آدم حنين.. «حفيد الفراعنة» (بروفايل)
عامان مرا على رحيل النحات والرسام آدم حنين، الذي وافته المنية 22 مايو 2020، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز الـ91 عاما، بعد أن لعبت الصدفة دورا كبيرا في حياته، وأصبح من أهم رواد الفن التشكيلي في مصر.
ينتمي آدم حنين لأسرة أسيوطية تعمل في صياغة الحلي، إلا أنه ولد في القاهرة وتحديدا بحي باب الشعرية في 31 مارس لعام 1929، والتحق بمدرسة الفنون التشكيلية في 1949 - 1953، ثم سافر إلى الصعيد، حيث قضى شهورا عدة في مرسم الأقصر، كما حاز على منحة دراسية لمدة سنتين لمتابعة تحصيله في أكاديمية الفنون الجميلة بميونخ - ألمانيا.
نجح آدم حنين أن يكرس نفسه لفنه، وتحديدا بعد أن انتقل إلى باريس عام 1971 برفقة زوجته عالمة الأنثروبولوجيا عفاف الديب- التي تعرف عليها خلال أحد معارضه سنة 1960 في ميونخ-، وأقاما هناك 25 عاما، إلى أن عاد إلى مصر بعد أن أصبح فنانا معروفا على المستوى الدولي، وأقام مسكنه ومحترفه في منزل من الطوب الطيني بقرية الحرانية، وخلال الفترة من 1989 إلى 1998 تعاون مع وزارة الثقافة في ترميم تمثال أبي الهول بالجيزة.
يعد آدم حنين من أبرز النحاتين في العالم العربي في القرن العشرين، إذ أنجز خلال مسيرته الفنية عددا من القطع الكبيرة والصغيرة الحجم، باستخدام مواد متنوعة مثل الجرانيت والبرونز والجص والحجر الجيري والفخار، وتشكلت أعماله الأولى التماثيل المصرية القديمة.
سجلت بداية السبعينيات تطورا هاما في فن آدم حنين واستلهم من حرية التعبير النحتي، وفي خلال الثمانينيات، اتسمت منحوتاته بالأشكال المجردة والأحجام الصافية وبديناميكية الحركة، وكانت تدور حول مواضيع مثل قرصي الشمس والقمر ومفهوم الصعود، أما في التسعينيات فتشكلت أعماله على المنحوتات كبيرة الحجم التي تعرض في الهواء الطلق، ومنها السفينة، المصممة كبديل مجازي للفضاء المتحفي.
كان آدم حنين رساما، وأعاد إحياء تقنيات قديمة مثل الرسم على أوراق البردي بأصباغ طبيعية ممزوجة بالصمغ العربي أو تقنية الرسم على الجص التقليدية، وأنجز سنة 1960 رسوما لتزيين كتاب صديقه الشاعر صلاح جاهين (1930 ـ 1986) "رباعيات صلاح جاهين"، واستخدم لذلك الحبر الهندي على الورق، وتتميز لوحاته، سواء التشخيصية منها أو التي تمثل أشكالا هندسية تجريدية، بصفاء الأشكال وحرارة الألوان التي يعززها عمق نحتي.
أقام آدم حنين العديد من المعارض الفردية، في القاهرة والإسكندرية وأمستردام ولندن وباريس وروما، كما شارك في الكثير من المعارض الجماعية في عدة دول، وحاز عدة جوائز وتكريمات ومنها: جائزة الدولة المصرية التقديرية في الفنون 1998، الجائزة الأولى للإنتاج الفني، تكريم معرض المكرمون 1996، جائزة مبارك للفنون عام 2004، وتكريم من الصالون الأول للفن التشكيلي بمؤسسة الأهرام 2014.