«الحكاية فيها شيكا».. مواقف إنسانية لـ«المشاغب الطيب»
يقولون إن أصحاب الملامح السمراء هم أنقى البشر فبقدر ما تتجمل ملامحهم بلونها الأسمر؛ قدر ما يبدون كما لو كانت قلوبهم ترتدي الأبيض.. وكان «المشاغب الطيب» محمود عبد الرازق شيكابالا، لاعب نادي الزمالك، واحدًا من هؤلاء الذين يصفونهم بالنقاء حينًا، والتعصب الكروي في أوقات أخرى لكن مواقفه الإنسانية تبقى شاهدة لأجله.
في المستطيل الأخضر؛ ينطلق «الأباتشي» مخترقًا دفاعات الفرق المنافسة، ضاربًا الرعب بين صفوفها، فالجميع يعرف ماذا إن سنحت له الفرصة أن يوجه ضربة قاضية صوب شِباك أحدهم.. سوف ينضم الحارس إلى صفوف المتفرجين ليُراقب الكرة تتهادى الشباك.
جميلة لمسات «شيكا» في كرة القدم؛ لكن الأجمل كان في مواقف الإنسانية التي لا تعرف خصمًا كرويًا، فمجرد أن يُطلق الحكم صافرته؛ يعود اللاعبون إلى علاقاتهم الودودة، وإن بقت المدرجات ملتهبة.
لا تنسى جماهير الأهلي مواقف شيكابالا، في العام 2012، عقب أحداث ستاد بورسعيد، والتي أسفرت عن وفاة 72 من مُشجعي الأحمر حينما كان يلتقي فريقهم مع النادي المصري على أرض الأخير.. ظهر شيكابالا في القلعة الحمراء مُعزيًا، بينما تحدثت تقارير عن تبرعه لأسر المتوفيين من مشجعي الأهلي، وظهر في قناة النادي متضامنًا.
بالملابس الحمراء أو اللون الأبيض؛ لا يُفرق الأباتشي بين هوية الإنسان قبل أن يتخذ موقفًا إنسانيًا، فكما ظهر في القلعة الحمراء، كان له ظهور آخر في سبتمبر من العام 2013 في جنازة الشاب عمرو حسين، أحد مشجعي الأبيض.
وعاود شيكابالا الظهور من جديد في موقف إنساني آخر، حيث زار سعد محمد لاعب الزمالك فريق 2000، والذي كان يرقد في المستشفى ليتلقى العلاج من مرض السرطان، حيث ظهر شيكا إلى جواره ليدعمه ويسانده للمرور من أزمته الصحية.
صورة مضيئة بين ضجيج المدرجات وارتفاع الهتافات؛ كان بطلها محمود عبد الرازق، ليظهر مصطحبًا صديقه مؤمن زكريا إلى داخل ملعب مباراة السوبر المصري بالإمارات، بعد انتهاء المباراة بفوز الأهلي.. ساند «شيكا» زميله من أجل حضور مراسم تتويج الفريق المنافس، ليُقبل رأسه، بينما يُعانق سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالأهلي، وأحد أفراد جهاز الأحمر، ليبقى الموقف تتويجًا آخر في البطولة، نال إعجاب الملايين من مشجعي الكرة في الوطن العربي.