في ذكراه.. كيف وضع الأنبا باخوميوس نظام «الشركة» للحياة الرهبانية؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بتذكار نياحة القديس العظيم الأنبا باخوميوس، والمُلقب بـ«أب الشركة».
وقال ماجد كامل الباحث في التراث الكنسي، وعضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: إن الأنبا باخوميوس، وُلد من أبوين وثنيين في الأقصر، نحو عام 290، وتذكر بعض الروايات عنه، أنه كان يحتقر الديانة الوثنية منذ طفولته، حتى أنه دخل مرة مع والديه إلى أحد المعابد الوثنية، فاحتقر الآلهة، فغضب منه الكاهن الوثني جدًا، وقال عنه إنه سوف يصير عدوًا لديانته، وطرده من المعبد، ثم انخرط بعد ذلك في سلك الجندية، وفي إحدى الحملات العسكرية، جاع الجنود وعطشوا، فخرج أهل قرية «لاتوبوليس» التي تقع حاليًا في مدينة إسنا محافظة قنا؛ لإطعامهم وأكرموهم، إكرامًا شديد جدًا.
وعندما عاد من الحرب، أصرَّ على دراسة المسيحية؛ لأن أهل القرية كانوا من المسيحيين، وأمن بها، وسار في طريق الفضيلة حتى أنه اشتهى حياة العزلة والتعبد؛ فقرر أن يترهب على يد القديس الأنبا بلامون، وأخذ يتدرب طويلًا على حياة الرهبنة، وذات ليلة وبينما هو يجمع الحطب ظهر له ملاك الله، وأرشده إلي سلوك طريق جديد في الرهبنة، ثم أعطاه لوحًا نحاسيًا به قوانين خاصة بالحياة الرهبانية الجديدة، فأخذها وعاد إلى مغارته، وعرض الأمر على الأنبا بلامون ففرح جدا بهذه القوانين، وطلب منه البدء فورًا في إنشاء دير جديد، يقوم على هذه القواعد، وبالفعل بدأ في إنشاء الدير الجديد، وكان ذلك نحو عام 315م، وبدأت طلاب الرهبنة يزدادون جدًا يومًا بعد يوم؛ مما دفعه إلى تأسيس مجموعات رهبانية أخرى في أماكن أخرى.
وجعل لكل دير رئيسًا أما هو فصار الرئيس الأعلى لمجموعة الأديرة الباخومية، وكان ينتقل بين الأديرة؛ لتفقد أحوال الرهبان، وحلَّ مشاكلهم، وأخيرًا مرض القديس باخوم مرضًا شديدًا، وعندما شعر بدنو أجله جمع أولاده الرهبان، وأخذ يعظهم ويقويهم؛ ثم توفى بسلام، وكان ذلك يوم 14 بشنس نحو سنة 348 م تقريبًا، وكان ذلك ليلة عيد الصعود المجيد، وكان يبلغ من العمر حوالي 58 عامًا تقريبًا.