صورة وتعليق.. الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بحسب الأيقونة القبطية
نشر المؤرخ ياسر يوسف غبريال، المُتخصص في التاريخ القبطي، أيقونة قبطية للفنان جرجس سمير، يظهر بها القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، على إثر احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكراه اليوم.
وعلق المؤرخ الكنسي على الأيقونة قائلًا: «عملاق قبطى من القرن الخامس .. الأنبا شنودة رئيس المتوحدين كان راهبًا له روح إيليا النبي، ولذلك نال لقب النبي، والقديس، وأب المتوحدين، عاش فى أخميم، وعلى يديه تمت رهبنة المتوحدين، وانتشرت الأديرة فى مصر، عاش 118 عامًا، وذهب الى مجمع أفسس مع البابا كيرلس الأول، ودافع عن الإيمان بكل قوته، وكان عمره وقتها 98 سنة، وعلى الرغم من إتقانه اليونانية إلا أن كل عظاته وكتاباته كانت باللغة القبطية؛ لأنه كان يرى أن اللغة اليونانية هى لغة المحتل لمصر وقتها، ولذلك يلقب بأب المصريين أو باعث القومية المصرية».
وأضاف: «كان يدافع عن الفلاحين ويقف إلى جوارهم من أجل نيل حقوقهم المُغتصبة، وفى ذات الوقت يدافع عن العقيدة وينقيها من العوايد الوثنية، وعاش سنوات عمره كلها من أجل أن يؤسس رهبنة قوية، وعقيدة صحيحة، وحياة كريمة لمواطنيه، وعندما دنت ساعة نياحته طلب من تلاميذه أن يضعوه فى وضع السجود، وفاضت روحه إلى خالقها».
وتقول عنه كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي، عبر موقعها الرسمي: «يُعتبر أهم شخصية تمثل رهبنة الشركة في مصر بعد القديس باخوميوس، ودُعي «أرشمندريت» أي رئيس المتوحدين؛ لأنه كان يمارس حياة الوحدة من حين إلي آخر، لقد شجع بعض رهبانه علي الانسحاب إلي البرية بعد سنوات قليلة من ممارستهم حياة الشركة، دون قطع علاقتهم بالدير تمامًا، بينما رأي القديس باخوميوس في الشركة ذُروة السموّ الرهباني، أما القديس شنودة فيراها مرحلة انتقالية تُعد النفوس الناضجة لحياة المتوحدين الأكثر نسكًا».
وأضافت الكنيسة: «كان رئيسًا للدير الأبيض في إتريب في صحراء طيبة، لأكثر من 56 عامًا (القرن الرابع/الخامس). قاد حوالي 2200 راهبًا و1800 راهبة، كما أخبرنا تلميذه وخلفه القديس ويصا في سنة 431 م، كما رافق القديس الأنبا شنودة القديس كيرلس الكبير في مجمع أفسس المسكوني، ولم يقبل في ديره أجنبيًا ليلتحق بجماعاته الرهبانية، بل كان جميع رهبانه من الأقباط الأصليين، لهذا عزف كثير من الأوربيين ذكر اسمه في الفترة الخاصة بآباء البرية، كما لم يترجموا شيئًا من أعماله على مدى قرون طويلة».