إبراهيم فرغلي يطالب بضرورة ربط الخدمة الثقافية بالمنظومة التعليمية
قال الكاتب الروائي إبراهيم فرغلي، إنه يعتقد أن الحلقة المفقودة باستمرار تتعلق بكيفية ربط الخدمة الثقافية بالمؤسسة التعليمية، لأن منظومة التعليم الراهنة لا يمكن لها أن تنتج إلا ما شهدناه خلال العقدين الأخيرين من انعدام للذوق الفني، والجهل بالتاريخ، والتشوش الفكري، والأمية الثقافية، والانقطاع التام مع تراث الفنون الرفيعة في الموسيقى والمسرح والباليه.
وأوضح فرغلي في تصريحٍ خاص لـ«الدستور»، أن وزارة الثقافة دأبت لعقود على توفير المتاحف وبناء قصور الثقافة ونشر الكتاب، بالإضافة إلى جهدها في توفير الحفلات الموسيقية والأعمال المسرحية، لكن المتاحف بقيت خالية من الجمهور، ونسب الإقبال على القراءة أقل من المتوقع، والحركة النقدية في غيابٍ تام بعد توقف أبرز الدوريات النقدية المصرية عن الصدور.
وأشار إلى أنه لهذا يعتقد أن أهم ما يمكن المطالبة به من وزيرة الثقافة هو العمل على ربط الخدمة الثقافية بالمدارس والمنظومة التعليمية، وهذا يعني أن المطلب موجه لوزارتيِّ «التعليم» و«الثقافة» معًا، مؤكدًا ضرورة أن ينشأ الطلبة على حب الفنون، والتعرف على كتَّاب وفناني ومفكري مصر في لقاءات دورية مع الكتاب والفنانين.
وأن تقدم لهم حصص في القراءة النقدية، لترسيخ العقلية النقدية والعقلانية، بجانب المشاركة في تمثيل المسرحيات العالمية، وإقامة معارض فنية مدرسية بإشراف الفنانين المصريين، وأن تكون الموسيقى جزءًا أساسيًا من حصص التعليم، بالإضافة إلى فكرة المناظرات ويمكن أن يشارك فيها كتَّاب ومفكرون في البداية لترسيخ مفهوم الحوار واحترام الرأي الآخر وكيفية عرض الأفكار بشكل واضح ويستند إلى المرجعيات العقلانية.
وأضاف فرغلي، أن صحيح هناك عقبات كثيرة مثل عدم توفر عدد مناسب من مدرسي الفنون، ولكن لنبدأ بالمتاح فهذه المطالب أصبحت ضروريات، بدلًا من أن يستمر بذل جهود لا تصل لمستحقيها، لأن هذه العلاقة من شأنها أن تبني جمهورًا حقيقيًا للثقافة والفنون وستقدم رافدًا ودافعًا لتطوير العمل الثقافي.