مساعٍ لإنشاء أول كنيسة روسية بالقاهرة.. ومندوبها يلتقى البابا تواضروس
تسعى الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، برعاية البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وعموم روسيا، لإنشاء كنيسة روسية في القاهرة، والتي استقبلت مؤخرًا المتروبوليت ليونيد جورباتشوف، رئيس أساقفة الكنيسة الإفريقية الروسية الأرثوذكسية، في زيارة رسمية له لإنشاء كنيسة روسية بالقاهرة.
في بداية زيارته للقاهرة، التقى المطران ليونيد بالشيخ نورالدين عبدالوارث قناوي، القائم بأعمال الإدارة المركزية للعلاقات الخارجية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حيث تم مُناقشة جدول الأعمال المقرر مُستقبلاً في تعاون والحوار بين وزارة الأوقاف المصرية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية والإكسرخسية الروسية الإفريقية، ووضع الخطوط العريضة لخطط التعاون بينهما.
وناشدت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الرئيس عبدالفتاح السيسي تخصيص موقع في العاصمة الإدارية الجديدة؛ لبناء مركز إداري وروحي للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وأعلن ذلك المطران «ليونيد»، في لقاء مع «قناوي».
وقال المطران ليونيد: «ستكون هناك مُناشدة مُوجهة إلى رئيس مصر، بطلب تخصيص موقع في القاهرة الجديدة، العاصمة الجديدة لمركزنا الإداري والروحي، وهذا مهم للغاية بالنسبة لنا»، ووفقًا له سترسل المُذكرات والنداءات ذات الصلة من وزارة الخارجية الروسية، ومن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
كما التقى «ليونيد» قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالمقر بالبابوي بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، وحضر اللقاء الأنبا ثيؤدوسيوس أسقف وسط الجيزة، والأنبا إيلاريون أسقف البحر الأحمر، والسفير الروسي في مصر، وقدم المطران لقداسة البابا خطاب تعيينه من البطريرك كيريل، بطريرك الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، ناقلًا تحيات البطريرك لقداسة البابا.
ودار الحوار حول العلاقة الطيبة بين الكنيستين في المجالات المختلفة مثل تبادل الزيارات الرهبانية والإكليريكية وعلى مستوى العمل الاجتماعي والحوار اللاهوتي، وذلك من خلال اللجنة المُشتركة بين الكنيستين، ورحب قداسة البابا بالوفد وخدمتهم الجديدة في مصر؛ لخدمة المواطنين الروس سواء القائمين في مصر أو السُيَّاح.
وعقب ختام زيارته للبابا توجه مطران الكنيسة الروسية لزيارة الأنبا إرميا الأسقف العام، ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، إذ استقبله بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي المُلحق بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، كما قام بزيارة المتحف البطريركي، والبانوراما القبطية بالمركز، ومزار القديس مار مرقس الرسول بالكاتدرائية.
وكان قد قرر المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، في 29 ديسمبر من عام 2021، إنشاء بطريركية لإفريقيا مع إيبارشيتين في تكوينها: شمال إفريقيا ومركزها في القاهرة، وجنوب إفريقيا ومركزها جوهانسبرغ (جنوب إفريقيا)، وتم تعيين المطران ليونيد رئيسًا بطريركيًا لإفريقيا.
محالاوت لإنشاء كنيسة قبطية في روسيا
وفي نوفمبر من العام الماضي، قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن هناك مُحاولات وإجراءات رسمية لإنشاء كنيسة قبطية أرثوذكسية في روسيا.
وأضاف، في تصريح له، أن روسيا معظم من فيها طلبة، وعدد الأسر القبطية صغير جدًا، وهناك مُحاولات لإنشاء كنيسة قبطية، مع الاستعانة بالكنيسة الأرمينية هناك، وهي كنيسة شقيقة للكنيسة الأرثوذكسية في الإيمان، وهناك مقر به كنيسة صغيرة يسكنها أب راهب.
علاقة الكنيسة القبطية بالروسية
وكانت قد استضافت القاهرة في 2019 اللقاء الثالث للجنة العلاقات بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والكنيسة الروسية الأرثوذكسية، ورحب الأنبا سرابيون، مطران لوس أنچلوس، عن الكنيسة القبطية، بالوفد الروسي، وتضمن جدول أعمال اللقاء مناقشة تبادل الزيارات بين الجانبين القبطي والروسي.
وتبادل البعثات الطلابية كورسات صيفية، ورعاية المُهاجرين الأقباط في روسيا والروسيين في مصر، ودعوة البطريرك كيرل لزيارة لمصر، وتبادل الخبرات الإعلامية بين الكنيستين.
وقال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: «إن علاقتنا مع الكنيسة الروسية مثل الصليب، فهي تبدأ بعلاقة حب في المسيح، ويبني المسيح بيننا هذه العلاقة، ونبني هذه العلاقة من خلال الوفود الروسية للرهبان، ورؤساء الأديرة القادمين إلى هنا؛ لزيارة أديرتنا وكنائسنا القديمة، وكذلك الأساقفة الأقباط الذين ذهبوا لزيارة روسيا والأماكن القديمة والأديرة والكنائس الكثيرة هناك، وهكذا تبدأ الخطوة الأولى في علاقتنا بالحب وتبادل الزيارات».