ما العلاقة بين الأزهر الشريف و«جيمس ويب»؟
كلما كان التلسكوب يرى بعيدًا في الفضاء، كلما نظر بعيدًا في الوقت، هذا هو «جيمس ويب» يعمل مثل آلة زمن بقدر ما هو آلة مراقبة؛ وحسب ما نُشر عنه في المواقع العالمية فإن الصور المأخوذة من أجسام بعيدة تستغرق وقتًا طويلاً للوصول إلينا، وبالتالي فإن الصورة التي نراها للمجرة التي تبعد 13.6 مليار سنة ضوئية ليست صورة لكيفية ظهورها اليوم، ولكن كيف كانت تبدو قبل 13.6 مليار سنة، خلال بداية الكون.
وفى الوقت الذي أصبح العالم كله يتحدث عن علوم الفلك، وأيضا تصريحات المعهد القومي للبحوث الفلكية بأن المنظار «التلسكوب» المصري الكبير الجديد الذي يتم الإعداد له حاليا قطر مرآته 6.5 متر، ويصور بنفس تقنيات تلسكوب «جيمس ويب»، ويتم تصميمه بنفس شكله، ويتم تدريب طلاب علوم الفلك به، فلم يكن الأزهر الشريف مغيبا عن تلك التطورات، مع مطلع العام الجاري أطلق مجمع البحوث الإسلامية، المؤتمر العالمي الأول لمركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء.
ويعمل المركز على بناء شراكة استراتيجية مع وكالة الفضاء المصرية وجامعة الأزهر، معتمدا على ما تملكه الجامعة والوكالة من إمكانات علمية وفنية، ليسهم بفاعلية في بناء المجتمع وتنمية المجتمع مما يحقق واجبات مجمع البحوث الإسلامية المتمثلة في العمل على تجديد الثقافة الإسلامية وتوسيع نطاق العلم بها لكل مستوى وفي كل بيئة؛ ومنها المتعلقة بالبحوث الشرعية في التطبيقات والموضوعات الفلكية.
وبالتعرف على أهداف المركز نجد أن الأزهر الشريف يعايش واقعنا الحالي ويرصد ويتابع أدق التطورات في علوم الفلك، وشملت أهدافه توحيد جهود علماء الفلك والشريعة في حسم القضايا المعاصرة للفلك الشرعي، ومكافحة التطرف الفكري وصناعة التنجيم واعتقاد الأبراج، ومكافحة الإلحاد والتطرف المبني على النظريات الفلكية والكونية، والتعاون مع المؤسسات ذات التخصص في الجانب المتعلق بالفلك الشرعي.
وأيضا إبرام الاتفاقيات والبروتوكولات مع المجامع العلمية والشرعية، وذلك فيما يتعلق بالبحوث الشرعية والفلكية، والعمل على تدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى وطلاب الجامعات والكليات الشرعية على القضايا المعاصرة للفلك الشرعي، كما يقدم المركز الاستشارات العلمية في علوم الفلك الشرعي ومشاركتها في المؤتمرات الدولية.
ويقدم المركز خدمات دعم ومساندة للباحثين لاستكمال دراستهم وبحوثهم في مجال علوم الفلك الشرعي، وأيضا قضية اعتبار الحساب الفلكي في إثبات هلال شهر رمضان وشوال وذي الحجة، باعتبارها حجر الزاوية بين الشهور القمرية، والعمل على إنتاج التقويم الفلكي وزيادة محتوياته من المعلومات الفقهية والدينية، وإنشاء قاعدة بيانات شاملة وتاريخية ومعاصرة متعلقة برصد الأهلة حسب الظروف.
ويهدف المركز إلى إنشاء وتطوير معايير علمية حسابية للتنبؤ بإمكانية رؤية الأهلة وتحميصها من خلال قاعدة البيانات، وإنشاء وتطوير تقويم هجري عالمي تأسيسا على قاعدة البيانات ومعايير التنبؤ والإسهام في توحيد العالمين في ميدان التقويم الإسلامي وصولا إلى تأصيل «تقويم عالمي معتمد»، وتطوير برنامج دقيق لمواقيت الصلاة، يصلح لبقاع الأرض المختلفة العامة والخاصة والشاذة.
كما يهدف إلى تقديم الخدمات اللازمة لتحديد جهة القبلة في الظروف المختلفة، وتوضيح الفرق بين علم الفلك ومهنة التنجيم، والعناية بالتراث الفلكي المتعلق بعلم الفلك وصولا إلى ربط الأصالة بالمعاصرة، وزيادة التغطية الثقافية والإعلامية لرصد الظواهر الفلكية التي تهم المجتمع المصري.. ومحو الأمية الفلكية بنشر الثقافة الفلكية.
يذكر أن وكالة «ناسا» في تعليقها عن «جيمس ويب» قالت إن إمكانات الأشعة تحت الحمراء لويب تعنى أنه يمكنه "رؤية الزمن الماضي" في غضون 100-200 مليون سنة فقط من الظاهرة الفلكية التي تسمى الانفجار العظيم التي يرجع لها نشأة الكون، مما يسمح له بالتقاط صور للنجوم الأولى التي تتألق في الكون منذ أكثر من 13.6 مليار سنة.