الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى القديس البابا غريغوريوس الكبير
تحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكرى القديس البابا غريغوريوس الكبير معلم الكنيسة، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: ولد هذا البابا، في روما حوالي السنة 540م، من عائلة تعمل في الحياة السياسية، وبعد وفاة والده انتخب حاكماً للمدينة وهو في الثلاثين من عمره، فأظهر، أثناء توليه هذا المنصب، بأنه إداري ممتاز.
استقال من الوظيفة بعد فترة قصيرة، وأنشأ ديراً للرهبان البندكتيين في قصره الذي كرّسه للقديس أندراوس وعاش فيه كراهب بسيط، ثم وهب كل ما ورثه عن أهله في صقلية لإنشاء ستة أديار، وما تبقى من الأموال وزعه للأعمال الخيرية. أرسله ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ بيلاجيوس الثاني إلى القسطنطينية سنة 569 بصفة موفد من قبله لدى القيصر، وكان لوجوده هناك منفعة وخير، إذ جعل المدينة كلها تتأثر بحياته الرهبانية البسيطة التي كان يعيشها. عاد إلى روما سنة 585؛ وفي الثالث من سبتمبر عام 590م انتخب اسقفاً على كرسي القديس بطرس. وكان راعياً صالحاً، كثير الاهتمام بالفقراء وبالرغم من ضعف صحته أنجز عملاً جباراً. ولم تشغله مهامه الرعوية عن الصلاة والتأمل.
وتابع: حتى أثبت للملأ بأنه لم يفقد أيّاً من صفاته الإدارية. نفّذ في روما بعض الأشغال العمرانية، وخاصة ترميمه جميع أملاك الكنيسة الرومانية وجعل لها مكانة إدارية صلبة سيتكوّن منها، في المستقبل، الأساس المكين الأفضل للدولة الباباوية المقبلة.
مضيفًا: أعاد الرحلات التبشيرية من الكنيسة لشتى بقاع الأرض كما كان حال الكنيسة في زمن الرسل، واختار لها أكفأ أبناء الكنيسة من حيث النمو الروحي والتكوين العقائدي واللاهوتي. هو الذي أرسل القديس اغسطينس أسقف كانتربري لتبشير إنجلترا ونجح في ﻧﺸﺮ الإيمان بإنجيل ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ بها حتى تعمد ملكها الوثني ذاته. نظم الخدمة الإلهية والطقس الغريغوري. وهو الذي لقب نفسه بخادم خدام الله. بهدف أن يلقن في التواضع درساً جميلاً لأحد رجال عصره المتكبرين. وقد تبنى الباباوات من بعده هذا اللقب حافظ غريغوريوس على لهجة الاعتدال، حتى مع أسوأ الأباطرة البيزنطيين.
مختتمًا: ترك القديس غريغوريوس تعالمياً عقائدية ورعوية وافرة، استمدت منها العصور الوسطى من ﺑﻌﺪﻩ غذاء التقوى في كيان الكنيسة، كان له تأثير عظيم في تطور وانتشار الرتب الكنسية. لكننا لا نقدر أن ننسب إليه ما يسمى باللحن الغريغوري بالكامل.