الأنباء الفرنسية تكشف.. كيف سرق الاستعمار الأوروبي التاريخ الفرعوني؟
أكدت وكالة الأنباء الفرنسية، أنه منذ عقود زمنية طويلة، كان المصريون يحلمون بإعادة بعض أمجاد حضارتهم القديمة المنتشرة عبر المتاحف والمجموعات الخاصة في جميع أنحاء العالم.
وتابعت أنه بينما تستعد القاهرة لافتتاح "أكبر متحف أثري في العالم" عند سفح أهرامات الجيزة في نوفمبر، قال وزير الآثار المصري السابق زاهي حواس إنه سيطالب قريبًا بإعادة ثلاثة من أكبر كنوزها المفقودة".
وأضافت الوكالة، أن هناك الكثير من القطع الفرعونية المعروضة في المتاحف الدولية، والتي تسعى مصر لاستعادتها، إلا أن هناك 3 قطع تعد هي الأهم والأبرز في التاريخ الفرعوني.
حجر رشيد
وأكدت الوكالة، أن لوح البازلت الذي يعود تاريخه إلى عام 196 قبل الميلاد يعد هو المفتاح الذي ساعد اللغوي الفرنسي جان فرانسوا شامبليون في فك رموز الهيروغليفية القديمة في مصر في 27 سبتمبر من عام 1822.
وتابعت أنه تم اكتشاف الحجر من قبل الجيش الفرنسي الغازي لنابليون بونابرت في عام 1799 بينما كانت القوات تقوم بإصلاح حصن بالقرب من ميناء راشد في دلتا النيل، بالقرب من البحر الأبيض المتوسط، وكان الحجر يحمل مقتطفات من مرسوم مكتوب باللغة اليونانية القديمة، وهو نص مصري عام قديم يسمى الديموطيقية والهيروغليفية.
وأضافت أن مقارنة النصوص الثلاثة ساعدت أخيرًا في حل اللغز الذي أربك المؤرخين لعدة قرون، ولكن الاستعمار الأجنبي البريطاني اعتبر هذا الحجر من غنائم الحرب ونقله إلى المتحف البريطاني في لندن.
وأشارت الوكالة إلى أنه تم وضع الحجر في المتحف البريطاني منذ عام 1802، وقد نقشت عليها أسطورة "أسرها الجيش البريطاني في مصر عام 1801" من جهة و "قدمها الملك جورج الثالث" إلى المتحف من جهة أخرى.
وتابعت أن مصر بعودة الحجر منذ عقود، حيث قالت عالمة المصريات هبة عبد الجواد إن التضرر على النقوش وحده كان عملًا من أعمال العنف لا يتحدث عنه أحد، وينفي المتحف البريطاني أنه حاول تدمير قطعة أثرية".
وقال المتحف إن الحجر "سُلم للبريطانيين كهدية دبلوماسية".
تمثال نصفي لنفرتيتي
وبحسب الوكالة، فإن التمثال يعود لزوجة الفرعون أخناتون، الذي يعني اسمه "جاء الجميل"، تم نحته حوالي عام 1340 قبل الميلاد ولكن تم نقله إلى ألمانيا في ظروف مثيرة للجدل من قبل عالم آثار بروسي بعد العثور عليه في تل العمارنة عام 1912.
وتقول مصر إن هتلر نقض مسئوليته بعد موافقته على إعادة التمثال النصفي لنفرتيتي، والذي يعد التمثال الوحيد لأشهر نساء العالم القديم، وخلف الألمان وعدهم وتم نقل التمثال إلى متحف برلين الجديد.
وأشارت الوكالة إلى أن مصر طالبت باستعادة التمثال في وقت مبكر من ثلاثينيات القرن الماضي، لكن ألمانيا أكدت منذ فترة طويلة أنه تم تسليمها بموجب اتفاقية تقسيم تعود إلى الحقبة الاستعمارية، والتي بموجبها يمكن للدول التي مولت الحفريات الأثرية الاحتفاظ بنصف المكتشفات.
وقالت عالمة المصريات مونيكا حنا إن ألمانيا وافقت ذات مرة على إعادة التمثال ليقوم أدولف هتلر بمنعه.
دندرة زودياك
وأكدت الوكالة، أن تم الاستيلاء على الخريطة السماوية من معبد حتحور في قنا في جنوب مصر بأوامر من المسئول الفرنسي سيباستيان لويس سولنييه في عام 1820، وتم تعليقه على سقف في متحف اللوفر في باريس منذ عام 1922 ، بينما يقف الجبس في مكانه في المعبد.
وتابعت أنه يُعتقد أن المخطط هو "الخريطة الكاملة الوحيدة الموجودة في العالم للسماء القديمة"، ويرجع تاريخه إلى حوالي عام 50 قبل الميلاد.