«الأبنودي صديق عمره وعبدالمعطي حجازي أستاذًا له».. علاقة أمل دنقل بشعراء جيله
39 عامًا مرت على وفاة الشاعر أمل دنقل، الذي رحل عن عالمنا في 21 مايو لعام 1983 عن عمر ناهز الـ43 سنة، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، إذ أصيب به وعانى منه لمدة تقرب من ثلاث سنوات، وكان برفقته الدكتور جابر عصفور والشاعر عبدالرحمن الأبنودي صديق عمره.
رحل أمل دنقل تاركًا إرثًا كبيرًا من الدواوين التي تنقل فيها بالكلام بين الحب والحرب والسياسة والنفس، فكان شاعرًا عربي الثقافة واللغة والأدب، واستطاع أن يوظف هذه المقومات لإنتاج أعمال خالدة حتى الآن، وكانت علاقته بشعراء جيله جيدة للغاية، نرصدها خلال السطور التالية..
أمل دنقل والأبنودي
علاقة صداقة قوية دامت لسنوات بين الشاعرين أمل دنقل وعبدالرحمن الأبنودي، تعرفا على بعضهما البعض في مدرسة قنا الثانوية، فكلاهما أبناء محافظة قنا بصعيد مصر، وأصبحا صديقين لا يفترقان، حتى اشتركا معا في فريق التمثيل بالمدرسة، ووعد كل منهما للآخر ألا يفترقا أبدا، وهذا ما حدث حتى وفاة أمل دنقل في 21 مايو لعام 1983، ورحل الأبنودي في 21 أبريل 2015.
خلال السنوات الأخيرة من حياته كان يمكث أمل دنقل في الغرفة رقم 8 بالمعهد القومي للأورام، حيث كان يعاني من مرض السرطان اللعين، الذي ظل يحاربه بما يقرب من 4 سنوات، وطوال هذه الفترة، لم يتخلف الأبنودي عن زيارة صديقه أمل دنقل، بل كان دائم الوجود بجواره يدعمه ويسانده، وبحسب شقيق دنقل في تصريحات صحفية سابقة، فإن الأبنودي كان هو المشرف على تنفيذ وصية أمل دنقل، بدفنه بالقرب من قبر والده، ولم يهدأ إلا بعد أن استقر جسد صديقه بمثواه الأخير.
أمل دنقل ونجيب سرور
"قبل أن يكون نجيب سرور صديقي، كان شاعرًا تعلمت منه وأنا صغير، فقد بدأ النشر في الخمسينيات، وكنت أطالع قصائده وأعجب بها، وعندما قابلته وصادفته فإنني كنت أصادقه بهذا الاعتبار، أما الحساسية فلم تنشأ من جانبي، وإنما نشأت من جانب نجيب"، بهذه الكلمات تحدث أمل دنقل عن علاقته بنجيب سرور، وهو ما أوضحه كتاب "النشيد الأبدي.. أمل دنقل.. سيرة شعرية ثقافية" للدكتور حسن الغرفي، الذي يقوم على تكوين سيرة ثقافية من خلال حوارات الشاعر أمل دنقل.
وتابع: لقد كان نجيب سرور عائدًا من رحلته النفسية التي عانى كثيرًا خلالها، والتي بدأت عقب عودته من الخارج، هذه الفترة اتهمه البعض بالجفوة، المهم أن نجيب عاد إلى الكتابة ومن الطبيعي له كشاعر وممثل، اعتاد الوقوف في دائرة الضوء، أن يثير إحساسه التساؤل عن مكانته الشعرية الجديدة، أو لعله أراد أن يثبت لنفسه أنه الأقوى والأقدر.
وأضاف: لا يوجد في مجال الشعر فارس واحد، بل لا يستطيع أن يكون ميدان الفارس الواحد، لكن نجيب كان مشغولًا بإعادة اكتشاف نفسه كشاعر، فلم يدرك هذه الحقيقة، لقد تفهمت هذا واستطعت إزالة هذه الحساسية من نفسه، واتخذت علاقتنا مسارا جديدا.
أمل دنقل ويحيى الطاهر عبدالله
علاقة قوية ربطت الشاعرين أمل دنقل ويحيى الطاهر عبدالله وكان ثالثهما الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، فبعد أن انتقل الأخير إلى قنا حيث مسقط رأس الأبنودي ودنقل، التقى بهما وقامت بيهما صداقة قوية، وبعد وفاته في حادث سيارة على طريق القاهرة - الواحات، رثاه أمل دنقل بكلمات مؤثرة:
ليت (أسماء) تعرف أن أباها صعد..لم يمت
وهل يمت الذي (يحيى) كأن الحياة أبد.
أمل دنقل وأحمد عبدالمعطي حجازي
كان أمل دنقل يعتبر الشاعر أمل دنقل أستاذًا له، وعن علاقته به كشف: "علاقتي بأحمد عبدالمعطي حجازي أقوى من علاقتي بصلاح عبدالصبور، فنيًا أيضًا، لكن هذا لا يمنع وجود صلات طيبة بيني وبين صلاح".
وقال عنه أحمد عبدالمعطي حجازي: "إنه صراع بين متكافئين، الموت والشعر"، والسبب أن المرض لم يستطع أن يوقف أمل دنقل عن الشعر.