رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاردينال سيميرارو: القديسون ليسوا بالضرورة من يجمعون الـ«لايكات» أكثر من غيرهم

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

افتُتح عصر أمس في جامعة أنطونيانوم الحبرية بروما مؤتمرٌ تنظمه دائرة دعاوى القديسين، ويستمر حتى السادس من الشهر الجاري، ويشهد مشاركة خبراء من مختلف المجالات يتباحثون في تحديد مفهوم الفضائل البطولية اليوم، بالإضافة إلى القداسة في العصر الرقمي الذي نعيشه.

وخلال الجلسة الافتتاحية كانت مداخلة لعميد الدائرة الكاردينال مارشيلو سيميرارو الذي سلط الضوء على البطولة المسيحية، متحدثا عن الفضائل وسبل التعرف عليها خلال عملية إعلان قداسة طوباوي ما، وذكّر بكلمات القديس جون هنري نيومان قائلا: "كي نكون كاملين لا يتعين علينا سوى القيام بواجباتنا اليومية". فيما يتعلق بالقداسة في الزمن الرقمي قال نيافته إن هذه المسألة تواجه تحديات جديدة موضحا أن القديسين ليسوا بالضرورة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين يجمعون الإعجابات أو الـ«لايكات» أكثر من غيرهم.

من بين المشاركين في المؤتمر المطران برونو فورتيه، رئيس أساقفة كييتي فاستو بإيطاليا، الذي ذكّر المؤتمرين بالدستور المجمعي «نور الأمم» الصادر عن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، ويؤكد أن الروح القدس أُرسل كي «يُقدّس الكنيسة باستمرار»، ما يعني أن التقديس هو الهدف والثمرة الرئيسة لعمل الروح القدس.

وأضاف أنه بفضل عمل الروح القدس تتدفق مياه الحياة النضرة باستمرار وسط البشر وتجعلهم قادرين على الاستجابة للدعوة إلى حياة القداسة الموجهة إلى كل كائن بشري، وفقاً لمخطط الله العلي.

ولفت المطران «فورتيه» إلى أنه يتوجب على الكنيسة أن تصغي باستمرار إلى الروح القدس، وأن تلتزم في تمييز علامات الأزمنة وترافق الأشخاص وتدخل في حوار خصب معهم وبهذه الطريقة تنفتح على عمل الروح الذي يجعل الله حاضراً وسط البشر اليوم، ويمهد أمام من يريد درب القداسة.

وفي سياق حديثه عن علامات الأزمنة لفت إلى أهمية التطلع إلى العدالة والحرية والسلام، مشددا على ضرورة حضور الشهود الأمناء للإنجيل وللمحبة، المستعدين لبذل الذات في سبيل الآخرين وعيش التضامن مع الضعفاء وخدمة العدالة.

واعتبر المطران فورتيه أنه من خلال ممارسة المحبة تستطيع الجماعة المسيحية أن تواجه تحديات علامات الأزمنة، وتخدم الإنسان وتواجه كل ما ينتقص من كرامته كابن لله.

وذكّر في الختام بأن كون المسيحيين حجاجاً في هذا العالم، لا يبعدهم عنه بل على العكس يشكل حافزاً للالتزام لصالح العدالة والسلام وحماية الخليقة، مشيرا إلى أن الكنيسة تبقى المكان المميز لعمل الروح القدس في التاريخ، وهي بالتالي الأمّ التي يحتاج إليها أبناء الله.