بعد إعلان النقابة.. هل توثق عائلات التشكيليين الكبار أعمال ذويهم؟
تسلمت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، يوم الثلاثاء الماضي، لوحة «من وحي فنارات البحر الأحمر» للفنان التشكيلي المصري العالمي عبد الهادي الجزار، والذي تخصص في التصوير؛ والتي لم يُستدل على لوحته المُشار إليها منذ صدور إذن صرف 1971 لمبنى وزارة الثقافة بجاردن سيتى.
وجاء ذلك في حضور فيروز الجزار، وأنسي عمار المحامي بالنقض والدستورية العُليا من ورثة وأبناء صاحب شركة محمد عبدالمالك للمقاولات، وهم: هشام وإبراهيم ومحمود محمد عبدالمالك، والدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية، وأحمد عبدالفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف بالقطاع.
استلام الوزيرة للوحة المفقودة منذ عام 1971، يستدعى البحث في فكرة، تصور «أسرة الجزار» لتوثيق تراث الفنان الراحل.
البداية.. أسرة محمود سعيد توثق أعماله فى كتاب
وأثار عودة لوحة «الجزار» حالة من المُراجعة لدى قطاع الحركة التشكيلية المصرية، رُغم أنها بدأت منذ عام 2017، منذ أن أعلنت أسرة أعمال الفنان السكندري محمود سعيد توثيق أعماله للمرة الأولى في كتاب أعدته خبيرة في دار كريستيز، وإطلاقه ضمن فعاليات «آرت دبي».
أسرة «الجزار» توثق تراثه فى «كتالوج»
قالت «فيروز» لـ«الدستور»، يوم الثلاثاء الماضي، إن الأسرة تستعد الآن؛ لإعداد كتالوج يتضمن كل أعمال والدها الفنية، على أن تكون ببلوجرافيًا كاشفة لكافة الأعمال على غرار الكتالوج الذى أعدته أسرة الفنان الراحل محمود سعيد، موضحة أن «الكتالوج» يُشرف على إعداده الدكتور حسام رشوان الذى أشرف على إعداد كتالوج الفنان محمود سعيد.
نقابة التشكيليين تدخل على خط الأزمة وتطرح بعض الحلول للتوثيق
دخلت نقابة الفنانين التشكيليين، اليوم، على خط الازمة حيث أعلنت عن بعض الحلول الخاصة بتوثيق أعمال كبار التشكيليين، وهو ما ورد فى بيان صحفى صدر عنها، تقول فيه: «إلى كل من لديه لوحة فنية زيتية أو ألوان مائية أو حفر، تمثال خزف، أى قطع فنية فى منزله أو منزل أجداده أو توارثها عنهم، ولا يعرف تاريخها أو قيمتها، تدعوك نقابة الفنانين التشكيليين بالتوجه بها إلى مقر النقابة داخل دار الأوبرا المصرية بجوار متحف الفن الحديث، والتقدم بطلب تقييم اللوحة للكشف عليها وتوثيقها بشهادة معتمدة من خلال لجنة عُليا من كبار الفنانين في التخصص من أعضاء النقابة».
وأضافت أن «هذه الدعوة حرصًا منا علي تراث مصر وفنون مصر وأعمال مبدعيها محاولة؛ لتوثيقها وحفظها من الاندثار أو التزوير أو الضياع، وهذا دورنا كنقابة؛ للحفاظ على هويتنا وأعمال الرواد الكبار التي كادت أن تختفى بالبيع خارج مصر دون توثيق أو تتبع، والبيع حق أصيل للورثة، ولكن يجب معرفة أين هي وتم بيعها إلى من؛ لأنها جزء من هويتنا الثقافية؟».
ولفتت نقابة التشكيليين، إلى أن التزوير ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة؛ لارتفاع أسعار الفن التشكيلي خاصة أعمال الرواد، ومع عدم توثيق الأعمال أصبح من السهل تزويرها وبيعها، ويضيع الأصل وينتهي.