فى ذكرى رحيله.. أمل دنقل الذى هرب من الوظيفة من أجل كتابة الشعر فأنقذه من الانتحار
"أحياناً يصبح الشعر عندي بديلاً عن الانتحار".. بهذه الكلمات كشف الشاعر محمد أمل فهيم أبوالقسام محارب دنقل الشهير بـ"أمل دنقل" والذي ولد في عام 1940 بقرية القلعة، مركز قفط بمحافظة قنا في صعيد مصر، وتوفي في مثل هذا اليوم 21 مايو عام 1983م عن عمر 43 سنة بعد تجربة مرضه وعلاجه في المعهد القومي للأورام، حيث عانى أمل دنقل من السرطان نحو 3 سنوات.. عن أن كتابته الشعر أنقده من الانتحار مرات متعددة.
في ذكرى رحيله الـ39 التى نحتفى بها اليوم السبت 21 مايو؛ ندخل عالم أمل دنقل الذي عاصر أحد أهم الفترات في تاريخنا المصري والتي شهدت العديد من التحولات الكبرى ابتدءً من العدوان الثلاثي أو "حرب 1956" كما تعرف في مصر والدول العربية أو أزمة السويس أو حرب السويس، مروراً بنكسة 1967، ومن انتصار أكتوبر العظيم فى 1973.
أمل دنقل شاعر لايطيق العمل الوظيفى فقرر أن يترك عمله فى محكمة قناة وجمارك السويس والإسكندرية ومنظمة التضامن الأفروآسيوي ويهرب إلى كتابة الشعر في أي مكان وفي أوقات مختلفة وعلى أي نوع من الورق، وبأي نوع من الأقلام؛ ولعل هذا الهروب نجاه من الإنتحار.
أمل دنقل يكشف: كتبت "البكاء بين زرقاء اليمامة" بدلاً من الإنتحار
فى 1 ديسمبر 1976، نشرت مجلة " البيان" الكويتية على عدة صفحات حوار مطول مع أمل دنقل؛ اتخذت عنوانه الرئيسي "أمل دنقل: أحياناً يصبح الشعر عندي بديلاً عن الانتحار!"؛ كشف فيه أمل عن كيف لعب الشعر دوراً كبيراً فى حياته وأنقذه من أن لا ينتحر؛ وهو ما كشفه خلال حديثه قائلاً: "المشكلة ليست فى الكتابة ولكن فى كيفية "اصطياد" نفسى للكتابة، لأننى أهرب دائماً من اللحظة الشعرية. عندما تلح القصيدة، وتتوالى أبياتها فى خاطرى بيتاً بعد بيت فأننى أحاول أن أهرب من هذه اللحظة لأنها لحظة "التنسيق" – إذا جاز التعبير- بين الصور الشعرية وبين اللغة التى أصوغ هذه الصور فيها. أحياناً كثيرة أكتب ما بذهني حتى أتخلص منه، ثم أخلد إلى النوم وأستيقظ مرة أخرى لأفكر فيها أيضاً، ولا أستريح من هذه الحالة إلا عندما تكتمل القصيدة، ومع ذلك أظل أنقح فيها وأعيد ترتيب مقاطعها وإجراء عملية "المونتاج" لها، وعندما لا تخطر القصيدة أو أبياتها فى ذهنى أعرف أنها إنتهت تماماً، ومن أضعر بالراحة النفسية. هناك قصائد كتبتها فى ليلة واحدة، مثل "البكاء بين يدى زرقاء اليمامة"، لكن هذه لأن درجة الشعور كانت عالية جداً وكان الشعر ليلتها بديلاً عن الانتحار".
أمل دنقل الذي كتب الشعر بدلاً من البكاء
من أشهر قصائده "لا وقت للبكاء" التي ألقاها في حفل تأبين ورثاء الزعيم جمال عبدالناصر، وهي قصيدة عبرت عن طبيعة أمل دنقل الشاعر الذي يكتب الشعر بدلاً من البكاء؛ فكان له 6 دواوين شعرية هي: «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» في 1969، وتضمن الديوان قصائد تتضمن تعبيره عن الصدمة التي أحدثتها نكسة 5 يونيو عام 1967، ثم أصدر «تعليق على ما حدث»، «مقتل القمر»، «العهد الآتي»، «أقوال جديدة عن حرب بسوس» ثم «أوراق الغرفة 8» في 1983، والمستلهم من تجربة مرضه.
فعاليات لإحياء ذكرى صاحب "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة"
تقيم لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة بالاشتراك مع بيت الشعر بالقاهرة لإحياء الذكرى التاسعة والثلاثين لرحيل الشاعر الكبير أمل دنقل، وذلك في الساعة السابعة مساء الأربعاء 25 مايو بالقاعة الكبرى بالمجلس الأعلى للثقافة.
ويتضمن البرنامج: كلمة لجنة الشعر أحمد سويلم، كلمة بيت الشعر للشاعر السماح عبد الله، ود. حسن طلب، ود. عادل ضرغام، ومحمد سليمان، ود. مصطفي رجب، وعبلة الرويني، ود. عبد الحكم العلام، ورامي هلال، وأحمد فضل شبلول قصيدة، ويقدم الأمسية: عماد غزالي.
وكان الشاعر السماح عبدالله، قد أعلن عن البرنامج الكامل لاحتفالية بيت الشعر المصري بالشاعر أمل دنقل، التي يتم تنظيمها بمناسبة إحياء الذكرى الـ 39 على رحيله. وجاءت الفعاليات، على مدار ثلاثة أيام متفرقة 17 و 18 و 19 مايو الجارى بمسرح مركز الإبداع الفني بساحة دار الأوبرا، بحضور الشعراء والنقاد والفنانين: أحمد عبد المعطي حجازي، الدكتور أحمد درويش، الدكتور أحمد مجاهد، طارق الدسوقي، الدكتورة فاطمة الصعيدي، أشرف عامر، الدكتور أحمد بلبولة، وفي بيت الشعر المصري بيت الست وسيلة، بحضور الشعراء والنقاد: أحمد عنتر مصطفى، الدكتور أبو اليزيد الشرقاوي، عماد غزالي، عذاب الركابي، الدكتور محمد السيد اسماعيل، أسامة الخولي، أمل الشربيني، خالد أبو العلا، أحمد سويلم، الدكتور حسن طلب، الدكتور محمد سليمان، الدكتور، الدكتور مصطفى رحب، الدكتور عبد الحكم العلامي، الدكتور عادل ضرغام، عبلة الرويني، راني هلال، صباح هادي.