رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محطة مصر.. مسرحية «حياة كريمة» تخطف الأطفال والشباب فى القرى

جريدة الدستور

 

خطوات جريئة تخطوها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» فى إطار تثقيف الإنسان على كل المستويات، وتجلت هذه الجهود فى إطلاق مبادرات وقوافل تتنقل بين قرى الريف، لنشر الوعى والثقافة، وخلق جيل جديد على درجة عالية من المعرفة والتأهيل، على رأسها فرقة «المواجهة والتجوال» المسرحية.

وتمكنت «حياة كريمة» عبر فرقة «المواجهة والتجوال»، من إحداث زخم كبير وفارق بين مواطنى الريف، عبر المسرحيات المختلفة التى قدمتها الفرقة فى عدد كبير من الأماكن، والتى استفاد منها عدد ضخم من المواطنين، الذين ارتفعت لديهم درجة الوعى والثقافة والانتماء.

وقدمت الفرقة خلال الفترة الماضية، العرض المسرحى «محطة مصر»، الذى جاب العديد من قرى «حياة كريمة» بالغربية، من بينها قرى: «شرشابة، وحنون، والغريب، ومسجد وصيف»، واختتمت العروض داخل قرية تفهنا العزب.

فى السطور التالية، يتحدث عدد من صناع العرض المسرحى لـ«الدستور»، حول كواليس إنتاج «محطة مصر»، كما يكشف مسئولون فى قرى الغربية التى شهدت تقديم العروض، عن حجم تأثير هذه المسرحيات على المواطنين من ناحية الوعى والتثقيف.

المخرج رضا حسنين: تطوير المرافق فى المحافظات سهَّل تقديم العروض الفنية

قال الفنان رضا حسنين، مخرج «محطة مصر»، إن سعى «حياة كريمة» لتقديم هذه العروض، يأتى فى إطار إحياء ما أقره الدستور المصرى، وهو الحصول على خدمة ثقافية تصل لأكبر عدد من المستحقين، لافتًا إلى أن هذه التجربة مثمرة بكل المقاييس، وسط أمنيات وطموحات بتطويرها وتوسيع نطاقها.

وأشار إلى أنه فى العهود السابقة، كانت هناك محاولات لتقديم عروض مسرحية فى الريف، لكن كانت هناك مشكلات هندسية وفنية، مثل عدم توفر الكهرباء فى بعض القرى وعدم وجود قاعات عرض، وكانت العروض تقدم فى النهار على ضوء الشمس، ولم تكن هناك حتى مرافق حيوية، مضيفًا أن الدور المهم للدولة المصرية لنشر الفن فى أنحاء المحافظات المصرية، أسفر حينها عن إنشاء دور عرض من خلال مبانى قصور الثقافة الجماهيرية، وكان لذلك دور كبير فى التوعية الفنية.

وذكر أن تلك المبادرة بمثابة إحياء لمشروع الراحل عبدالغفار عودة فى نهاية القرن الماضى، حيث تم تنظيم العديد من العروض حينها، التى جابت القطر المصرى، وكانت تجربة ثقافية جديدة بالمحافظات وبالصعيد والدلتا.

وبين أنه منذ نحو ٤ أعوام، وبعد مجىء «حياة كريمة» أحيا الفنان المخرج محمد الشرقاوى تلك المبادرة، وقدمها فى قالب جديد «مسرح المواجهة والتجوال»، بدعم من الفنان القدير إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح، والفنان القدير خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج.

ولفت إلى أن تلك المبادرة أضافت الكثير فى نشر التوعية الفنية فى أنحاء القطر المصرى، فأصبحت العروض المقدمة تُختار بعناية فائقة، مضيفًا أنه حينما انطلقت «حياة كريمة» منذ عامين، أصبحت المبادرة جزءًا منها، وصارت القرية تشهد ولأول مرة تحولًا كبيرًا فى المرافق، مع بدء مرحلة اللا مركزية بشكل حقيقى داخل مدن وقرى المحافظات جميعها. وأشار إلى دور «حياة كريمة» فى دعم الفرقة، لتقديم ٢٠٠ ليلة مسرحية أو يزيد لتلك الفئات المستحقة للدعم الثقافى والترفيهى، واختيار المواضيع بعناية لربط الخدمة بالأهداف الخاصة للدولة- مثال لتعظيم الدور الكبير الخاص بالهوية والارتباط بها، والمواطنة ومكافحة الأفكار المتطرفة.

ولفت إلى وجود العديد من الفوائد، إذ أصبح الكثيرون من أهل تلك القرى يؤمنون بأن الدولة لم تتخلّ عنهم، وصاروا يدركون كيف أقامت مركزًا رياضيًا وصحيًا ومركزًا للأوراق الحكومية وخلافه، كما تقدم أيضًا خدمة ثقافية للآلاف خلال كل جولة للفرقة المسرحية، فضلًا عن تلك الجرعات الثقافية التى قد تؤثر فى شخص واحد من بين الآلاف، وهو الشخص الذى قد يكون فى المستقبل صانع قرار فى الدولة.

وتابع: «أتحدث هنا عن الثقافة والفن، وأشدد بقوة على ذلك، لأن الوعى يتحقق بتقديم تلك العروض الفنية، خاصة مسرحيات العرائس للأطفال من خلال قطاعات وزارة الثقافة»، مردفًا: «نقدم مسرحيات عرائس فى كل قرى مصر من خلال هيئة قصور الثقافة وهيئة البيت الفنى للمسرح، لأن الطفل يصدق ويؤمن بالعروسة أكثر من أى شىء عملاق».

