رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حدثت فى مثل هذا اليوم.. قصة «معارك الأيام السبعة» فى الحرب الأهلية الأمريكية

معارك الأيام السبعة
معارك الأيام السبعة

يتزامن اليوم الموافق 26 يونيو مع ذكرى اندلاع معارك حرب الأيام السبعة، والتي بدأت في مثل هذا اليوم من العام 1862 ضمن معارك الحرب الأهلية الأمريكية، تلك الحرب التي أندلعت بين ولايات الجنوب التي تنادي باسترقاق وعبودية الأفارقة المخطوفين من بلادهم في القارة السمراء، وبين ولايات الشمال التي تناهض العبودية، والتي انتهت هذه الحرب التي دامت خلال الفترة من 1861 حتى 1865 بانتصار ولايات الشمال وإلغاء العبودية. 

خلفت هذه الحرب أكثر من نصف مليون قتيل، تحديدا 650 ألف قتيل أمريكي بين الولايات الشمالية والجنوبية، وهو الرقم الذي فاق عدد ضحايا الحرب العالمية الأولي والثانية مجتمعتين. وبهذا تعتبر تلك الحرب الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

 

ــ لهذه الأسباب اندلعت الحرب الأهلية الأمريكية

كانت الحرب الأهلية الأمريكية وحشية وعنيفة، فقد رفع أبناء الشعب الأمريكي الواحد السلاح في وجه بعضهم البعض، والذين أنخرطوا في أعنف الصراعات المدمرة في التاريخ الأمريكي، ولم يخطرببال أحد حجم الدمار الذي ستخلفه هذه الحرب، والتي نشبت شرارتها الأولي بسبب العبودية والتميز العرقي بين السود من أصل أفريقي المخطوفين والبيض.

 

تبدأ القصة عندما انتشرت العبودية في جميع أنحاء المستوطنات الأمريكية، فبعدما أحضر مركبا هولنديا عشرون أفريقي إلي شاطئ المستعمرة البريطانية “جيمس تاون” الواقعة في ولاية فيرجينيا، لجأ المستوطنون الأوروبيون في شمال أمريكا إلي العبيد الإفريقيين كمصدر رخيص للخدم الملزمين بعقد رسميو يعملون في أعمال شاقة طيلة النهار، سواء في زراعة الشاي والقطن والتبغ، أو الخدمة في منازل المستوطينين بالنسبة للنساء والفتيات، اللاتي يتم اغتصابهن ليلا من قبل مالكيهم البيض.

 

وفي أواخر القرن السابع عشر بدأ العبيد يحلون محل عمال الأجرة في العديد من المستعمرات الأمريكية، ولأهمية العبودية أصبح منزل “دورسيس” رمزا جديدا للعبودية في عام 1705. وأول جمعية تشريعية تجمع بين التشريعات القائمة في القرون السابقة مع إضافة مبدأ أن العرق الأبيض هو المهيمن ضد العرق الأسود. 

 

وهنا قد بدأ اضطهاد الأفريقيين السود بشكل رسمي ومشرع، حيث مارس البيض جميع طرق الاستعباد من العمل الشاق نهارا والتعذيب السادي ليلا، وكان من يحاول التمرد من العبيد أو عصيان أوامر سيده يلقي أبشع أنواع التعذيب والتي قد تصل إلي القتل.

 

واستمر الأمريكيون جلب العبيد من أفريقيا بأعداد كبيرة. وأصبحت تجارة العبيد هي أضخم تجارة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أحصي المؤرخون أعداد العبيد الذين تم جلبهم إلي العالم الجديد خلال القرن الثامن عشر من ستة إلي سبعة ملايين عبد، مما حرم القارة الأفريقية من رجالها ونسائها الأكثر صحة وحيوية.

 

وفي العام 1857 عرضت قضية أحد العبيد واسمه “دريد سكوت” علي المحكمة العليا في الولايات المتحدة. وكان قد أدعي الحرية لأنه كان من قبل يعيش في ولاية ومنطقة حرة، ولكن قرار المحكمة رفض إدعاء دريد سكوت، وقضي بأنه لا يحق لأي أسود أن يصبح مواطنا في الولايات المتحدة، وأنه ليس باستطاعة الكونجرس إبطال العبودية.

 

ذاعت قضية دريد سكوت وانتشرت بين العبيد، مما أدي إلي أول حراك فعلي من العبيد للمطالبة بحريتهم. وفي العام 1859  هاجم “جون براون”، وهو أحد مناهضي العبودية قاعدة “هاربر” العسكرية بفرجينيا في محاولة منه لحث العبيد علي الثورة، ولكن تم الإمساك به وإعدامه علنا ليكون عبرة في ترهيب العبيد، ولكن ذلك لم يمنع العبيد الأفريقيون من تصاعد الثورة بداخلهم، وبالرغم من تمادي السلطات في سن قانون تجمع العبيد مع بعضهم البعض، كان العبيد لا يمتثلون لمثل هذه القوانين، بل أعلنوا رفضهم لها علنا.

 

ومع زيادة أعداد المطالبين بإبطال العبودية واستئصال جذورها، ومع زيادة الإلتحامات والاشتباكات بين أطراف الشعب الواحد، بدأت المناقشات الحادة أحيانا والعنيفة في أحيان أخري بدأت الحرب الأهلية الأمريكية.