عقيل: ندعو الدول العربية للتعاون مع الآليات الأممية لحماية الشعوب من تأثيرات التغير المناخى
أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان عددها السابع لمرصد الهدف الثالث عشر في المنطقة العربية بعنوان "مساعي عربية لإذكــــاء الوعــي بآثار التغير المناخي"، وذلك في إطار حرصها على تعزيز المجتمعات المستدامة من أجل حماية حياة الإنسان بشكل آمن وجيد.
وأكد المرصد السابع خلال شهر يوليو على العلاقة الوطيدة ما بين تغير المناخ والعنف ضد النساء والفتيات من منظور حقوق الإنسان، ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة للبيئة هناك 80% من النازحين بسبب تغير المناخ هم من النساء، حيث تشرد النساء بسبب التغير المناخي الذي يؤدي للنزوح، فإنهن أكثر عرضة للعنف بما في ذلك العنف الجنسي، في الملاجئ أو الخيام أو المخيمات، فخطر التعرض للعنف الجنسي هو واقع مأساوي في حياتهم كمهاجرين أو لاجئين.
وأوضح المرصد، أهمية المسئولية التي يمكن أن يتعهد بها الفرد والمجتمع تجاه هذا التحدي المناخي، حيث ينطوي تحدي التكيف مع تغير المناخ على العمل الجماعي والفردي على حد سواء، لذلك تسعى الحكومات العربية إلى إجراء ورش عمل وتدريبات لجميع الأفراد في القطاعات المختلفة للتوعية بالسلوك المدمر الذي يجب الاستغناء عنه من قبل الأفراد والذي يمكن أن يكون له صدى سلبي كبير على تفاقم ظاهرة التغير المناخي.
وكانت الكويت هي دولة العدد السابع من المرصد، وبالرغم من أن دولة الكويت ليس لديها استراتيجية خاصة بمكافحة تغير المناخ حتى الآن، لكنها أطلقت استراتيجية وطنية تسعى للتخلص من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، كما أولت اهتمامًا بتنويع مصادر الطاقة، وأيضًا اهتمت بزيادة المحميات الطبيعية لتصل إلى 15% من إجمالي مساحة الدولة، بالإضافة إلى زراعة نبات المانجروف في السواحل والجزر الشمالية من الكويت بهدف حجز وتخزين الكربون.
ومن جانبة أكد أيمن عقيل؛ الخبير الحقوقي ورئيس مؤسسة ماعت، على تأثير التغيرات المناخية على الشعوب الأصلية، حيث إنهم يتعرضون للعديد من الأخطار الناتجة عن تغير المناخ، وباعتبار الشعوب الأصلية والمرأة هم من أكثر الفئات تأثرًا بالتغير المناخي، أوصي عقيل بمشاركة تلك الفئات الضعيفة في اجتماعات الأمم المتحدة وإشراكهم في اتخاذ القرار، موضحًا جهود الآليات الدولية في تعزيز العمل المناخي، وطالب عقيل جامعة الدول العربية بالتعاون مع الآليات الأممية المرتبطة بالتغير المناخي، وعمل خطط مشتركة تهدف إلى حماية الفئات الضعيفة، حيث الشعوب الأصلية والنساء من التأثيرات السلبية لتغير المناخ.
بينما أوضحت مريم صلاح؛ الباحثة في وحدة التنمية المستدامة بمؤسسة ماعت، أهمية وفعالية الحملات الإعلامية التوعوية التي تهدف إلى الحد من ظاهرة التغير المناخي من خلال تعديل السلوك البشري، وأوصت صلاح؛ المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بأزمة المناخ بضرورة العمل المشترك من أجل تكثيف الحملات التوعوية، وإجراء ورش عمل وتدريبات، كما طالبت بتفعيل دور تلك الحملات التوعوية في مناطق النزاع العربي على وجه الخصوص، حيث يرى أغلب شعوب تلك المناطق أن حملات التوعية للحد من التغيرات المناخية رفاهية بالنسبة للأزمات الأخرى كالحرب.