هانى الكفافى: الصغار كانوا منتبهين للغاية ولدينا نية لتكرار التجربة

شدد المهندس هانى الكفافى، رئيس الوحدة المحلية بقرية الغريب بمحافظة الغربية، على أن تجربة العروض المسرحية لوزارة الثقافة فى قرى «حياة كريمة» نجحت وحققت مرادها بشكل كبير، مشيرًا إلى العرضين اللذين أقيما فى قرية الغريب وقرية مسجد وصيف، معتبرًا إياهما تجربة جديدة يشاهدها أطفال وشباب المنطقة لأول مرة.

وأضاف أن الشىء الأهم فى تلك العروض، هو ردود أفعال الأطفال، الذين غلب عليهم الانتباه والتركيز على عكس عادتهم فى إحداث صخب أثناء المناسبات المشابهة، مردفًا: «كانوا هادئين للغاية، واستطاع العرض أن ينال إعجابهم وتركيزهم طوال مدة عرضه، ونجح عرض محطة مصر فى إدخال الفرحة والسرور عليهم».

وأشار إلى أن «حياة كريمة» أثبتت أنها ليست مبادرة مشروعات فقط، وإنما لها جوانب أخرى تثقيفية ظهرت من خلال العروض المسرحية والندوات التثقيفية والتوعوية لشباب القرية، مشيدًا بالنشاط الملحوظ لوزارة الثقافة فى المبادرة، مؤكدًا حجم التأثير الهائل الذى استطاعت المبادرة تحقيقه لدى الشباب، لأنهم رأوا على أرض الواقع حجم اهتمام القيادة السياسية بهم وبأهالى القرى بشكل عام.

ولفت إلى أن العروض المسرحية تجوب القرى لأول مرة بفضل مبادرة «حياة كريمة»، وكان من أهم التأثيرات الإيجابية لها توطيد أواصر المواطنة لدى الشباب وتوعيتهم باهتمام الدولة بهم، وأنها مصرة على الوصول إليهم فى النجوع والعزب والقرى، مشيرًا إلى أنه لمس ذلك من خلال انطباعات الشباب وردود أفعالهم على العروض المسرحية الأخيرة مثل عرض «محطة مصر»، الذى ناقش ظاهرة اجتماعية لفتاة تاهت فى المحطة وقابلت طوائف كثيرة من الناس.

وذكر أن مثل تلك العروض تؤثر بشدة فى الأطفال والشباب، وتنجح فى إيصال مفاهيم مهمة للغاية، عن حب الوطن وتعزيز روح الوطنية لديهم، لافتًا إلى حجم الإقبال الجماهيرى الكبير على العرض المسرحى، الذى أظهرته الصور التى كشفت عن مظاهر الدهشة والفرحة على وجوه المشاهدين، سواء كانوا أطفالًا أو كبارًا، والذين اندمجوا للغاية مع العرض الذى يعد تجربة جديدة تتم لأول مرة بالقرى، مشيرًا إلى وجود نية لتكرار تلك العروض بالقرى للبناء على المردود الإيجابى الذى تحقق من خلالها.

عبدالحميد حسنى: ردود أفعال الأهالى من مختلف الأعمار السنية هونت علينا مشقة السفر والتجوال

أكد المنسق الإعلامى للعرض المسرحى عبدالحميد حسنى، تحقيق إنجازات كبيرة من خلال الجولات الفنية لمسرحية «محطة مصر»، من إنتاج مسرح القاهرة للعرائس بقيادة مدير الفرقة الفنان القدير محمد نورالدين يس، لافتًا إلى دور مسرح «المواجهة والتجوال» ومبادرة «حياة كريمة» فى التدقيق فى اختيار مواقع العروض ليستفيد منها أكبر قدر من المواطنين.

ووجه الشكر للهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، على تذليل كل العقبات سواء فى الإقامة أو قاعات العرض، وكذلك وزارة الشباب والرياضة ووزارة التضامن الاجتماعى، مشيرًا إلى أن ردود أفعال الجمهور: الكبار والأطفال، أسعدتهم، مردفًا: «كنا سعداء ونحن نشاهد الفرحة والاندهاش والانتباه لما نقدمه فى أثناء العرض، وهو ما يهون علينا مشقة السفر والتجوال بين المحافظات والقرى، وكان رأى الجمهور هو الدليل على نجاحنا».

وتابع: «للعلم بعض أو معظم القرى سواء فى الدلتا أو الصعيد، لم تشاهد من قبل مثل هذه العروض على أرض الواقع، وهذا هو الجديد والممتع بالنسبة لهم، وهو أن المسرح أتى إليهم حيث يسكنون فى قراهم»، مقدمًا الشكر لجميع قيادات الدولة المصرية على حرصهم على نشر الفن المصرى على أنحاء البلاد، من خلال مبادرة «حياة كريمة» ومسرح «المواجهة والتجوال»، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأشار إلى أن مسرحية «محطة مصر» تأليف الفنان محمد زناتى وديكور سمير شاهين وتنفيذ عرائس ريم هيبة، ونحت عرائس محمود الطوبجى، وألحان الفنان حاتم عزت، والمخرج المنفذ رفعت ريان وإخراج الفنان رضا حسنين.