فى ذكرى ميلاده.. كيف برأ وحيد حامد الرقابة من منع نهاية فيلم البرىء
ظلت أفلام الكاتب الكبير وحيد حامد أرضًا خصبة لإثارة الجدل من قضايا سياسية واجتماعية مهمة، الإرهاب والكباب، وطيور الظلام، وأكثرهم إثارة كان فيلم البريء الذي اشتهر بأنه من أخطر الأفلام التي تناقش موقف الطبقة الشعبية من السياسة وعدم فهمها لأبعاد كثيرة، وينتقد سياسة المعتقلات والتعذيب واستغلال العامة غير الواعين لتكون اليد الباطشة على النخبة المثقفة في فترة متأخرة من تاريخ مصر.
جاء هذا خلال ندوة أقامها مركز حقوق الإنسان لمساعدة السجناء في عام 2003، وقد عرض الفيلم كاملا علما بأن النسخ الموجودة في نوادي الفيديو محذوف منها مشهد النهاية، حيث يقوم أحمد زكي جندي الأمن المركزي بإطلاق النار على رئيسه قائد المعتقل محمود عبدالعزيز وعلى رؤوس زملائه جميعاً.
قال وحيد حامد، خلال الندوة التي نشرت في جريدة الجيل بتاريخ 4 مارس 2003، إن لم تتم دعوته لحضور الندوة من قبل مركز حقوق الإنسان بل عرف عنه بالصدفة، بالإضافة إلى أن الرقابة في 1986 برئاسة الرقيبة نعيمة حمدي لم تعترض على الفيلم.
وقال إنها صرحت بعرضه كاملا إلا أنهم فوجئوا في العرض الخاص أن أحد مثقفي الحكومة، يقوم يصرخ كل عسكري أمن مركزي يمسك رشاش ممكن يفرغه في رأس رئيسه لو رأى الفيلم، مما دعي المنتج السبكي إلى حذف مشهد القتل وإنهائه بصرخة أحمد زكي قبل قيامه بتصفية كل أفراد المعتقل من العساكر والرتب، مؤكداً أن هذه الشخصيات واقعية وصادفناها في الحياة -أحمد سبع الليل ورضوان الفولي- أحمد زكي هو شخص حقيقي قام بضرب المثقفين والمتظاهرين بالهراوات من قبل جنود الأمن المركزي.
يقول سعيد شيمي مدير التصوير متحدثا عن مشواره مع المخرج عاطف الطيب، أن البريء لاقي صعوبات عديدة خاصة في مرحلة التصوير، وتوزيع الإضاءة في معتقل الواحات الذي كان مهجوراً.
وأكد أن المخرج عاطف الطيب كان حريصاً على مناقشة كل شوتو نسبة الإضاءة فيه، والزاوية التي ستأخذها الكاميرا مما دعا إلى بناء (شيربر) كاميرا متحركة لتصوير وجوه المعتقلين داخل الزنازين.
أشاد بأداء أحمد زكي في دور عسكري الأمن المركزي الساذج البرىء ببراعة متناهية لدرجة أنه أثناء التصوير خدعهم جميعاً، واعتقدوا أنه عسكري حقيقي قادم تجاههم من بعيد، وعندما اقترب اكتشفوا أنه زكي متقمص دوره.