السكان.

وجرى إطلاق المشروع بالتنسيق مع مكتبة مصر العامة، وهو عبارة عن أتوبيس مصمم ومجهز ليصبح مكتبة متنقلة تضم العديد من الكتب فى مختلف المجالات، بحيث يمكنها الانتقال من مكان إلى آخر؛ لتقديم خدمات القراءة والاطلاع والخدمات المرجعية، وتنفيذ عدد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والتوعوية فى أماكن تجمعات المواطنين، لتصل الاستفادة لأكبر عدد من الأطفال والشباب والكبار لنشر الوعى والمعرفة بين جميع أبناء المحافظة.

ويتركز دور مكتبة مصر العامة فى توعية النشء والشباب، باعتبارها مؤسسة ثقافية واجتماعية تجمع مصادر المعرفة بكل أشكالها وأنواعها، ويتردد عليها المواطنون على اختلاف أعمارهم وثقافاتهم للقراءة والبحث والاطلاع، واستغلال أوقات فراغهم، وخلق جيل جديد قادر على المساهمة فى بناء وتنمية المجتمع.

مواطنون يشيدون: المشروع يشجع على القراءة.. وأفاد الكبار والصغار

قال عماد سراج، موظف فى مكتبة مصر العامة بالمنيا، إن المكتبة المتنقلة تتبع صندوق مكتبات مصر العامة، وتم إرسالها إلى المنيا لتنفيذ الأنشطة الثقافية المختلفة، عبر التنقل بين القرى، خاصة قرى «حياة كريمة».

وأضاف «سراج»: «الكبار والصغار استفادوا من أنشطة المكتبة المتنقلة، التى تروج لفكرة المكتبات بشكل عام»، مشيرًا إلى إقامة مجموعة من الدورات التدريبية، وبعض الندوات للمجلسين القوميين للمرأة والطفل، وغيرها من الأنشطة.

وواصل: «هذه الأنشطة للمكتبة المتنقلة أسهمت فى تعزيز الجانب الثقافى بقرى حياة كريمة فى المنيا، وعززت الرغبة فى القراءة لدى الشباب على مختلف أعمارهم خاصة المبكرة، بعدما تم إرسال الأتوبيس الخاص بالمكتبة لنقل المعرفة وتنفيذ أنشطة متنوعة داخل محافظة المنيا ومراكزها المختلفة».

وكشف عن أن الأتوبيس مجهز تمامًا، ويقدم جميع الخدمات التى تقدمها أى مكتبة عادية، ويضم مجموعة متنوعة من الكتب، كما أن الندوات والدورات التدريبية والأنشطة الفنية التى عقدت على هامشه تستهدف مختلف الفئات العمرية، ولا تقتصر على فئة محددة.

وقال أحمد المنصور، مواطن من مركز بنى مزار فى المنيا، إن الأنشطة الثقافية التى يجرى تنفيذها ضمن مشروع المكتبات المتنقلة، فى إطار المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، خلقت حالة نشاط مجتمعى وثقافى بين أبناء المركز، خاصة الشباب، الذين أصبحوا فى حاجة لمن يشجعهم على القراءة، بدلًا من الانشغال فى أمور أخرى لا تفيدهم.

وأضاف «المنصور»: «المكتبة المتنقلة تقدم خدمات مهمة جدًا، وتستطيع الوصول بسهولة للقرى، والتفاعل مع الشباب بمختلف أعمارهم وتوسيع مداركهم، بمساعدتهم على الاطلاع على الكتب وممارسة الأنشطة المختلفة».

وشدد على أن «المشروع يعتبر إنجازًا يجب على الجميع الافتخار به»، متابعًا: «أنا سعيد بأن جهود المبادرة الرئاسية لم تتوقف عند تطوير البنية التحتية، وبدأت تستهدف تطوير العقول وتنشئتها على البحث والاطلاع والمعرفة، ودعم روح الابتكار لدى الشباب، حتى لا يكون هناك اكتفاء معرفى بما يحصلونه داخل المدارس فقط، وإنما يمتد الأمر لأبعد من ذلك».

أما كريم المنشاوى، مواطن من مركز سمالوط، فأشار إلى أن الدور الثقافى لمبادرة «حياة كريمة» فى غاية الأهمية، مضيفًا: «تحسنت الأوضاع فى مراكز الشباب، والآن هناك تنمية للعقول أيضًا». وواصل: «أتمنى استمرار أنشطة المكتبة المتنقلة بين قرى المنيا، من أجل تثقيف أكبر عدد ممكن من الأطفال، وتمكينهم من الوصول إلى المصادر المعرفية المختلفة، وبذلك ستكون لديهم القدرة على التعامل مع المواد الدراسية بشكل أفضل، ما يحقق لهم مستقبلًا دراسيًا وتعليميًا يرضى طموحاتهم وأسرهم، التى تتمنى أن تسعد برؤيتهم من المتفوقين».