مصر في مأمن.. وباء الكوليرا يتفشى في البلاد العربية
بعد اختفاء دام سنوات طوال، عاد الكوليرا من جديد يهدد معظم البلدان العربية، لاسيما بعدما سجلت عدد من البلاد حالات إصابة فعلية بعدوى الكوليرا.
وجاءت لبنان على رأس الدول العربية التي سجلت إصابات بالكوليرا، كما سجلت إصابات في سوريا، والعراق واليمن، بحسب إعلان منظمة الصحة العالمية، مؤكدة أن المرض انتشر في جميع مناطق لبنان، ودعت المنظمة إلى أهمية تدارك الأمور ومنع انتشار الوباء.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن العالم يشهد عودة مقلقة لوباء الكوليرا مسجلة "ارتفاعا مقلقا للغاية" في عشرين بلدا بسبب تدهور اقتصاداتها والمشاكل الناتجة عن التغير المناخي.
الكوليرا
يمكن لوباء الكوليرا أن يقتل في غضون ساعات إذا لم يتم علاجها حتى وعلى الرغم من أن معظم المصابين يعانون أعراضًا خفيفة ويسهل علاجها، لكن الكثير من الأشخاص ليس لديهم المناعة المطلوبة لذلك.
بدأ انتشار وباء الكوليرا الفتاك في أوساط اللاجئين السوريين بشمال البلاد ثم انتقل إلى مناطق مختلفة، ما جعل منظمات الإغاثة تدق ناقوس الخطر بسبب عدم قدرتها على مواجهته بمفردها.
صفر إصابات في مصر
وحتى الآن تعد مصر ضمن الدول العربية في مأمن من هذا الوباء، حيث لم يتم تسجيل أي إصابة أو حالة وفاة من الكوليرا، كذا أعلنت الحكومة عن رفع حالة الاستعداد والطوارئ في حال ظهور أي حالة.
والخطر يتمثل في انتقال الكوليرا من بلد إلى آخر، لذلك فإن البلاد التي تفشي فيها الوباء تعرض البلدان المجاورة لخطر متزايد وتؤكد الحاجة إلى مكافحة الكوليرا على وجه السرعة.
وفق منظمة الصحة العالمية التي أعلنت عن ظهور هذا الوباء أولا في سوريا، وسجلت الحالة الأولى هنا في 10 سبتمبر 2022 التي أحصت أكثر من 20,000 إصابة جديدة حتى منتصف أكتوبر الأول 2022 وسجلت 75 حالة وفاة.
ارتفاع حالات الوفاة في البلاد العربية
وحذرت منظمة الصحة العالمية من زيادة مقلقة في تفشي الكوليرا في جميع أنحاء العالم، فإنه في أول تسعة أشهر من هذا العام وحده، أبلغت 26 دولة عن تفشي الكوليرا.
حيث أن معدل الوفاة المبلغ عنه في 2021 ارتفع بحوالي ثلاثة أضعاف إذا ما قورن بمتوسط الأعوام الخمسة السابقة، وفي إفريقيا يبلغ المعدل حاليًا 3%.
تعاني ثماني دول من بين 22 دولة في إقليم شرق المتوسط من فاشيات الكوليرا والإسهال المائي الحاد، وعلى مستوى العالم، هناك 29 فاشية للكوليرا حاليًا، وهو أعلى رقم مُسجّل في التاريخ، بحسب إحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة.
وحسب منظمة اليونيسف، هناك حاجة إلى جمع 40.5 مليون دولار للتغلب على وباء الكوليرا في سوريا ولبنان، من بينهم 30 مليون دولار فقط لصالح لبنان.
هذه الأموال ستسمح بشراء معدات طبية لمعالجة مشكلة الجفاف الناتج عن الإسهال ومعدات أخرى لمعالجة الكوليرا وأخرى لحماية الأطباء والممرضين مثل الأحذية الخاصة ومادة الكلور وأغطية من مادة البلاستيك، هذا وأعلنت منظمة اليونيسف أنها قدمت للبنان معدات طبية كافية لعلاج 5000 شخص مصاب بالكوليرا في حين قدمت أطباء بلا حدود بدورها لحوالي 3100 مصاب.