البابا تواضروس الثاني يدشن مذبح كنيسة القديس مكاريوس الكبير
أعلن المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قيام قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بتدشين مذبح كنيسة القديس مكاريوس الكبير الموجودة في دير القديس الأنبا أنطونيوس بقرية أوبر زيبينبرون بالقرب من ڤيينا، ثم تدشين مذبحين بدير القديسة حنة للراهبات بقرية شونفيلد، الأول على اسم القديسة حنة والثاني على اسم القديستين بربارة ويوليانا، على خلفية زيارته الرعوية إلى هُناك.
والتدشين بحسب المفهوم الكنسي، يعني تكريس أي تخصيص أشياء معينة لله، فلا تُسْتَخْدَم إلا في خدمة الله، ويتم التدشين بالدهن بزيت الميرون المقدس، فَتَدْشين الكنائس يتم بالصلاة طوال الليل، كما تُدَشَّن الأيقونات وأيضًا تُدَشَّن الأواني المقدسة الخاصة بالخدمة.
وعن التدشين قال الأنبا بيشوي، مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري الراحل، والرئيس السابق لدير القديسة دميانة، في كتاب هل نحن نعبد الأصنام في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؟: «عندما تدشن الأيقونة بالميرون في الكنيسة يصبح لها تكريم خاص. لأنه إذا كان تابوت العهد عندما كان الكهنة يحملونه كانوا يقولون: قم أيها الرب الإله ولتتفرق جميع أعداءك».
وأضاف: «وعندما أخذوا تابوت العهد من الخيمة إلى ساحة المعركة وهتف الشعب حينما كانوا يحاربون الوثنيين وهم شعب الله الذي كان هو وحده من يعبد الله، سمع الفلسطينيون صوت الهتاف فقالوا: مَا هُوَ صَوْتُ هَذَا الْهُتَافِ الْعَظِيمِ فِي مَحَلَّةِ الْعِبْرَانِيِّينَ؟ وَعَلِمُوا أَنَّ تَابُوتَ الرَّبِّ جَاءَ إِلَى الْمَحَلَّةِ، فحيثما يذهب تابوت العهد كان هذا يعنى أن الله يحل في وسط شعبه، مثل عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا، وعندما لمس عُزة التابوت وهو لم يكن من الكهنة وقع ميتًا في الحال وَلَمَّا انْتَهُوا إِلَى بَيْدَرِ كِيدُونَ مَدَّ عُزَّةَ يَدَهُ لِيُمْسِكَ التَّابُوتَ، لأَنَّ الثِّيرَانَ انْشَمَصَتْ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى عُزَّةَ وَضَرَبَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ مَدَّ يَدَهُ إِلَى التَّابُوتِ، فَمَاتَ هُنَاكَ أَمَامَ اللَّهِ، وداود النبي رقص أمام التابوت لكنه لم يلمسه لأنه لم يكن كاهنًا».
وتابع: «موسى النبي نفسه دشّن محتويات الخيمة كلها قبل أن يتراءى مجد الرب فيها. وعملية التدشين كانت تتم إما بالماء والدم أو بزيت المِسحة المقدس. لقد قدّس موسى هارون وبنيه بزيت المِسحة المقدس، أما بالنسبة للأواني والأشياء الأخرى فدشّنها بالماء والدم، فالأيقونات التي نكرّمها في الكنيسة هي مدشّنة بزيت الميرون المقدس، وتعمل فيها نعمة الروح القدس».
وأردف: «ألم يرى يعقوب الملائكة صاعدون ونازلون على سلم بين الأرض والسماء والرب واقف عليه، وقال إن الرب في هذا المكان وأنا لم أعلم.. وَخَافَ وَقَالَ: مَا أَرْهَبَ هَذَا الْمَكَانَ! مَا هَذَا إلاَّ بَيْتُ اللهِ وَهَذَا بَابُ السَّمَاءِ!، وأخذ الحجر الذي كان تحت رأسه، وأقامه وصب عليه زيت زيتون، ودعى اسم ذلك المكان بيت إيل أي بيت الله، ودشّن هذه المنطقة، وقال للرب إذا أرجعتني إلى أرض آبائي سأعبدك في هذا المكان».
واختتم: «التدشين بالميرون يعطى الطاقة (الأنيرجيا) فقط أي نعمة، وليس جوهر (الأوسيا) الروح القدس وإلا صرنا آلهة في سر الميرون للمؤمنين، أو تصير الأيقونة إلهًا عند تدشينها وهذا أمر يتعارض مع الإيمان المسيحي، لكننا نصلى أمام الأيقونة بفعل روحي بالإنيرجيا أي بالطاقة، لأن الإنسان المسيحي ممسوح بالروح القدس، والأيقونة هي مجرد وسيلة اتصال مع صاحب الأيقونة وبفعل الروح القدس بالطاقة وليس بالجوهر. لكن أقنوم الروح القدس نفسه هو الذي يمنح هذه الطاقة».