من هو الفنان الذى اعترض بليغ حمدى على قبلته لـ وردة؟
لم يستغرق إعداد وتنفيذ أغنيتها الأشهر عن انتصار حرب أكتوبر المجيدة “حلوة بلادي السمرا بلادي”، أكثر من يوم أو أقل، ما بين انطلاقة شرارة أول بيان عسكري يزف النصر المصري على العدو الإسرائيلي.
من بلد المليون شهيد جاءت إلى هوليوود الشرق القاهرة، لينطلق نجمها الفني في سماء الوطن العربي، إنها الفنانة المطربة الكبيرة وردة، والتي تحل اليوم ذكرى مغادرتها عالمنا الذي نعرفه، حيث توفيت في مثل هذا اليوم من العام 2012.
في بداية حياتها تزوجت وردة من وكيل وزارة الاقتصاد بالجزائر، جمال قصيري، وأنجبت منه طفلين هما: “وداد” و"رياض"، قضت طفولتها في باريس، وتعلمت الغناء هناك ومارسته في الملهي الليلي الذي كان يمتلكه والدها، وغنت لكل مشاهير الغناء في ذلك الوقت، ومثل كل الفنانين كانت مصر هي حلمها، والذي تحقق عندما وصلت إلى القاهرة، ولحن لها كبار الملحنين، وفي مقدمتهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وبليغ حمدي الذي تزوجته لاحقا.
قدمت للسينما حوالي ستة أفلام روائية طويلة وهي: “ألمظ وعبده الحامولي”، “حكايتي مع الزمان”، “صوت الحب”، “آه يا ليل يا زمن”، “ليه يا دنيا”، ، فيلم “أميرة العرب”.
كما قدمت المطربة وردة إلى الشاشة الصغيرة مسلسل “أوراق الورد”، وللإذاعة قدمت مسلسل بعنوان “دندش”، وهو يدور حول صعود مطربة مغمورة حتى سماء الفن والشهرة والنجاح بعد معاناة طويلة مع الفقر والحياة، إلى جانب تجربة مسرحية وحيدة بعنوان “تمر حنة”، مع الفنان عزت العلايلي ووداد حمدي، ومن إخراج جلال الشرقاوي.
ذكريات وردة مع الفن والطرب
يقول الفنان سمير صبري، والذي شاركها بطولة فيلم “حكايتي مع الزمان”: إن نجاح وردة دفع الأستاذ مجدي العمروسي، للتعاقد مع الأستاذ حسن الإمام على إخراج فيلم لوردة، وعرض عليّ أستاذي حسن الإمام دورا في فيلم “حكايتي مع الزمان”، إلى جانب النجم رشدي أباظة، وبدأت تصوير الفيلم، وكان أول المشاهد التي تجمعني بوردة هو مشهد زيارة بطلة الفيلم لفرقتها الاستعراضية، بعد غياب سنوات، وهي تغني لهم “وحشتوني.. وحشتوني” وتتصادف زيارتها مع وجود المخرج الجديد للفرقة الاستعراضية، والذي كنت أقوم بتمثيل دوره، فيتخيل نفسه يرقص ويغني مع وردة، ويقول ليوسف وهبي: “هذه هي النجمة الاستعراضية للفرقة”.
ويتابع سمير صبري، في كتابه “حكايات العمر كله”، والصادر عن الدار المصرية اللبنانية للنشر، عن ذكرياته مع الفنانة وردة: “أذكر أنه في أحد المشاهد كان من المفترض أن نلعب تنس أنا ووردة، وارتدت شورتا رياضيا، وكانت بدينة بعض الشيء، فاقترحت على الأستاذ حسن الإمام، أن نشير نحن لبدانتها، بدلا من أن تستهزئ الناس بها، وأضفت جملة في نهاية المشهد بالاتفاق مع حسن الإمام، وكنا ننتظر رد فعل وردة، وأثناء اقترابي من الكاميرا، قلت لوردة، ”إنت فاضلك 10 كيلو وتبقي في الوزن المثالي"، فقالت لي :"لا يمكن، أنا مش بعرف أخس، أنا باكل كتير"، قلت لها: “وماله .. الدهن في العتاقي”، وضحكنا وانتهى المشهد.
وأضاف: اكتشفت أن وردة بطبيعة نشأتها في باريس، إنسانة بسيطة وتتقبل النقد، بروح طيبة، لم تغضب من انتقاد وزنها، شكرتها بعد المشهد، وأوضحت لها أهمية هذه الجملة بالنسبة لها.
وتابع: واصلنا تصوير مشاهد في الفيلم، وفي أحد المشاهد كان من المفترض أن أعترف لها بحبي، وينتهي المشهد بقبلة، وأثناء البروفة، حضر بليغ حمدي، واعترض بشدة على المشهد، وحدثت أزمة بين بليغ حمدي والأستاذ حسن الإمام، الذي انفعل بشدة قائلا: جري إيه يا بلبل.. هو إنت متجوز رابعة العدوية؟ .. حلاوة المشهد في البوسة دي، وبعد جدل طويل، استجاب حسن الإمام، وتم تعديل المشهد، لتكون القبلة على جبين وردة.