كيف ساهمت «حياة كريمة» في تحسين المستوى العام لجوانب الحياة لأهل الريف؟
جاءت المبادرة الرئاسية حياة كريمة لتمثل النقلة الفارقة في حياة أهل القرى الأكثر فقرًا واحتياجًا، فبعد أن كانت منعدمة من الخدمات بشكل ملموس في حياتهم اليومية من مياه شرب نظيفة وخدمات صرف صحي وكهرباء تنير بيوتهم وحياتهم، ووحدات طب أسرة لتوفير أبسط الخدمات العلاجية والصحية لهم، في توقيت يكاد يعد على الأصابع تحقق لهم كل هذا وأكثر مما كانوا يحلمون.
إعادة إعمار المنازل المتهالكة
"عشة كنا فيها أنا وأولادي" هكذا وصفت كريمة الرشيدي حياتها هي وأبنائها الخمسة في قرية المنصورية التابعة لمحافظة أسوان، التي استمرت فيها لسنوات مضت، إلى أن تدخلت مبادرة حياة كريمة من خلال إعادة إعمار المنازل في القرى المتهالكة، وكان منزلها من ضمن المنازل الذي تم تطويرها وبنائها من جديد.
تحكي “كريمة” أن المنزل كان عبارة عن غرفة واحدة مبني من الطوب اللبن وسقفه من جريد النخيل والكراتين، وكانوا يعانون طول فصل الصيف من الحشرات والثعابين ومختلف أنواع القوارض، أما فصل الشتاء فهو الأصعب لدخول مياه الأمطار بل السيول -كما وصفت، وصعوبة التدفئة من البرد القارس الذي تشهده محافظات الصعيد بسبب السقف غير المبني من العازل الجيد للبرد.
وأضافت: ولكن بفضل مبادرة حياة كريمة أصبح منزلي مكون من غرفتين وصالة وحمام ومطبخ، بعد أن تم بناءه من أول وجديد وتقسيمه إلى غرف، وليس هذا فقط بل تجهيزه بكافة احتياجاته من أثاث منزلي جديد غرف نوم وأطفال وانترية ومطبخ وأجهزة كهربائية كاملة "كل حاجة لاقيناها موجودة في البيت لما رجعنا".
استكملت الأرملة الأربعينية، أنها لم تك تتخيل أن يحدث كل هذا في منزل، خاصة مع فرحة أطفالها الذين أصبح لهم غرفة خاصة بهم، بل ودولاب يضعوا فيه ملابسهم "كانوا بيحطوا هدومهم في كراتين"، ولكن حياتنا تغيرت للأفضل بفضل حياة كريمة اللي ساعدتنا ووفرت لنا اللي عايزينه وأكتر".
شعبان: المركز الطبي أنقذ مواطني المراشدة من الانتقال لمدن أخرى لتلقي العلاج
وسعت المبادرة إلى توفير الخدمات الطبية والصحية لقرى الريف المحرومة، سواء من خلال بناء مراكز طب الأسرة وتجهيزها بأفضل المعدات والأدوات أو من خلال القوافل الطبية التي تنزل القرى باستمرار ولا تتوقف، وتشمل كافة التخصصات الطبية للكشف والعلاج.
وكان من القرى التي تم بناء المركز الطبي بها قرية المراشدة، حيث قال شعبان عبدالقادر، رئيس الوحدة المحلية للقرية التابعة لمحافظة قنا، إن سكان القرية والبالغ عددهم ٣٥٠٠٠ ألف نسمة تقريبا، كانت تنقصهم الكثير من الخدمات الطبية، وكانوا مضطرين للسفر إلى المراكز القريبة من القرية للحصول عليها.
وأوضح عبدالقادر، في تصريحات لـ"الدستور"، أن الشخص إذا مرض في المراشدة واحتاج لإجراء عملية جراحية أو توقيع الكشف عليه؛ كانت أسرته تنقله إلى مركز الوقف أو قنا أو دشنا بمشقة كبيرة، مضطرين للاستعانة بسيارات خاصة بتكلفة مالية كبيرة، ولكن كل هذه المعاناة ستنتهي ببناء أكبر مركز طبي في المراشدة، والذي يمثل نقلة نوعية جديدة ومهمة للقرية.
وتابع: المركز يقدم لأهالي القرية خدمات طبية متكاملة، كما أنه سيعمل بنظام التأمين الصحي الشامل الذي أثبت نجاح كبير في المحافظات التي طُبق فيها ومنها بعض محافظات الصعيد، مضيفًا أن المركز يحتوي على عيادات متخصصة وغرفة عمليات وغرف حجز المرضى وخدمات تنظيم الأسرة والتطعيمات.
وأشار إلى أن المركز يضم مركز لتنمية الأسرة والطفل، وهو الأول في المحافظة ويقدم كافة خدمات تنظيم الأسرة التي تدعم مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي الخاصة بتنمية الأسرة المصرية، ويقدم المركز خدمات صحية بأعلى جودة.
وبما أن الدولة تسعى في الوقت الحالي إلى زيادة مساحة الرقعة الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من غالبية المحاصيل، وتوفير كل ما يحتاجه المزراعين من دعم سواء مادي أو خاص بمستلزمات الزراعة ومتطلباتها، كان لمبارة “حياة كريمة” دور في هذا السياق، من خلال بناء المجمعات الزراعية التي تقدم خدماتها للقرى، ويقوم دورها على تقديم جميع الخدمات الزراعية، وفقًا لاحتياجات القرى المستهدفة من وحدات بيطرية وجمعيات زراعية ومراكز إرشاد زراعي ومراكز تجميع الألبان.
مجمع الخدمات الزراعية بقرية المراشدة يساعد في زيادة إنتاجية القصب الموجود على ثلثي مساحتها
تشتهر قرية المراشدة ومركز الوقف بشكل عام التابع له القرية، بزراعة القصب منذ الأجداد، كما يقول سامح عبدالرحيم أحد مواطني القرية، ومع إنشاء مبادرة حياة كريمة لمجمع الخدمات الزراعية الحكومية؛ كان الأمر خير عون للمزارعين في القرية في مساعدتهم وتلبية احتياجاتهم الزراعية.
وأوضح عبدالرحيم أن المراشدة كلها زراعية، تعتمد على زراعة القصب والقمح بشكل أساسي، وجاء المجمع ليشمل الجمعية الزراعية والحيازات، حيث يتم تجديد الحياز الزراعية للمزارعين، وهناك جانب آخر للإرشاد الزراعي للفلاحين، وهي أبرز خدمات المجمع، وبدأ العمل فيه منذ فترة وتوفير الإرشادات الزراعية والاستشارات للمزارعين من خلال المهندسين الزراعين.
وتابع أن هذا المجمع ساعد في تشجيع المزارعين على الحفاظ على أراضيهم الزراعية ومحاربة افكار تبوير الأراضي للبناء عليها، وكذلك إرشادات محاربة الآفات والأمراض التي تتعرض لها المحاصيل، وتساعد الجمعية الزراعية في حصر الأراضي الزراعية في المراشدة وحصر القمح والقصب، وتقوم بصرف الأسمدة للمزارعين.
وأكد عبدالرحيم أن دور مجمع الخدمات الزراعية يقوم على التنبيه على المزارعين بشكل مستمر بعدم البناء على الأراضي الزراعية، وتكثيف مساحة الأرض الزراعية للقمح والقصب، وتحذر المواطنين من البناء فوق هذه الأراضي، وعدم تجريفها للحفاظ على مساحة الرقعة الزراعية، وتقوم بدورها للمعاينات على الأراضي.