بعد 24 ساعة من توليها منصبها.. كيف ستدير ليز تراس أزمات بريطانيا؟
أكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن عبء المسئولية الثقيل مباشرة على كاهل أي رئيس وزراء جديد يتسبب في كثير من الأحيان في ارتعاش صامت للأعصاب، ولكن بالنسبة إلى ليز تراس، لا يعد الشك الذاتي جزءًا من قاموسها، حيث يقول الأشخاص الذين قابلوها في الأيام الأخيرة إنها تستمتع بالرحلة وتمتلئ بالثقة بالنفس.
تحديات تواجه ليز تروس
وتابعت الإذاعة البريطانية، أن حتى رئيسة وزراء المملكة المتحدة الجديدة قد تعترف سرا أن ما تصفه بفاتورة الطاقة "المروعة" سيضعها أمام تحد كبير، غير مسبوق منذ أن تولت بطلتها مارجريت تاتشر منصبها منذ ما يقرب من نصف قرن.
عندما انتقلت تاتشر إلى داونينج ستريت في عام 1979، كانت لدى الدولة فكرة جيدة عن رئيس وزرائها الجديد، حيث كانت زعيمة المعارضة لمدة أربع سنوات، بينما كانت تروس وزيرة في مجلس الوزراء لمدة ثماني سنوات، إلا أنها كانت أقل شهرة من تاتشر، وحتى الذين يعرفون وزيرة الخارجية يتساءلون عن الغرائز التي ستتبعها.
وأضافت أن الجميع يتسائل هل سنرى عودة البراجماتي الذي انتقل بسلاسة من معسكر البقاء إلى الاحتضان الدافئ لمؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟ أم أنها ستحكم بطريقة حملتها القيادية - سيدة ليست من أجل التحول، على حد تعبير تاتشر، من ستركز على التخفيضات الضريبية؟
وأشارت إلى أن هناك إجماع على أن ليز تراس تتحول إلى جانبي ماضيها السياسي لتوجيه تفكيرها، فخلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلنت تراس أنها في غضون أسبوع من توليها المنصب، ستضع خطة طوارئ لمساعدة الأشخاص في فواتير الطاقة هذه، ولكن في "حدث مالي" في وقت لاحق من هذا الشهر، ستحدد مستشارها الجديد مع حزمة أوسع من القرارات التي تلتزم بتعهداتها الانتخابية.
وتقول البارونة مورجان من كوتس ، التي دخلت البرلمان مع تراس في عام 2010 وعملت معها في مجلس الوزراء، إننا سنرى جانبي شخصية رئيس الوزراء الجديد استجابة لأزمة الطاقة.
وتابعت: "أعتقد أنه سيكون هناك مزيج من الأساليب، وسيجد المواطنين أنه من الصعب جدًا تصنيف ليز بعدة طرق".
بينما يقول بول جودمان، محرر صحفي وشخص كان يعرف تراس أثناء عمله كعضو في البرلمان، إن رئيس الوزراء الجديد ستحتاج إلى وضع المملكة المتحدة في حالة حرب لمواجهة أزمة الطاقة ودعم دعمها السياسي.
وتابع: "مفتاح ليز تراس على مدى سنوات عديدة كان قدرتها على التكيف، كما أنها الآن بطلة حزب المحافظين اليميني، بعد أن كانت ذات يوم ديمقراطيًا ليبراليًا، وقد قدمت نفسها في هذه الانتخابات على أنها الطفلة الجديدة في الكتلة عندما كانت بالفعل في مجلس الوزراء لأفضل جزء من 10 سنوات، من صلاحيات التجديد والتعافي".