ما هى خطورة الحسد وأضراره على المجتمع؟.. على جمعة يجيب
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه يجب علينا أن نعلم أن الرضى بالله وبشرعه وبرزقه وبفعله هو الغني الحقيقي، وإن كان فاعله فقير لا يأبه به غير معروف بين الناس، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ "يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى؟ قلت نعم يا رسول الله، قال فترى قلة المال هو الفقر؟ قلت نعم يا رسول الله، قال إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب، ثم سألني عن رجل من قريش فقال هل تعرف فلانا؟ قلت نعم يا رسول الله".
وأوضح عبر موقع "فيسبوك": قال فكيف تراه أو تراه؟ قلت إذا سأل أعطي، وإذا حضر أدخل، قال ثم سألني عن رجل من أهل الصفة فقال هل تعرف فلانا؟ فقلت لا والله ما أعرفه يا رسول الله فما زال يحليه وينعته حتى عرفته، فقلت قد عرفته يا رسول الله، قال فكيف تراه أو تراه؟ قلت هو رجل مسكين من أهل الصفة، قال هو خير من طلاع الأرض من الآخر.
قلت يا رسول الله أفلا يعطى بعض ما يعطى الآخر؟ فقال إذا أعطي خيرا فهو أهله، وإذا صرف عنه فقد أعطي حسنة. [رواه النسائي وابن حبان].
وأكمل أن السخط لحكم الله مهلكة عظيمة فقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال: {فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط}، وكذلك جاء في الحديث القدسي: {من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي فليعبد ربا سواي}.
وأكد الدكتور علي جمعة ان من أبرز الأدلة على حدوث السخط هو الحسد، فالحاسد في الحقيقة ساخط على حكم الله وساخط على قسمة الله سبحانه وتعالى بين خلقه، فالحاسد عدو نعم الله تعالى لأنه يطلب زوالها ممن نالها، وهو من إساءة الأدب مع الله سبحانه وتعالى، وما أحسن قول الشاعر:
ألا قل لمن كان لي حاسدًا * أتدري على من أسأت الأدب.
أسأت على الله في حكمه * لأنك لم ترض ما قد وهب.
فجازاك ربي بأن زادني * وسد عليك وجوه الطلب.
واختتم أن في الحسد من الأخطار الاجتماعية وتفكك المجتمع ما فيه، ونسأل الله أن يعافينا والمسلمين من كل مرض وخبث يصيب قلوبنا ونفوسنا.