مماطلة روسية وقلق أوكراني وضغط أممي.. ما مصير اتفاق الحبوب؟
قالت صحيفة فايننشال تايمز، إن صفقة الحبوب التي تدعمها الأمم المتحدة والتي مكنت أوكرانيا من تصدير ملايين الأطنان من القمح تتعرض لضغوط، حيث تسبب ارتفاع عدد سفن الشحن في تراكم الأعمال التي تهدف إلى عبور البحر الأسود وسط مخاوف من إلغاء أو وقف تمديد اتفاق الحبوب.
مخاوف من وقف اتفاق الحبوب
ووفقا للصحيفة، وصل عدد السفن التي تنتظر الإبحار من أو إلى الموانئ الأوكرانية إلى مستوى قياسي بلغ 120 سفينة نهاية الأسبوع الماضي، مما أثار إحباطًا متزايدًا في كييف واتهامات بتكتيكات المماطلة من قبل موسكو في وقت تكافح فيه روسيا لصد هجوم أوكرانيا المضاد في المناطق المحتلة.
كما ارتفع الوقت الذي تضطر فيه السفن إلى انتظار عمليات التفتيش في مركز المراقبة في إسطنبول إلى ما بين 10 و15 يومًا منذ منتصف سبتمبر الماضي، فقد دفعت التأخيرات إلى دعوات لإضافة المزيد من المفتشين لتلبية الطلب من عدد كبير من المركبات.
أوكرانيا قلقة من وقف الاتفاق
وقال مسؤولان أوكرانيان مطلعان على سير العمل باتفاق الحبوب لفاننشال تايمز، إن القلق يزداد بشكل متزايد بشأن التراكم، وقال أحدهم: "هناك القليل من الإحباط لأن الأوكرانيين يرغبون بوضوح في تصدير أكبر قدر ممكن".
الأمم المتحدة: نكافح لمد الاتفاق
ومن جانبه قال أمير عبد الله، مسؤول الأمم المتحدة المسؤول عن تنسيق مبادرة حبوب البحر الأسود، إن فرق المفتشين الخمسة - التي تضم ممثلين من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة - تكافح لتمديد الاتفاق.
قال عبد الله لصحيفة فاينانشيال تايمز: "نحتاج بشكل أساسي إلى جعل جميع الأطراف توافق على أننا بحاجة إلى إضافة مفتشين".
وقال عبد الله: "هناك سفن تصل لهذا الغرض أكثر مما توقع أي منا"، مضيفًا أنه تم تصدير ما يقرب من 7 ملايين طن من الحبوب من أوكرانيا منذ بداية أغسطس "هذا هو الجانب الإيجابي من سبب انضمام العديد من السفن".
وقال الأشخاص المطلعون على الصفقة التي من المقرر تجديدها الشهر المقبل، إن روسيا كانت مترددة في إرسال مفتشين إضافيين للمساعدة في إنهاء الأعمال المتراكمة وقد أثار ذلك غضب المسؤولين الأوكرانيين.
وسبق قال يوري فاسكوف، نائب وزير البنية التحتية الأوكراني: "في الوقت الحالي، لا يوجد قرار من جميع أعضاء مركز المراقبة لزيادة عدد عمليات التفتيش من أجل تجنب المزيد من الازدحام في السفن التي تنتظر التفتيش".
وقال جون دبليو إتش دينتون، الأمين العام لمنظمة الحبوب الدولية: "إن توسيع مبادرة حبوب البحر الأسود أمر بالغ الأهمية لأنه أفاد العالم بشكل كبير من خلال إيصال القمح إلى البلدان النامية المعرضة لخطر المجاعة واستقرار أسعار القمح العالمية".
تفاصيل اتفاق الحبوب
يسمح اتفاق مدته أربعة أشهر وقعته روسيا وأوكرانيا في 22 يوليو بوساطة تركيا ورعاية الأمم المتحدة، باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية المتوقفة منذ الغزو الروسي، وشحنات المنتجات الزراعية الروسية رغم العقوبات الغربية، للتخفيف من أزمة الغذاء العالمية وارتفاع الأسعار في بعض أفقر البلدان.
وينص الاتفاق خصوصًا على إنشاء ممرات آمنة للسماح بإبحار السفن التجارية في البحر الأسود وتصدير بين عشرين و25 مليون طن من الحبوب.