«العمال العرب» يعقد مجلسه المركزي في دورته الثانية بدمشق
افتتح جمال القادري، رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، اليوم أعمال المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في مجمع صحارى السياحي بدمشق.
وأكد القادري في كلمته أن المجلس المركزي ينعقد اليوم والعالم بأسره شعوباً ودولاً يواجه جملة من التحديات الضخمة التي تستوجب التعامل معها بكل الحكمة والصلابة، للخروج منها بأقل الأضرار والأخطار على عمالنا ومجتمعاتنا وشعوبنا العربية، داعياً للعمل المشترك لمواجهتها والتخفيف من آثارها السلبية إلى الحدود الدنيا وذلك بما تمتلكه القيادات النقابية العربية من وعي وإدراك لخطورة هذه التحديات وتأثيراتها على العمال العرب، وإلى اجتراح الحلول وتقديم المقترحات التي من شأنها النهوض بواقعنا النقابي والعمالي في خضم هذه المتغيرات الهائلة التي تعصف بالمنطقة والعالم.
ودعا القادري لمقاربة التحديات التي تواجه العمال العرب في كل أقطارهم وتعزيز حضور المنظمات النقابية العربية في أوساط جماهيرها ومحاكاة قضاياهم وتحقيق تطلعاتهم ودعا الحكومة السودانية إلى تمكين الاتحاد العام لعمال السودان لممارسة مهامهم التي كفلها القانون واتفاقيات ومعايير العمل العربية والدولية.
وأشار القادري إلى أن مامرت به سوريه خلال العشرية الأخيرة، وما واجهته من إرهاب وحصار وتدخلات وحالة الصمود الأسطوري الذي حققته، والانتصار الذي تحقق بحكمة قائدها السيد الرئيس بشار الأسد، وبسالة جيشها، وصمود شعبها، يثبت أن لامستحيل متى توفرت الإرادة والتصميم، ويشكل درساً في انتصار إرادة الشعوب مهما بلغت التحديات المقابلة ومهما بلغ حجم الاستهداف والقوى المتدخلة فيه، داعياً كل القوى الحية في العالم لإدانة ومحاربة الإرهاب وداعميه بما في ذلك الإرهاب الاقتصادي، وإدانة الممارسات العنصرية لسلطات الاحتلال الصهيوني بحق العمال العرب في فلسطين والجولان وكل الأراضي العربية المحتلة والهجوم البربري الأخير على أهلنا في غزة.
رئيس المجلس المركزي للاتحاد الدولي بالإنابة يعقوب يوسف محمد حسين، شكر القادري والمنظمة النقابية السورية على حسن الاستقبال وتقديره وعبّر عن تقديره للحضور المتميز لأعضاء المجلس المركزي في هذه الدورة وحرص الجميع على المشاركة الواعية وتوسيع دائرة الحوار والنقاش الموضوعي والمسؤولة والحريصة على وحدة وتماسك الحركة النقابية العربية في إطار الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، داعياً لتعزيز التضامن النقابي العربي ، وتعزيز وحدة الحركة النقابية العربية و العمل العربي المشترك وتطوير أداء الاتحاد الدولي، وتجاوز الخلافات الهامشية، وصد محاولات من يريدون دق اسفين بين القوى القومية والوطنية، وتوجيه البوصلة نحو مصالح الأمة العربية العليا التي ينشدها المواطن العربي خدمة لقضاياه ومصالحه.
وأكد حسين أن الأحداث التي شهدتها البلدان العربية خلال السنوات الماضية والتي كانت نتائجها السلبية المدمرة بشكل مباشر على العمال ومكتسباتهم، وشملت كل القطاعات وكل مناحي الحياة، تلقي على الحركة النقابية العربية مسؤوليات وأعباء إضافية لا نشك بأنها قادرة على ما امتلكته من خبرة وحنكة أن تتعامل معه بكل موضوعية.
ودعا كل القوى السياسية في البلدان العربية سواء الحاكمة أو تلك التي في المعارضة إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية، وأن تعمل على ضرورة تعزيز الحوار الوطني ونبذ العنف والقتل والتصفيات الجسدية، وتعزز حق الجميع في المشاركة في بناء الوطن وأن ترفض الاقصاء والتهميش، و تعزز المصالحة الوطنية الشاملة بما يحقق الوحدة الوطنية التي تشمل كل مكونات المجتمع وتعزز من مكانته وتحقق له الأمن والاستقرار والتقدم والرفاه.
وشدد أن قضية فلسطين هي قضية العرب جميعاً، ومن حق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونجدد مطالبتنا بإطلاق الأسرى من المعتقلات الإسرائيلية، وإدانتنا لكل الانتهاكات التي تتم بحق المدينة المقدسة وعمليات الحفر والتهديم التي يقوم بها العدو الإسرائيلي.
ودعا وزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف، في كلمته لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية التي فرضتها الظروف سواء على الطبقة العاملة في مختلف أنحاء العالم وفي العالم العربي على وجه الخصوص، لافتاً إلى أن الحكومة السورية حققت منجزات كثيرة للطبقة العاملة قبل وخلال هذه الحرب، لأننا على إيمان أن هذه الطبقة هي الركيزة الأساسية في بناء الوطن.
بدورها ممثلة المدير العام لمنظمة العمل العربية الدكتورة رانيا رشدية أشارت إلى أن وجودنا في سورية دعم لنضال عمالها على مدى 10 سنوات، ودعت المجتمع الدولي لرفع الإجراءات القسرية والحصار الجائر عن الشعب السوري.
ودعا المشاركون لعقد جلسة تضامنية ضد الإرهاب والحصار والتدخلات الإمبريالية، والتضامن مع عمال فلسطين وسورية وكل الشعوب التي تتعرض للانتهاكات، كما وافق المجلس المركزي على توقيع برتوكول لتبادل الخدمات النقابية في كل القطاعات، بما يعزز مسيرة التضامن بين المنظمات العربية والعمال العرب، واعتمد المجلس عضوية كل من اتحادات النقابات المهنية في موريتانيا واتحاد النقابات المهنية المستقلة في الأردن واتحاد النقابات المهنية في الإمارات والاتحاد الوطني لعمال ليبيا.