دراسة توضح كيف تعامل العالم القديم مع قضية الأوبئة وتغير المناخ
أكد الخبراء والعلماء أن المرض إكس (وباء مرتبط بفيروس سارس) مرتبط بتغير المناخ والسلوكيات البشرية الخاطئة، وبناء عليه فنحن على أعتاب خطر يهدد حياة البشرية، لذلك يجب أن نعرف كيف تعامل دول العالم القديم مع تغير المناخ؟.
كشفت الأبحاث أن المجتمعات في البحر الأبيض المتوسط تكيفت بل وازدهرت وسط تغير المناخ، لكنها بدأت في الانهيار عندما ضربت كوارث أخرى مثل الحروب والأوبئة.
قام باحثون من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا بفحص ما يقرب من 400 مستوطنة في الأناضول، والتي تعد الآن جنوب تركيا من أجل الدراسة التي قالوا إنها تقدم تحذيرًا لحالة الطوارئ المناخية الحالية.
ووجدوا أن المنطقة شهدت زيادة كبيرة في المستوطنات البشرية والإنتاج الزراعي في القرن الخامس عندما أصبحت الظروف أكثر جفافًا، مما أدى على ما يبدو إلى تبديد الاعتقاد السائد بأن الازدهار السكاني كان بسبب فترة طويلة من الطقس الرطب.
لكن التعزيز الأولي استمر أكثر من قرن بقليل، حيث فشل المناخ في التحسن وتعرضت المنطقة لكوارث مثل النزاعات والزلازل والأوبئة.
قال الدكتور ماثيو جاكوبسون، محاضر علم الآثار في كلية العلوم الإنسانية في جلاسكو وأحد مؤلفي الدراسة إنه يعتقد أن أبحاثه لها أوجه تشابه مخيفة مع العصر الحديث.
لكن الدكتور جاكوبسون قال إنه من المبالغة في التبسيط القول أنه "عندما يسوء المناخ، تحدث أشياء سيئة للناس ويتراجع المجتمع".
وقال "نرى أعداد المستوطنات والإنتاجية الزراعية خلال الفترة الرومانية عندما كانت الظروف أكثر جفافا في جنوب غرب الأناضول.
"نرى أيضًا أن الناس يتأقلمون في البداية مع تحول كبير في الظروف الجافة في القرن الخامس ولكنهم بدأوا في النضال بعد حوالي قرن من الزمان، حيث لم يتحسن المناخ وضرب الطاعون المنطقة، بالإضافة إلى العديد من الزلازل والحروب".
وقال الدكتور جاكوبسون إن التأرجح في الثروات جلب أخبارًا جيدة وسيئة للعصر الحديث لأنه يشير إلى أنه يمكننا التغلب على تغير المناخ الناتج عن الإنسان ولكن فقط إذا عملنا على الحد من تأثيره ومواصلة مواجهة الكوارث الأخرى.
هناك أوجه تشابه مخيفة مع الأحداث الأخيرة بالنظر إلى مناخنا غير المستقر بشكل متزايد والأوبئة المستمرة والصراعات الحالية.
فحص الباحثون أكثر من 381 مستوطنة في ليسيا بمفيلية في جنوب غرب الأناضول، وهي منطقة يقولون إنها غنية بالبقايا الأثرية بما في ذلك المدن والموانئ والمستوطنات الريفية.
كان الأكاديميون قادرين على تفسير التغيرات في سكان المستوطنات من خلال فحص التاريخ الإقليمي والأدلة الأثرية وبيانات البيئة القديمة.
كما درسوا ست فترات تاريخية من العصر البرونزي (3000 إلى 1150 قبل الميلاد) إلى الفترة البيزنطية الوسطى (600 إلى 1050 م).